اختارت الزميلة آسيا العتروس مقر نقابة الصحافيين بالعاصمة لتقديم كتابها الجديد «عاشقة في رحاب صاحبة الجلالة، إعلام الثورة وثورة الإعلام»، الذي صدر مؤخرا عن دار نشر «تبر الزمان» وذلك للعلاقة بين رمزية المكان باعتباره قلعة نضال أبناء السلطة الرابعة من ناحية وخصوصية محور ومضمون الكتاب من ناحية أخرى لاسيما أنها تناولت فيه الإعلام في تونس بين الأمس واليوم في محاولة لاستشراف مستقبل هذا القطاع وذلك عبر الإنطلاق من مؤسسة دار «الصباح». وقالت في مفتتح اللقاء «أردت هذا المشروع الوليد أن يكون بداية ودافعا لطرح ملف الإعلام من جديد من طرف سلطة الإشراف ومراجعة التعاطي مع هذا القطاع في مستوى هياكل نقابييها وقطاعها يهمها تطوير هذا القطاع ليكون في مستوى السلطة الرابعة على أكثر من صعيد». بهذه الكلمات افتتحت صاحبة الكتاب حديثها في هذا اللقاء الذي انتظم صباح أمس بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الذي شارك في تقديمه كل من سكينة عبد الصمد وزياد دبار عضوا المكتب التنفيذي للنقابة. لذلك كان هذا اللقاء الذي حضره عدد كبير من الإعلاميين من عدة مؤسسات ومن مختلف الأجيال، أقرب إلى جلسة بوح واعتراف لصاحبة الكتاب كشفت خلالها عن مراحل ولادة هذا المشروع وتطرقت إلى خلفيات إنجازه ودوافع اختيار الموضوع. مؤكدة أنها قضت حوالي سنة ونصفا في البحث وتجميع المعطيات والمادة الخاصة بهذا الانجاز وهو كتاب وضعته في خانة التوق لتحقيق حلم لطالما تعلقت به همتها كما همة الصحفيين وأبناء القطاع الإعلامي بشكل عام في سنوات ما بعد ثورة جانفي 2011 باكتمال مكسب الحرية والديمقراطية وهو إصلاح قطاع الإعلام وإعادة هيكلته على أسس صحيحة وقويمة تستجيب لمقتضيات المرحلة والثورة ووضعت مؤسستها الأم «دار الصباح» التي قضت في رحابها حوالي سبعة وعشرين عاما في مرتبة المثال والنموذج لعدة اعتبارات لعل أبرزها وذكرتها في نفس المناسبة أنها تعد أقدم من دولة الاستقلال من ناحية ولكونها كانت تعد مدرسة في مجال الإعلام شارك في تأسيسها وانتمى إليها ثلة من رموز الثقافة والسياسة والفكر والإبداع عددت بعضا منهم على غرار الشاذلي القليبي ومنصف بسباس وعبد اللطيف الفوراتي والهادي العبيدي ومحمد قلبي وجماعة تحت السور وغيرهم باعتبارها مدرسة سبقت بعث معهد الصحافة وعلوم الإخبار. لتستدرك في هذا اللقاء أن عدم تحقق ذلك ومجانبة القطاع للواقع بمرور السنين، حسب تأكيدها، من الدوافع والعوامل التي شجعتها على الإقدام عمليا على تنفيذ «مشروعها» وذلك بالعودة إلى «ثوابت» ما وصفته بمدرسة «الصباح» واختيار ملاقاة بعض من هؤلاء الأسماء الرائدة في مجالات متعددة لجمع المعطيات التي رأتها ضرورية في هذا الكتاب. واعترفت آسيا العتروس في نفس اللقاء أن هذا الكتاب هو مراوحة بين التاريخي والواقعي والإعلامي، وعللت ذلك بالغموض الذي أصبح يكتنف القطاع بشكل عام والمؤسسة الأم التي تعد من المؤسسات المصادرة اليوم. لذلك اعتبرت إنجاز وإصدار هذا الكتاب في هذه المرحلة يعد اختيارا صائبا إلى حد ما، على اعتبار أنه يدفع لإثارة حلم المراجعة والإصلاح لاسيما في ظل الظروف والوضع الذي أصبح يعيشه القطاع الإعلامي اليوم وغياب برامج الإصلاح ومحاولات تكبيله وإعادته إلى مربع التكميم و»الاستعمال» رغم أشواط الحرية في التعبير والرأي والتنظيم التي اكتسبها في سنوات ما بعد الثورة. كما اعتبرت هذا الكتاب بمثابة صيحة فزع ودعوة صريحة للتعاطي الإصلاحي الجدي مع «دار الصباح» بصفة خاصة والقطاع الإعلامي بشكل عام. وقد وجد هذا الانجاز واللقاء تفاعلا إيجابيا من الحاضرين والمتدخلين في هذا اللقاء خاصة أن الزميلة آسيا العتروس أكدت أنها بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإصدارات جديدة من المنتظر أن ترى النور قريبا.