احتفل العالم أمس، باليوم العالمي للغذاء، وهو يوم أعلنته منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم على نطاق واسع من قبل العديد من المنظمات المعنية بالأمن الغذائي، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمى، وقد تواترت التحذيرات الدولية من مجاعة غير مسبوقة في اليمن الذي يعيش على وقع أسوا كارثة انسانية. وقالت تقارير دولية إنّ نحو 1.5 مليون طفل في اليمن مصابون بسوء التغذية، ونصف السكان يعانون من الجوع فيما يؤكد خبراء الاممالمتحدة أن تسارع الانهيار الاقتصادي في اليمن أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 30٪ في الوقت الذي وجد فيه ملايين اليمنيين صعوبة بالفعل في إطعام عائلاتهم. وأعرب هؤلاء الخبراء عن قلقهم بشأن تأثير المعركة التي تدور رحاها في المنطقة ولاسيما في اطراف الحديدة على الإمدادات التي تصل إلى المناطق الداخلية في بلد يعتمد على استيراد المواد الغذائية بنسبة 90 ٪. ويعيش الآلاف من اليمنيين في مديريات ومدن الساحل الغربي على وجبة واحدة، وفاقمت الحرب كارثتهم الإنسانية، وأجبرهم القتال المحتدم على مغادرة منازلهم وقراهم وباتوا يعيشون في العراء. وكان المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي دافيد بيسلي قد حذر في وقت سابق من حدوث مجاعة مدمرة في اليمن بسبب استمرار الحرب وصعوبة إيصال المواد الغذائية، منتقدا في الوقت نفسه استهداف مخازن الغذاء التابعة لبرنامج الغذاء العالمي. استمرار حرب اليمن يهدد 13 مليون شخص بالموت جوعا.. كما حذرت منظمة الأممالمتحدة من أن اليمن قد يشهد قريبا مجاعة على «نطاق ضخم» إذا استمرت الحرب الدائرة هناك دون وصول المساعدات إلى المحتاجين. وفي حديث لبي بي سي، قالت ليز غراندي، منسق الأممالمتحدة لشؤون اليمن، إن الجوع يهدد 13 مليون شخص، وأن الأمر قد يتحول إلى أسوأ مجاعة في العالم منذ قرن. وشددت غراندي على أن المجتمع الدولي يجب أن يشعر بالخجل بسبب الأحوال في اليمن. ويدعو مسؤولو الأممالمتحدة أيضا قوات التحالف بقيادة السعودية لوقف الهجمات الجوية، التي تقول المنظمة الدولية إنها تفاقم معاناة المدنيين. ..وكارثة انسانية افغانية الى ذلك حذرت الأممالمتحدة من أن 3 ملايين أفغاني بحاجة «عاجلة» لمواد غذائية، ويمكن أن يواجهوا المجاعة في حال عدم حصولهم على مساعدة، فيما تبذل السلطات جهوداً للتصدي لأسوأ جفاف في تاريخها. وأعلن منسق الأممالمتحدة للمساعدات الإنسانية في أفغانستان، توبي لانزر، أن المنظمة الدولية «تبذل جهوداً كبيرة للوصول إلى 2.5 مليون شخص من بين الثلاثة ملايين، هم بأمس الحاجة للمواد الغذائية ». وقال لانزر: «هؤلاء الأشخاص يعيشون على أقل من وجبة يومياً هي على الأرجح خبز وشاي»... «ثلاثة ملايين شخص يعتبرون أكثر المتضررين، وهم مصنفون على مؤشر انعدام الأمن الغذائي المستخدم على نطاق واسع، في المرحلة الرابعة وهو مستوى (الطوارئ) الذي يسبق مستوى المجاعة». ويوافق الاحتفال باليوم العالمى للغذاء، تاريخ التأسيس الرسمى لمنظمة «الفاو» العالمية فى اليوم نفسه من عام 1945. و يهدف يوم الغذاء العالمى إلى تعميق الوعى العام بمعاناة الجوع وناقصى الأغذية فى العالم، وتشجيع الناس فى مختلف أنحاء العالم على اتخاذ تدابير لمكافحة الجوع. ويأتي احتفال هذا العام تحت عنوان «يوم الأغذية العالمي.. أفعالنا هي مستقبلنا».. من خلال وضع تصور مستقبل القضاء على الجوع، حيث يكون لدى كل فرد ما يكفيه من الأغذية، في ظل التزام العالم بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030. ويوجد حول العالم ما يقرب من 821 مليون شخص يعانون من الجوع، ولكي نصل إلى عالم خال من الجوع، فهذا يعني أن يكون لكل شخص ما يكفى من الغذاء. ويقول الخبراء هناك من يكفى من الغذاء فى العالم لإطعام 7 مليارات شخص، ولكن ما زال هناك واحد من بين كل 9 أشخاص ينام جائعا.