تعمل تونس في اطار البرنامج الوطني لتعليم الكبار على تقليص نسبة الامية عبر انحاء البلاد في صفوف الفئات النشيطة دون 60 سنة الى 10 بالمائة مع نهاية سنة 2009 تكريسا لحق التربية للجميع كاداة لمواكبة التغيرات السريعة والمتعاقبة التي يشهدها العالم . ويسعى هذا البرنامج خلال العام الدراسي الجارى 2007-2008 الى استقطاب اكثر من نصف الدارسين من فئة الشباب ومتابعة الخطة الخاصة بمحو امية منظورى القطاع العمومي وتوسيع شبكة المراكز التي تؤمن التدريب على المهارات الاساسية لتحسين قابلية التشغيل لدى الشباب المتحررين من الامية. واولى البرنامج عناية خاصة لمرحلة المتابعة من خلال تشجيع الجمعيات على فتح نواد لتثبيت المعارف لدى المتحررين من الامية ومواصلة تحديث المراكز النموذجية للارساء التدريجي لصيغ مندمجة لتعليم الكبار فضلا عن انتاج كتب مطالعة لمحدودى القدرات في القراءة لبناء قدراتهم على التعلم الذاتي. وتقتضي المرحلة القادمة للبرنامج اعطاء الاولوية للشباب والعاملين في القطاع العمومي والمرأة ، لا سيما في الجهات الريفية والاماكن التي تسجل نسب امية مرتفعة في صفوف سكانها وذلك من خلال الترغيب على مواصلة التعلم لضمان عدم ارتدادهم الى الامية. يذكر ان البرنامج الوطني التونسى لتعليم الكبار تمكن منذ انطلاقه سنة 2000 من تحرير 371 الف دارس ودارسة من الامية مثلت المرأة نسبة 78 بالمائة من مجموع الدارسين ، وتراجعت نسبة الامية بتونس تبعا لذلك الى اقل من 21 بالمائة ، كما ساهم البرنامج في المجهود الوطني للتشغيل حيث تعاقد مع 5994 مدرسا منهم 3917 من حاملي الشهادات العليا. وشهد نشاط محو الامية نسقا تصاعديا اذ بلغ عدد مراكز تعليم الكبار خلال سنة 2006 -2007 اكثر من 4500 مركز احتضن 7973 فوجا في المراحل الثلاث لتعليم الكبار بعد ان كان عددها لا يتجاوز مع بداية الخماسية الماضية 2881 مركزا يضم 5264 فوجا. وقد عقدت بتونس امس (الثلاثاء) الندوة الوطنية التونسية حول واقع وافاق البرنامج الوطني لتعليم الكبار واوصى المشاركون فيها باعداد سجل خاص بالاميين . ومن جانبه اكد علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج فى الندوة ان الاستراتيجية الوطنية التونسية للبرنامج التي وضعت سنة 1992 ساهمت في تطوير الاساليب والمناهج المتبعة بما مكن تونس من وضع منظومة جديدة لتعليم الكبار تقوم على مشاركة مختلف مكونات المجتمع المدني والتفتح على حاجات التعلم الاساسية للفئات المستهدفة وتنويع صيغ التعليم. واشار الى ان تونس تسعى رغم الاشواط الهامة التي قطعتها في مجال تعليم الكبار الى تحقيق الامتياز وتعمل على تطوير انجازاتها نحو الافضل وذلك بتقليص نسبة الامية لدى الفئات العمرية الشابة دون ثلاثين عاما الى ما اقل من 1 بالمائة والتخفيض في نسبة الامية في صفوف النشيطين دون 60 سنة الى حدود 10 بالمائة مع نهاية 2009 . تجدر الاشارة الى ان عدد الاميين والاميات فى العالم العربى يبلغ 99.5 مليون شخص من مجموع 335 مليون نسمة وذلك حسب بلاغ أصدرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) بتونس يوم الاثنين بمناسبة الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية الموافق 8 من يناير من كل سنة.