من أطرف ما سمعت من تعليقات على هامش الدردشات التي تبث هنا وهناك عن عيد الام.. تنويه باغنيات بارزة عن الام وحنانها.. وبذكريات الكبار عن دفء مرحلة الطفولة.. ومن أكثرالاغنيات التي نوه بها البعض في قنواتنا الاذاعية تلك التي تروج منذ عقود بصوت الفنان القدير مرسيل خليفة عن خبز أمه.. وعن حنينه إلى الرغيف الذي كان يأكله من بين أيدي والدته.. التي تعبت كثيرا.. عند اعداده.. القصة رمزية.. والتعب رمزي.. لكن الحنان هو نفسه... قيمة عالمية خالدة.. بما في ذلك في أكثرالمجتمعات تمدنا ومادية.. قد تتفكك المجتمعات.. وقد تتفكك ملايين الاسر عبر الطلاق وبقية صيغ الانفصال.. لكن قداسة الام وحنانها قيمة ثابتة.. لمست تقديس الام شخصيا في عائلات زرتها في أمريكا وأوروبا واليابان وجنوب افريقيا.. فضلا عن مجتمعاتنا العربية والاسلامية.. لكن من يطالع كثيرا من صفحات المحاكم في صحفنا العربية يلاحظ أن تيارا متزايدا من الشباب أصبح يفكر في المال فقط.. وعلاقته بأبويه تحكمها المصلحة.. شباب لا يهتم بما قيل ويقال عن «خبز الام».. ولا بمرسيل خليفة وغيره من نجوم الفن الراقي.. مشكلة تيار متزايد من الشباب اليوم هي «البيتزا».. و«الهمبورغر».. وبقية ماكولات «حوانيت الاكلات السريعة» Fast food قال صاحبي : هؤلاء الشباب ضحايا.. ولا يشعرون بالحنان.. وحرموا منه.. لانهم أبناء حليب «الحكه» (اي أن أمهاتهم لم ترضعنهم ).. فنمت اجسامهم بالبيتزا والسندويتش وماكولات «الشارع».. وتربوا بين المعينات المنزلية وبيوت الجيران والمحاضن العمومية.. بعيدا عن حنان الابوين اللذين استماتا في العمل ليلا ونهارا من أجل جمع المال.. وشراء الدار والثلاجة والسيارة.. فكانت النتيجة أن أبناءهم نشأوا أنانيين.. يحنون الى البيتزا والسندويتش.. وليس الى خبز الام واغاني مارسيل خليفة..