يبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم زيارة دولة إلى تونس تستمر ثلاثة أيام يجري خلالها محادثات مع نظيره زين العابدين بن علي ثم يرأس اجتماعات فلسطينية يُرجح أن تتركز على آليات تفعيل منظمة التحرير. وأفادت مصادر تونسية أن المحادثات بين الرئيسين ستشمل العلاقات الثنائية ومستقبل التعاون بين تونس والسلطة الفلسطينية في مجالات عدة، وبخاصة تقديم منح للطلاب الفلسطينيين للدراسة في الجامعات التونسية. وأضافت أن الحكومة الفلسطينية بقيادة «حماس» طلبت إرسال وفد إلى تونس لبحث الأوضاع الراهنة في ظل الحصار المالي وإمكانات تقديم دعم سياسي على الصعيد الدولي ومساعدات للمؤسسات الفلسطينية، إلا أن الجانب التونسي لم يرد حتى الآن على الطلب، ولا يُستبعد أن تكون هذه المسألة من ضمن المواضيع التي سيبحثها الرئيس عباس مع المسؤولين التونسيين خلال زيارته الحالية. وتتزامن الزيارة مع عودة رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق قدومي (أبو اللطف) إلى تونس من ماليزيا حيث رأس الوفد الفلسطيني إلى اجتماعات وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي. وأكدت مصادر فلسطينية أن موضوع المصالحة بين «أبو مازن» و «أبو اللطف» (الذي يشغل أيضا منصب أمين سر حركة «فتح») تجاوزته الأحداث بعدما صارا على اتصال دائم. وكرست تطورات الفترة الأخيرة المصالحة وبخاصة بعدما بادر الرئيس الفلسطيني إلى تكليف قدومي رئاسة الوفد الفلسطيني إلى اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي، ما أغضب وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار الذي قاطعها. وأفادت المصادر أن الاستعدادات جارية لعقد اجتماع رباعي غداً أو بعد غد في تونس يضم إلى عباس وقدومي كلا من رئيس الحكومة السابق أحمد قريع (أبو علاء) وهو المسؤول حاليا عن الصندوق القومي الفلسطيني وعضو اللجنة المركزية رئيس مكتب التعبئة والتنظيم في حركة «فتح» محمد غنيم (أبو ماهر) المقيم في تونس. وأضافت أن الاجتماع سيبحث ثلاث مسائل رئيسية هي رد الاعتبار لمنظمة التحرير وتفعيل مؤسساتها في ظل إجماع الفصائل المنضوية فيها على ضرورة إحيائها لتكريس نوع من التوازن مع سيطرة «حماس» على الحكومة الفلسطينية. ويندرج في هذا الإطار تنشيط الدائرة السياسية والذي عبر عنه قدومي من خلال تعميم أرسله أخيرا الى السفراء الفلسطينيين للتشديد على أن رئيس السلطة هو المخول تسمية الوفود التي تمثل فلسطين في الاجتماعات العربية والدولية. أما الموضوع الثاني فيتعلق بدرس فكرة الاستفتاء التي طرحها أخيراً عباس وإيجابياتها وسلبياتها وتوقيت الاستفتاء وعلاقته بالحوار الوطني. ويخص الموضوع الثالث أوضاع حركة «فتح» في ضوء المساعي الجارية لمعاودة ترتيب البيت الداخلي ودعوة اللجنة المركزية لعقد اجتماع بكامل أعضائها. ورجحت المصادر أن يطرح أفراد الجالية الفلسطينية في اجتماع خاص مع الرئيس عباس أوضاعهم الاجتماعية في ضوء انحباس الرواتب منذ ثلاثة أشهر والصعوبات التي يعانونها في ظل غياب مجتمع فلسطيني يسمح بتحريك آليات التكافل أسوة بالوضع في البلدان العربية الأخرى. ويوجد في تونس نحو مئة موظف يعملون في الدوائر والمؤسسات التي لم تنتقل إلى رام الله بعد نقل أجهزة المنظمة إلى الداخل في أعقاب اتفاقات أوسلو.