بالنسبة لعدد كبير من الطلبة التونسيين والمغاربيين، أصبحت فكرة الجمع بين الدراسة والعمل في الخارج ضرورة حتمية، ليس فقط لتمويل مسيرتهم الجامعية، بل أيضًا لاكتساب خبرة مهنية دولية تعزز مستقبلهم. وتوفر بعض الوجهات إطارًا قانونيًا وأكاديميًا ملائمًا، يسمح للطلبة بالعمل بشكل قانوني خلال فترة إقامتهم، سواء بدوام جزئي أثناء الفصول الدراسية، أو بدوام كامل خلال العطل. فيما يلي نظرة شاملة على أكثر عشر دول جذبًا تسمح بالعمل الطلابي القانوني، وفقًا لعدد ساعات العمل المسموح بها، وجودة التعليم، ومرونة النظام الجامعي. 1. السويد ساعات العمل خلال الدراسة: غير محدودة (لا يوجد سقف قانوني) خلال العطل: يُسمح بالعمل بدوام كامل جامعات بارزة: معهد كارولينسكا (المرتبة 49 عالميًا)، المعهد الملكي للتكنولوجيا (المرتبة 74) تمنح السويد الطلبة حرية استثنائية، إذ يُسمح لهم بالعمل دون قيود طالما كانوا مسجّلين في برنامج دراسي بدوام كامل. 2. إسبانيا خلال الفصول الدراسية: حتى 30 ساعة أسبوعيًا في العطل: بدوام كامل لمدة أقصاها 3 أشهر جامعات بارزة: جامعة كومبلوتنسي بمدريد (164 عالميًا)، جامعة برشلونة (165) بفضل تشريعاتها المرنة، تجذب إسبانيا عددًا متزايدًا من الطلبة الراغبين في التوفيق بين الدراسة والدخل الشخصي. 3. فنلندا أثناء الدراسة: 25 ساعة أسبوعيًا في العطل: معدل سنوي 30 ساعة أسبوعيًا جامعات بارزة: جامعة آلتو (113)، جامعة هلسنكي (117) تجمع فنلندا بين جودة الحياة، والدعم المالي، والإدماج المهني التدريجي، مما يجعلها نموذجًا مرموقًا في شمال أوروبا. 4. أستراليا أثناء الدراسة: 24 ساعة أسبوعيًا في العطل: دون قيود جامعات بارزة: جامعة ملبورن (13)، جامعة سيدني (18) بفضل سوق العمل النشط وجامعاتها المصنّفة ضمن الأفضل عالميًا، تبقى أستراليا وجهة مفضّلة للطلبة الدوليين. 5. كندا أثناء الدراسة: 24 ساعة أسبوعيًا (دون الحاجة إلى رخصة عمل) في العطل: لا حدود جامعات بارزة: جامعة تورنتو (25)، جامعة ماكغيل (29) تسهّل كندا العمل خارج الحرم الجامعي، وتُعرف بسياساتها المرحّبة بالمهاجرين وبجودة مناهجها التعليمية. 6. ألمانيا أثناء الدراسة: 20 ساعة أسبوعيًا في العطل: دون قيود جامعات بارزة: الجامعة التقنية بميونيخ (28)، جامعة لودفيغ ماكسيميليان بميونيخ (59) بفضل اقتصادها القوي، ورسومها الدراسية المنخفضة، ومرونة قوانينها، تُمثّل ألمانيا خيارًا استراتيجيًا للطلبة الأجانب. 7. فرنسا أثناء الدراسة: 20 ساعة أسبوعيًا (ما يعادل 964 ساعة سنويًا) في العطل: بدوام كامل جامعات بارزة: جامعة باريس ساكلاي (46)، السوربون (83) توفّر فرنسا إطارًا منظمًا للعمل الطلابي، خاصة بالنسبة للطلبة الجزائريين الذين يتمتعون بشروط قانونية خاصة (تصل إلى 50٪ من الحد الأقصى لساعات العمل). 8. المملكة المتحدة أثناء الدراسة: 20 ساعة أسبوعيًا (بشرط الحصول على تأشيرة دراسية) في العطل: بدوام كامل جامعات بارزة: إمبريال كوليدج (2)، جامعة أوكسفورد (3) رغم تداعيات بريكست، ما تزال الجامعات البريطانية تحتفظ بمكانتها الأكاديمية المرموقة عالميًا. 9. إيرلندا أثناء الدراسة: 20 ساعة أسبوعيًا في العطل: 40 ساعة أسبوعيًا خلال فصلي الصيف والشتاء (ضمن تواريخ محددة) جامعات بارزة: كلية ترينيتي في دبلن (87)، جامعة دبلن (126) تقدّم إيرلندا بيئة ناطقة بالإنجليزية ومشجّعة للعمل الطلابي، ما يجعلها وجهة جذابة خاصة لمحبي الثقافة الأنغلوفونية. 10. الولاياتالمتحدةالأمريكية أثناء الدراسة: 20 ساعة أسبوعيًا داخل الحرم الجامعي (بتأشيرة F-1) في العطل: 40 ساعة أسبوعيًا جامعات بارزة: معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT (المرتبة 1)، هارفارد (4)، ستانفورد (6) تُطبّق الولاياتالمتحدة قوانين صارمة على العمل الطلابي، لكنها تتيح الوصول إلى أعرق المؤسسات التعليمية عالميًا. خاتمة بالنسبة للطلبة التونسيين والعرب الطامحين إلى مسيرة مهنية دولية، توفّر هذه الدول العشر توازنًا مثاليًا بين جودة التعليم وإمكانية العمل القانوني. وبحسب الأولويات الشخصية — كميزانية المعيشة، مرونة القوانين، أو سمعة الجامعات — يمكن لكل طالب أن يجد في إحدى هذه الوجهات نموذجًا ملائمًا للنجاح في الخارج، مع تعزيز مهاراته المهنية واللغوية في بيئة عالمية. تعليقات