أعلن الرئيس زين العابدين بن علي في الكلمة التي توجه بها إلى الشعب بمناسبة حلول السنة الادارية الجديدة عن عزمه على أن تكون 2008 سنة تعميق الحوار السياسي والمفاوضات بين الاطراف الاجتماعية "ترسيخا للمسار الديمقراطي التعددي الذي أرسينا دعائمه ببلادنا منذ التغيير". وأكد أن العام الجديد سيشهد "انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات الاجتماعية وتنظيم استشارة وطنية واسعة حول التشغيل". في نفس الوقت أعلن رئيس الدولة عن "المثابرة على دعم التنمية الجهوية ولا سيما بالمناطق التي تحظى بالاولوية وعلى احكام التفاعل والتكامل بين الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء التدريجي بنمو الناتج المحلي الاجمالي". أما على الصعيد الخارجي فأكد رئيس الدولة حرصه على دعم مجالات التعاون الاوروبي/ المتوسطي "خصوصا ونحن نستعد للدخول مع مطلع السنة (...) في منطقة تبادل حر مع الاتحاد الاوروبي كأول بلد من جنوب المتوسط يبلغ معه هذا المستوى المتقدم من الشراكة". كما عبر عن أمله في أن تشهد السنة الجديدة "انفراجا في الازمات المطروحة حاليا على عصرنا وفي مقدمتها أزمة الشرق الاوسط التي نرجو أن تنتهي بحل عادل ودائم وشامل ينصف الشعب الفلسطيني الشقيق ويوفر الامان والاستقرار لشعوب المنطقة كافة". ان هذه الاولويات التي رسمتها كلمة الرئيس زين العابدين بن علي ينبغي أن تتفاعل معها الادارة ومختلف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والاحزاب السياسية والقطاع الخاص.. كي تتجسم في أحسن الظروف وبأيسر السبل.. وتضمن تونس توازنها الاجتماعي واستقرارها وتنجح جهود توفير الشغل اللائق للجميع بمن فيهم عشرات الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل والافواج الجديدة من خريجي الجامعات وحملة الشهائد.. الى جانب عشرات الآلاف من الشباب الذين انقطعوا عن الدراسة مبكرا.. قبل الحصول على أية شهادة أو خبرة مهنية تؤهلهم للاندماج في المجتمع.. حتى لا يكونوا عرضة للحلول اليائسة ومنها الانحراف والجريمة والتطرف والارهاب.. اذا لم ينصفهم المجتمع ويساعدهم كي يحصلوا على مورد رزق لائق ودائم.. إن قوة أي بلد في موارده البشرية.. ونجاحات تونس داخليا وخارجيا رهينة تفاعل الجميع مع فحوى ما ورد في كلمة رئيس الدولة بمناسبة العام الجديد حتى ينجح الحوار الشامل مع الشباب.. حول مشاكله المادية والحياتية وحول مشاغله السياسية والثقافية والرياضية.. وحول تطلعاته لمستقبل أفضل.. لقد كانت الموارد البشرية دوما نقطة قوة تونس الاولى وثروتها الاكبر فعسى أن ينجح الحوار السياسي والمفاوضات الاجتماعية ولقاءات النقاش مع الشباب في تفعيلها.. بقلم: كمال بن يونس