مرت 14 جولة من بطولة الرابطة الأولى لكرة القدم بسلبياتها و إيجابياتها... وعلق كل واحد من «خبراء الجلد المدور بطريقته الخاصة.. البعض تكلم بكل موضعية.. والبعض الآخر تقمص زي ناديه المفضل وراح يوجه الانتقادات اللاذعة هنا وهناك.. وكأن بطولتنا هي الأسوأ في العالم! نعرف ان كرة القدم فن وذوق واخلاق وليست لمن يمارسها فقط.. بل هي حتى لمن يشاهد أنّى كان ،ويشجع ويحلل وتنطبق عليه كذلك تلك المبادئ والقيم.. لكن الادهى والامر من ذلك ان عددا من المحللين الرياضيين كان خروجهم سافرا عن النص.. فاذا كان فريقهم المفضل منتصرا تصبح بطولتنا ذات «باع وذراع».. واذا تعثّر فحدّث ولا حرج.. ولينزل مستوى كرتنا الى الحظيظ. مواقف «المحللين» و»الاخصائيين» تخلق أحيانا أجواء مشحونة وتتحول كرة القدم الى وسيلة تناصر وعداء بين الاخوة والاصدقاء والأندية في ما بينها فهل يعقل ان تتحول كرتنا الى حد العداء والكراهية؟.. الجواب.. اذا كانت العقول خاوية من الرجاحة.. فليقل ما يقال وليكن مايكون ! لقد هالني حجم ما سمعت وما رأيت في «بلاتوهات» التلفزة.. فوجئت بالتدخلات «العنيفة» ،أحيانا، لعدد من «المحللين».. وحتى من الزملاء الصحفيين الذين «قزموا» كرتنا.. وأطلقوا صيحات فزع دون مبررات في اغلب الاحيان !! فهل صحيح اننا نفتقر الى لاعبين ممتازين.. والى مستوى رفيع؟ دون شك لا.. لان عددا من لاعبينا اقل ما يقال عنهم انهم يملكون إمكانيات لا يستهان بها.. والا فكيف تمكنا من الوصول الى مونديال روسيا؟.. ولماذا تتهافت الأندية الأجنبية على انتداب عدد من لاعبيننا؟ وكيف توج الترجي بالبطولة العربية وبمشاركة الأهلي المصري؟.. وكيف وصل النجم الساحلي والنادي الافريقي الى نصف النهائي لرابطة الابطال وكأس «الكاف»؟ أتمنى ان يعقل الكلّ ولا يسيئوا لكرتنا بطريقة او بأخرى..