اعتقلت قوات الشرطة المصرية أكثر من 100 ناشط مساء أمس من حركات وأحزاب «كفاية» و«الغد» و«الناصري» و«الوفد» و«الكرامة» وقوى سياسية أخرى كانوا يحتجون على تعديلات دستورية أحالها الرئيس المصري حسني مبارك للاستفتاء عليها اليوم، في حين دعا فيه الرئيس المصري مساء أمس مجدداً الشعب المصري إلى المشاركة في الاستفتاء على تعديل 34 مادة من الدستور، قائلا إن التحولات المصيرية تصنعها الشعوب بإرادتها الحرة. من جانبه رد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على الانتقادات لتعديلات الدستور فيما يتعلق بقانون الإرهاب بأن الدولة والكيان المصري يتعرض لتهديد من الإرهاب. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي بأسوان مع كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية التي قالت انها أثارت مع الرئيس المصري حسني مبارك ما يثير قلق واشنطن بشأن التعديلات. ومنعت قوات الأمن وفرق مكافحة الشغب، ورجال أمن في ملابس مدنية اعتصاماً للمعارضة المصرية بدأته في السادسة مساء أمس بميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة، وكان مقرراً أن يستمر حتى موعد الاستفتاء. وقامت قوات مكافحة الشغب بإغلاق شوارع وسط العاصمة، أمام المارة والسيارات، وذلك من أول ميدان طلعت حرب إلى ميدان التحرير، وهي المنطقة التي تتواجد فيها مقرات أحزاب «الناصري» و«التجمع» و«الغد». واستخدمت أجهزة الأمن الكلاب البوليسية وفرق الكاراتيه، وهم رجال أمن في ملابس مدنية، في مطاردة الناشطين في وسط القاهرة، وأغلقت مداخل ومخارج عدة ميادين وشوارع مؤدية إلى المواقع المحتمل توجه المتظاهرين إليها بعد أن تم منعهم من دخول ميدان التحرير، ومنها مقري نقابتي «الصحافيين» و«المحامين». وقدرت مصادر في حركة كفاية المتظاهرين بالعشرات حتى وقت متأخر من مساء أمس، وقالت منظمات حقوقية، إن عدد المقبوض عليهم يزيد على 100. وقال الرئيس مبارك في كلمة إلى الشعب المصري بثتها وكالة أنباء الشرق الأوسط إن «التحولات المصيرية في تاريخ الأوطان إنما تصنعها الشعوب بإرادتها الحرة. وإنني كرئيس للجمهورية، وابن من أبناء هذا الشعب، أتوجه إليكم اليوم بنداء للتعبير عن هذه الإرادة، والمشاركة في صنع هذا المستقبل».