أثار التعطيل الحاصل في انطلاق مشروع "ماكتاريس" الذي أعلن عنه رجل الأعمال المعروف سليم الرياحي جدلا واسعا، حيث اتّهم البعض الرياحي بالممطالة والمراوغة دون أن يسعى فعليا لإنجاز ما وعد به، وبين من أوعز التعطيل الحاصل للحكومة التونسية. ولمعرفة آراء أهالي سليانة بخصوص الموضوع، قمنا بالتّحول إلى المدينة وبمحاورة عدد منهم اليوم الثلاثاء، فكانت مواقفهم بين المرحّب بالمشروع والداعي لبعثه في أسرع وقت لما تحتاجه الولاية من مواطن شغل وبين من يعتبر المشروع إشاعة أو "كذبة" من طرف الرياحي من أجل الدعاية السياسية فحسب. كما نفى عدد من المواطنين بسليانة علمهم بالمشروع أو بنية سليم الرياحي الاستثمار بالجهة. كما أوضح عدد منهم أنهم ملّوا من الوعود الكاذبة من طرف جميع الأحزاب في السلطة والمعارضة وأنّ مشروع "ماكتاريس" لن يرى النّور في سليانة لأنّه لا يعدو أن يكون إلاّ إشاعة أو مناورة من رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر من أجل كسب أصوات الناخبين في الاستحقاقات القادمة. في المقابل، عبّر آخرون عن ثقتهم في إنجاز المشروع حينما تقدّم له الدولة التّسهيلات اللازمة وتقوم بالإجراءات العقارية المستوجبة للغرض، بينما اتّهم بعض المواطنين الدولة صراحة بمحاولة تعطيل المشروع لأسباب مجهولة. وفي السياق ذاته، أكّد جميع أهالي سليانة أنّ الجهة في حاجة ملحّة لمثل هذه المشاريع الكبرى بسبب الإرتفاع الكبير لنسب البطالة خاصّة بين الشباب والفقر المدقع الذي تعاني منهم عديد العائلات. وقد لاحظنا أثناء تجوالنا بالمدينة امتلاء المقاهي بالشباب حتى في منتصف الأسبوع، وهو ما فسّره المتدخلون بانعدام مواطن الشغل حيث يلجأ أهالي المدينة إلى المقاهي لتمضية أوقاتهم.