واشنطن (وكالات) أجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما بالبيت الأبيض في واشنطن أول أمس على ما يمثله الانقلابيون الحوثيون وإيران من خطر على أمن واستقرار المنطقة. وقال البيت الأبيض في بيان أمس إن ترامب والأمير محمد بحثا خلال اجتماعهما الوضع في اليمن والتهديدات التي تشكلها ميليشيات الحوثي الانقلابية على المنطقة بمساعدة الحرس الثوري الإيراني. وتابع «بحث الزعيمان الخطوات الإضافية اللازمة للتعامل مع الوضع الإنساني واتفقا على أنه من الضروري التوصل لحل سياسي للصراع في نهاية المطاف لتلبية حاجات الشعب اليمني». ويعد اللقاء الأول بين الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي الأول منذ تعيين الأخير وليا للعهد في جوان 2017. وكان المبعوث الأممي الجديد لليمن مارتن غريفيث قد رسم أول أمس في أول زيارة له للرياض التقى خلالها بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خطة تحركه لإنهاء الصراع في اليمن بأن أكد سعيه لبذل المزيد من الجهود لإحلال السلام على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصالة وفِي مقدمتها القرار 2216. علاقات «أقوى من أي وقت مضى» وكان الرئيس ترامب قد أشاد خلال استقباله أول أمس الأمير محمد بن سلمان ب»الصداقة القوية» بين واشنطن والرياض. وأمام الكاميرات تم تبادل المصافحات والابتسامات والكلمات الودية بين ترامب وولي العهد السعودي. وقال ترامب اثناء الاستعداد للغداء في البيت الابيض «يشرفني أن أرحب بولي العهد السعودي بيننا». وأضاف ان «العلاقات (بيننا) هي الان اقوى من اي وقت مضى. نحن نفهم بعضنا البعض ... ان صداقتنا فعلا قوية وعظيمة»: وقال ترامب في تطرق للتحول الذي تشهده السعودية «لقد حدثت بعض الامور الرائعة منذ زيارتك الاخيرة الى البيت الأبيض». وقال «لقد كنت ولي العهد، والان انت أكثر من ولي عهد» قبل ان يضيف انه يفتقد والد محمد الملك سلمان بن عبد العزيز، ويأمل في أن يراه قريبا. يشار إلى أن رسالة الامير محمد الاصلاحية ووعده بالاستثمار السعودي في الولاياتالمتحدة قد قربا بينه وبين الرئيس الامريكي المبتدئ في عالم السياسة والذي يكبره ب39 عاماً، وبين جاريد كوشنر صهر ترامب الشاب. وقد دفع ذلك بترامب إلى القول لضيفه السعودي أول أمس أن «السعودية بلد ثري جدا، ونأمل أن تعطي الولاياتالمتحدة بعضا من ثروتها على شكل وظائف وعلى شكل شراء أفضل معدات عسكرية في العالم». خطط السلام المستقبلية ويوم أمس، اجتمع الأمير محمد بن سلمان مع جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه والمبعوث الأمريكي للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات «للنقاش حول خطط السلام المستقبلية». وناقش الاجتماع « المصالح المشتركة بين البلدين وسبل تعزيزها، إضافة إلى بحث تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط التي تشكل أهمية كبرى للبلدين». وبحث الأمير محمد مع الجانب الأميركي «ضرورة إيجاد حل سلمي ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي». وتشهد العلاقات الأميركية الفلسطينية تراجعا حادا منذ إعلان ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017. وكانت السعودية قد عبرّت عن أسفها واستنكارها الشديدين للخطوة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بخصوص مدينة القدس «لما تمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية الثابتة في القدس التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة». ودعت السعودية الادارة الأميركية إلى التراجع عن هذا القرار والانحياز للإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، منوهة بالإجماع الدولي الرافض لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولاياتالمتحدة إليها.