تفاصيل الاحكام السجنية الصادرة في قضية "التسفير"    دعما للتلاميذ.. وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية    ترامب يبحث ترحيل المهاجرين إلى ليبيا ورواندا    الدوريات الأوروبية.. نتائج مباريات اليوم    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بالهند    مهرجان «كنوز بلادي» بالكريب في دورته 3 معارض ومحاضرات وحفلات فنية بحديقة «ميستي» الاثرية    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    عاجل: بينهم علي العريض: أحكام سجنية بين 18 و36 سنة للمتهمين في قضية التسفير مع المراقبة الإدارية    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    المانيا.. إصابة 8 أشخاص في عملية دهس    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    عاجل/ أمريكا تجدّد غاراتها على اليمن    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    النّفطي يؤكّد حرص تونس على تعزيز دور اتحاد اذاعات الدول العربية في الفضاء الاعلامي العربي    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    كلية الطب بسوسة: تخرّج أول دفعة من طلبة الطب باللغة الإنجليزية    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



راند: "خرائط طرق" لصناعة شبكات اسلامية معتدلة ...

قامت مؤسسة "راند" البحثية مؤخرا باصدار و نشر تقرير في غاية الاهمية بعنوان: "بناء شبكات مسلمة معتدلة". و تحظى تقارير هذه المؤسسة عادة باهمية قصوى و بالغة لدى صانع القرار الأمريكي سواءا على مستوى التنظير او التطبيق. فقد تأسست "راند" في عام 1948 و لها نفوذ كبير و تأثير عالي على سياسة الولايات المتحدة الامريكية الخارجية و لها علاقات و روابط مع وزارة الدفاع الامريكية فهي تشرف على ثلاث مراكز ابحاث تمولها وزارة الدفاع و غالبا ما يتم العمل بتوجيهاتها بناءا على التقارير و الابحاث التي تقدمها للادارة الامريكية.
فيما يتعلق بتقرير "بناء شبكات مسلمة معتدلة" فقد جاء في 217 صفحة توزّعت على مقدمة, يليها تسعة فصول و من ثمّ فصل عاشر خاص بالخلاصة و التوصيات التي تمخّض عنها التقرير. و قد تمّ نشر هذا التقرير الذ اعدّه اربعة باحثين (أنجيل راباسا تشيرل بنارد لويل تشارتز بيتر سيكل) في 27 آذار 2007 الحالي و تمّ ارفقاه بملخص تنفيذي بنفس العنوان ايضا و تألّف من 18 صفحة.
و يتناول التقرير عبر ثناياه عدّة مسائل متعلقة بالموضوع الاساسي لبناء شبكات مسلمة معتدلة و منها:
أولا: عرض و شرح للطريقة التي تمّ اعتمادها لانشاء الشبكات بشكل فعلي خلال الحرب الباردة, و كيف تعرفت الولايات المتحدة على شركاء و قامت بدعمهم و كيف حاولت تجنب تعريضهم لاي خطر.
ثانيا: تحليل عناصر التشابه و الاختلاف بين بيئة الحرب الباردة و البيئة الموجودة اليوم حيث الصراع مع الاسلام الراديكالي و كيف يمكن لأوجه التشابه و الاختلاف هذه ان تأثر على الجهود الأمريكية في بناء الشبكات اليوم.
ثالثا: تفحّص الاستراتيجيات و البرامج الامريكية المتبّعة اليوم للانخراط في العالم المسلم.
رابعا و اخيرا: الاستفادة من معرفتنا حول الجهود التي بذلت في الحرب الباردة و اعمال و تقارير راند السابقة حول الاتجاهات الايديولوجية في العالم المسلم و ذلك من أجل اعداد و تطوير "خارطة طريق" لانشاء شبكات و مؤسسات مسلمة معتدلة. و المفتاح الاساسي في هذه الدراسة يكمن في انّ الولايات المتّحدة قد فشلت في ايجاد شراكة مع معتدلين حقيقيين, و الحصيلة النهائية لذلك واضحة تماما و يجب العمل على تغييرها.
اولا: اعتماده على مصطلحات دقيقة جدا كان يتم التفريق بين "المسلم", الاسلامي", "الراديكالي", "المسلم المعتدل", "الاسلامي المعتدل", "المتطرف", "المسلم الليبيرالي", "المعتدل المقنّع", "دول القلب", "منطقة الجاذبية", "دول الأطراف", "المتصوفة", "التقليديين", "السلفيين", "الوهابيين", "العلمانين", "الدبلوماسية العامة", "حرب الافكار", "الحرب الباردة", و غيرها من المصطلحات التي تستخدم في قواميس المخابرات و اجهزة التلاعب بالرأي العام و الدعاية و الاعلام.
اضافة الى ذلك, فان معنى كل مصطلح من هذه المصطلحات لا يتعلق بما تمثله لدى القارئ او لدى المعايير الموجودة لديه و المتعارف عنها في المنطقة العربية او الشرق الاوسط عموما, و انما تعكس مفهوما مختلفا يعكس خلفية واضعي التقرير و المعايير التي يضعونها هم. فعلى سبيل المثال, فانّ "المعتدل" وفقا للتقرير مختلف عن "المعتدل" المتعارف عليه في العالم الإسلامي. و لذلك فقد وضع التقرير معايير صارمة لتستطيع الولايات المتّحدة التمييز بين "المعتدل المقنّع" و "المعتدل الحقيقي" و ذلك من خلال اخضاعه لعدد من المعايير التي تعتمد على الاجابات المقدّمة على نموذج استبيان او عدد من الأسئلة كان منها:
1- هل يتقبل الفرد أو الجماعة العنف أو يمارسه؟ وإذا لم يتقبل أو يدعم العنف الآن، فهل مارسه أو تقبله في الماضي؟
‏2- هل تؤيد الديمقراطية؟ وإن كان كذلك، فهل يتم تعريف الديمقراطية بمعناها الواسع من حيث ارتباطها بحقوق الأفراد؟ (المقصود هنا مثلا الشواذ و امثلة على هذا المنوال)
‏3- هل تؤيد حقوق الإنسان المتفق عليها دولياً؟
‏4- هل هناك أية استثناءات في ذلك (مثال: ما يتعلق بحرية الدين)؟
‏5- هل تؤمن بأن تبديل الأديان من الحقوق الفردية؟
‏6- هل تؤمن أن على الدولة أن تفرض تطبيق الشريعة في الجزء الخاص بالتشريعات الجنائية؟
‏7- هل تؤمن أن على الدولة أن تفرض تطبيق الشريعة في الجزء الخاص بالتشريعات المدنية؟
‏8-هل تؤمن بوجوب وجود خيارات لا تستند للشرعية بالنسبة لمن يفضلون الرجوع إلى القوانين المدنية ضمن نظام تشريع علماني؟
‏9- هل تؤمن بوجوب أن يحصل أعضاء الأقليات الدينية على نفس حقوق المسلمين؟‏
‏10- هل تؤمن بإمكانية أن يتولى أحد الأفراد من الأقليات الدينية مناصب سياسية عليا في دولة ذات أغلبية مسلمة؟
‏11- هل تؤمن بحق أعضاء الأقليات الدينية في بناء وإدارة دور العبادة الخاصة بدينهم (كنائس أو معابد يهودية) في دول ذات أغلبية مسلمة؟
‏12- هل تقبل بنظام تشريع يقوم على مبادئ تشريعية علمانية؟
ثانيا: على الرغم من انّ التقرير يتناول بدقّة متناهية جميع الشرائح الاسلامية و العلمانية و الليبرالية ذاكرا بالاسم جميع الاقليات المتعلقة بهم, الاّ انّه لم يتطرأ أبدا الى "الشيعة". و من غير المعقول ان يغفل هكذا تقرير بدقّته و تفاصيله و على الرغم من ايراده لاقيات مجهرية, ان يغفل ذكر الاقلية الشيعة و الدور المنوط بهم, و اغلب الظن انّه قد ضمّنهم الفئة الصوفية خاصّة انه و عند حديثه عن الحلفاء الطبيعيين للغرب يفترض انّ كل من يقف السلفيون ضدّهم و من ضمنهم الذين يقدّسون شخصياتهم الدينية و يصلّون في القبور و ينذرون النذائر و يلجؤون الى الواسطة هم حلفاء , و بالتالي فان هذه الخصائص موجودة بقوّة عند الطائفة الشيعية ايضا.
هذا و يحمل التقرير بشدة كبيرة على المملكة العربية السعودية و يحرّض ضدّها بشكل واضح و صريح و يحمل ايضا على الفكر السلفي الذي يعده العدو الأول الذي يجب محاربته بشكل اساسي. و على هذا الاساس فقد صنّف التقرير كل اعداء الفكر السلفي على انهم حلفاء محتملين للولايات المتّحدة الأمريكية, بل يقول ما نصّه "انّ التقليدين و الصوفيين هم حلفاء طبيعيين للغرب لدرجة اننا نستطيع ان نجد العديد من القواعد المشتركة معهم"
كما انّ التقرير قد نقل صراحة "انّ من يقومون بتقديس ائمتهم او شيوخهم و يأخذون بالاسلام التقليدي دون التفسير الدقيق و غير الوسيط للقرآن و الحديث - أي يحتاجون دائما الى واسطة و هو عكس ما يفعله السلفيون و الحداثيون-, و يصلّون في القبور و يقدمون نذورهم و يؤدون الكثير من الامور التي يمقتها الوهابيون – و هذه صفات مشتركة كما نستطيع ان نلاحظ بين الشيعة و المتصوفة- هم اعداء للسلفيين و بالتالي حلفاء للغرب".
ثالثا: ايراد التقرير لاسماء اشخاص و مؤسسات و جهات بشكل محدد و مكشوف و تسميتها ضمن الحلفاء سواءا من المشايخ العلمانيين او الليبيراليين او العلمانيين العاديين و الاستشهاد بأقوال البعض الآخر او تبني و دعم وجهة نظرهم ازاء الاسلام و الدين و من بين الأسماء:
1- مفتي مارسيليا "صهيب بن شيخ" الذي يدعو علانية و صراحة الى تأييد الحظر الفرنسي على ارتداء الحجاب و الى تطبيق مبادئ العلمانية بشكل عام.
2- الأستاذ الأردني "شاكر النابلسي" الذي يعيش في الولايات المتّحدة الأمريكية و الذي كان قد أصدر وثيقة تحمل اسم "الليبراليين العرب الجدد" والتي جاء من بين أهدافها ضرورة إخضاع القيم المقدسة والتقاليد والتشريعات والقيم الأخلاقية السائدة لمراجعة معتبرا انّ الشريعة لا تصلح لجميع العصور.
3- الأستاذ الكويتي "أحمد البغدادي"، الذي تعرض لمشكلات متكررة مع المحاكم وعقوبات عن اتهامات متنوعة، منها تعبيره عن اعتقاده بأن الرسول أخفق في إقناع بعض من دعاهم إلى الإسلام، وأنه يفضل أن يدرس نجله الموسيقى، بدلاً من القرآن, و الى وجود صلة بين الدراسات القرآنية والتخلف الفكري والإرهاب.
4- المصري "طارق حجي" و الذي عمل كمدير تنفيذي بشركة تجارية ونائبًا لرئيس شركة "شل" النفطية بمنطقة الشرق الأوسط سابقا, و الذي يرى انّه لا ينبغي إقحام الدين في الإدارة الفعلية للحكم أو التشريع أو الإدارة أو حتى تطبيق هذه المبادئ والقيم في الحياة اليومية.
5- الكندية-الايرانية "هوما ارجوماند" مؤسسة الحملة المناهضة لإقامة محاكم "شريعة" في كندا. وهي تتميز بتواجد وحضور دائم في أوروبا ووسائل الإعلام, و سبق لها ان تزعمت حملة أخرى ضد المدارس الدينية الإسلامية في الغرب، واصفة الإسلام السياسي بأنه حركة رجعية معادية لحقوق الإنسان ويضطلع بدور كبير في تحول الأفراد للتوجهات الراديكالية. و قد حازت على جائزة تورونتو الانسانية للعام 2006.
6- الصومالية المولد "ايان هيرسي علي" عضو البرلمان الهولندي سابقا. و هي من الشخصيات البارزة التي تمثل قيم العلمانية والحقوق المدنية وحكم القانون وحقوق المرأة والإنسان بشكل عام. وقد أعلنت عن إلحادها تنتقد صراحة جوانب حياة الرسول ومعاملة المرأة في الإسلام و التي تعتبرها انها نابعة من اساسيات و اصول الدين الاسلامي. و كانت بين من ناهضوا إقرار محاكم تعمل على أساس الشريعة في كندا, و حصلت على العديد من الجوائز لنشاطاتها هذه في الاعوام 2004, 2005 و 2006.
7- الكاتب السوري "محمد شحرور" الذي يعتقد على سبيل المثال، أن القرآن لا ينص على عقوبة الموت بالنسبة لأي جريمة، وأن مصطلح الجهاد لا ينطبق على الظروف المعاصرة، و أنّ الرسول مجرد شخص مثير للإعجاب بشكل استثنائي.
8- الشاعر السوري "علي أحمد سعيد" الملقب ب"أدونيس" و الذي يُعَد من أشد المؤيدين للعلمانية, و الذي أعرب عن اعتقاد بضرورة النظر إلى الدين باعتباره تجربة روحية وشخصية، بينما يجب إرجاع جميع القضايا المرتبطة بالشئون المدنية والإنسانية إلى القانون والشعب. و هو يرفض الدولة الدينية حتى وإن جاءت نتيجة لانتخابات ديمقراطية. و يكشف "أدونيس" عن مقت شخصي للدين الذي يعتبره نتاجًا للخوف من الحرية والمسئولية, و لكنه يؤكد على ضرورة احترام المعتقدات الدينية باعتبارها أمرًا شخصيًّا.
9- الأستاذ المصري "نصر أبو زيد" الذي تعرض العام 1995 لمحاكمة جراء اعلانه بأنه يعتبر القرآن عملاً أدبيًّا ونصًّا ينبغي إخضاعه للتحليل العقلي والعلمي. و قد حصل فيما بعد و زوجته على اللجوء إلى هولندا.
10- المهندس الهندي "أصغر علي" ممثل الاسلام العلماني.
11- الباكستاني "يونس شيخ" الذي يرى بأنّ والدي الرسول لم يكونا مسلمين و بأنّ الرسول نفسه لم يكن مسلما قبل ان يتلقى الوحي. و قد نجح شيخ في اللجوء الى سويسرا بعد فترة سجن لمدة سنة في باكستان نجى خلالها من الاعدام.
12- الموسيقي اللبناني المشهور "مارسيل خليفة".
ب- المؤسسات التي تكرس جهدها من أجل دعم الاسلام العلماني:
1- ائتلاف المسلمين الأحرار: تصف نفسها بأن لديها 12 فرعًا بالولايات المتحدة و واحدًا في كندا واثنين في مصر. اسسها "كمال نواش" مهاجر فلسطيني عمل كمحام و ترشح عن الحزب الجمهوري في انتخابات مجلس شيوخ ولاية فيرجينيا في العام 2003. و ينص صراحة على تطبيق العلمانية.
2- معهد الدراسات الاسلامية: تأسس في الهند عام 1980 على يد "أصغر علي" وله مكتب في مومباي. ويصف المعهد نفسه بأنه يسعى الى تحقيق غايات إصلاحية، وأنه أنشئ على يد من شعروا بالحاجة لإعادة التفكير بشأن عدد من القضايا المرتبطة بالإسلام وتحديث الإسلام, و قد كانت الثورة في ايران احدى العوامل المحرضة على انشائه.
3- مركز دراسة المجتمع والعلمانية: و مقرّه ايضا في مومباي. تأسس على يد مجموعة من المفكرين الهنود عام 1993، ويناصر العلمانية باعتبارها العامل الوحيد الفاعل ضد خطر تنامي الانقسامات والصراعات الطائفية والأساس الوحيد لمجتمع متناغم. و يصدر المركز فصلية متعلقة بهذا الاطار.
ج- المنظمات الفكرية او الانسانية التي تدعم العلمانية المسلمة
1- مؤسسة جيوردانو برونو: تحمل اسم فيلسوف ينتمي للقرن السادس عشر تمّ اعدامه في روما لاتهامه بالهرطقة. يقع مقر المؤسسة في المانيا و تستضيف لقاءات ومؤتمرات. وقد منحت المؤسسة جائزة لعالمة الاجتماع التركية - الألمانية المؤيدة للعلمانية و الداعية لاخضاع المهاجرين لاختبارات "نجلا كيليك".
2- مركز التحقيق الغربي: و مقره في هوليوود بولاية كاليفورنيا. تأسس على يد "بول كيرتز", و له دورية "فري أنكويري" التي تتناولل الكتابات النقدية المتعلقة بالإسلام و الاسلاميين و فكرة العلمانية المسلمة. ويعتقد مؤسسو المركز أن إيران من المناطق الواعدة من حيث توسيع قاعدة تأييد القيم العلمانية، لما خلقه حكم رجال الدين هناك من رد فعل عكسي تجاه الإسلام السياسي, و من اجل ذلك فقد خصصوا موقعا باللغة الفارسية.
3- المجتمع الوطني العلماني: منظمة بريطانية أنشئت في الأصل عام 1866 من قبل "تشارلز برادلو". ولعبت دورًا كبيرًا في إنزال الهزيمة بتعديل مادة "التحريض على الكراهية الدينية" من قانون مكافحة الكراهية العنصرية والدينية الصادر عام 2006 والذي خشي العلمانيون من أن يسفر عن تقليص حرية التعبير وحق نقد الأديان.
4- العقلانية الدولية: و تضم مجموعة دولية من المفكرين و الناشطين الذين يمثلون طيفا واسعا من الأديان و الثقافات.
د- مواقع الانترنت العلمانية الشهيرة:
1- موقع النّاقد: قام بانشائه عربي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية, و تمّ اضافة قسم انكليزي اليه فيما بعد و يعدّ قسمه العربي من الاقسام المشهورة في الشرق الأوسط.
2- شفاف الشرق الأوسط: و هو موقع بثلاث لغات عربية-فرنسية و انكليزية. يؤمن الموقع مساحة تعبير للمفكرين الليبيراليين و للمثقفين في المنطقة, و ينشر ايضا دراسات و مقالات لمحللين و أكاديميين غربيين.
3- العقول الحرّة: و هو موقع مقّره سعودي, و يقدم نفسه على انه موقع دعوة و يركز على قضايا الحقوق الاجتماعية, وضع المرأة, العلاقة بين الأديان. و على سبيل المثال, فالموقع يتحدّى اركان الاسلام الخمس ليعتبر انّ اولهم و المتمثلة ب"الشهادتين" –أشهد ان لا اله الاّ الله و أشهد أنّ محمدا رسول الله- تستند الى حديث غير موثوق و انّه لا يجب اتّباعه.
4- القنطرة: و هو موقع مدعوم من قبل الحكومة الألمانية. و لا يتخذ هذا الموقع مواقف علنية, و هو منتدى للنقاش و فيه الكثير من الآراء المحافظة (مثل قضية الحجاب) و لكنه مع ذلك منتدى ليبيرالي و يدعو الى تعزيز فصل الدين عن الدولة.
5- لا شريعة: و هو موقع باللغة العربية ايضا مقره في كندا و يتضمن خمس لغات اخرى ايضا منها: الفارسية, الكردية, الانكليزية, الفرنسية و الألمانية. و قد تمّ اطلاق الموقع كردة فعل على موضوع محدد و هو مطالبة المسلمين في كندى الى اقامة محاكم "شرعية", و اطلق حملة معارضة كبيرة لمطالب المسلمين هذه و من ثمّ توسع في دعم العلمانية.
كما تضمّن التقرير العديد من اسماء الشخصيات و المؤسسات غير تلك التي ذكرناها و الواردة في الفصل التاسع من التقرير.
وفقا للتقرير, فانّ الارتباط القوي بين الاستراتيجية الكبرى للولايات المتّحدة و مساعيها لبناء أنظمة ديمقراطية كان السبب الأساسي في نجاح سياسة الاحتواء التي قامت بها تجاه الاتحاد السوفيتي الأمر الذي يعد نموذجا لصانعي القرار اليوم.
فالولايات المتّحدة تواجه اليوم عددا من التحديات في بناء شبكات ديمقراطية في العالم الإسلامي تعكس تلك التي واجهها صانعو القرار في بدايات الحرب الباردة.هناك ثلاث تحديات ذات اهمية في هذا الاطار.
الاولى في اواخر الاربعينات و بداية الخمسينات, حيث اختلف صانعو القرار الأمريكي حول ما اذا كان ينبغي لمساعيهم في بناء الشبكات الديمقراطية ان تكون ذات طابع هجومي او دفاعي. فقد اعتقد البعض بانه يجب على الولايات المتحدة ان تعتمد استراتيجية هجومية تقضي على النظام الشيوعي في أوروبا الشرقية و الاتحاد السوفيتي من خلال مساعدة المجموعات الناشطة داخل تلك البلدان في السر و العلن.
البعض الآخر كان يؤمن باعتماد استراتيجية دفاعية تركز على احتواء التهديد السوفيتي و ذلك من خلال دعم الديمقراطيين في أوروبا الغربية, آسيا و امريكا اللاتينية. و بالرغم من انّ الاستراتيجية الدفاعية قد نجحت الى حد بعيد, فقد سعت الولايات المتّحدة الى ان تعكس عملية تدفق الأفكار فبدلا من ان تتدفق الأفكار الشيوعية الى الغرب من خلال الاتحاد السوفيتي و مؤسساته المتصدرة, اصبح يمكن للأفكار الديمقراطية أن تتسرب خلف الستار الحديدي من خلال شبكات معلومات مستحدثة.
التحدي الأخر الذي واجهه صانعو القرار الامريكي اثناء الحرب الباردة, هو الحفاظ على موقع المجموعات التي تقوم الولايات المتّحدة بدعمها. و قد حاول اصحاب مساعي بناء تلك الشبكات التخفيف من المخطار التي يمكن ان تواجه تلك المجموعات من خلال:
اولا: الحفاظ على مسافة بين هذه المنظمات و الحكومة الأمريكية.
ثانيا: من خلال اختيار شخصيات مرموقة ذات كفاءة شخصية كبيرة لترؤس هذه الشبكات.
كما قامت الولايات المتحدة بدعم الشبكات المستقلة.
امّا التحدي الثالث فهو تحديد المدى الذي ينبغي عليهم اتخاذه لتوسيع التحالف ضد الشيوعية...و في النهاية قررت الولايات المتحدة انه يمكن لاي شخص ان يكون جزءا من هذا التحالف طالما انه يلتزم بمجموعة من المبادئ الاساسية.
حمّل تقرير راند:
1- الملخص التنفيذي
2- التقرير الكامل
راجع مقال:
1- استراتيجية أمريكية جديدة في العالم الاسلامي
2- استراتيجيات أمريكية بديلة: كيف نواجه الاسلاميين في صناديق الاقتراع
http://alibakeer.maktoobblog.com/?post=308801


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.