نجح حزب الاستقلال المحافظ، وهو أحد أحزاب التآلف الحاكم في البلاد، في الفوز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان من بين منافسيه، حسبما أظهرت النتائج الأولية. وقالت الداخلية المغربية إن حزب الإستقلال - محافظ وسط - تقدم ب52 مقعدا، متبوعا بحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية والذي حصل على 47 مقعدا. واتهم حزب العدالة والتنمية، والذي كان يطمح في الظهور كأكبر الأحزاب السياسية المغربية تمثيلا في البرلمان، النخبة الليبرالية الحاكمة باستخدام الأموال لشراء أصوات الناخبين. ورفضت الحكومة هذه الادعاءات وقالت إنها ستفحص أي دليل يدعمها. لكن زعيم الحزب سعد الدين العثماني، صرح قائلا: "إننا سنظل أكبر حزب سياسي". وفي تقرير لهم قال مراقبون دوليون أشرفوا على سير الانتخابات المغربية إنها تميزت بروح الشفافية والحرفية خلال العملية الانتخابية بأكملها. إقبال فاتر واعتبرت وزارة الداخلية المغربية أن نسبة المشاركة التي ناهزت 37 في المائة هي الأدنى في تاريخ المملكة. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 15 مليون ناخب. يشار إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات الماضية، والتي جرت عام 2002، بلغت حوالي 52 في المائة. وتنافس على اصوات الناخبين 33 حزبا سياسيا و13 لائحة من المستقلين في 95 دائرة انتخابية لاختيار 325 نائبا بالبرلمان المغربي. وقد شهدت الانتخابات منافسة قوية بين الائتلاف الحكومي- الذي تهيمن عليه الأحزاب العلمانية والمحافظة كالحزب الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال- وبين حزب العدالة. ولا يسمح نظام الاقتراع المغربي لأي حزب بنيل الأغلبية المطلقة ويحتم قيام تحالفات، كما يمنح الافضلية للأحزاب الكبرى المتحالفة على اساس برامج مشتركة. ويعتبر عدد من المحللين السياسيين أن الاهتمام ينبغي أن ينكب على الإصلاحات الدستورية وليس على الانتخابات، نظرا لأن مقاليد السلطة الحقيقية في يد القصر. ويشعر الكثير من المغاربة أن الحكومة الحالية أخفقت في خفض نسبة الفقر، والبطالة والفساد، حسبما ذكر مراسلنا في الرباط ريتشارد هاملتون. وكان الملك محمد السادس قد دعا المغاربة إلى الإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم في البرلمان، في ثاني انتخابات تجرى في عهده بعد ان تولى العرش في 1999 عقب وفاة والده الملك الحسن الثاني. وشارك مراقبون من الهيئة الوطنية الأمريكية للديمقراطية في متابعة الانتخابات المغربية. وكانت واشنطن قررت منذ أيام تقديم مساعدات للرباط تقدر بنحو 700 مليون دولار أمريكي. 9 سبتمبر 2007