مع كل يوم يزداد الحديث عن فاجعة احتراق المصور التلفزي عبد الرزاق الزرقي أمام المئات من المواطنين بساحة الشهداء في قلب مدينة القصرين، وبعد إيقاف الشاب المشبوه في علاقته بالحادثة ازدادت الروايات حول «سيناريو» ما حدث وهل هي عملية انتحار أم جريمة قتل؟ ولمعرفة آخر مستجدات القضية اتصلت «الصباح» ظهر أمس الخميس بالناطق الرسمي للمحكمة الابتدائية بالقصرين اشرف اليوسفي وسألته الى اين وصلت فقال لنا: «بعد وجود شبهات حول حادثة انتحار الضحية اذن قاضي التحقيق المتعهد بالقضية الى الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية للشرطة العدلية بالقرجاني بإنابة عدلية للبحث في الواقعة، واثر البدء فيها تولت مساء الثلاثاء إيقاف احد المشتبه بهم وهي الى الان تواصل تحقيقاتها وتحرياتها واستماعها الى عديد الأطراف الأخرى ومن المنتظر ان تنتهي منها اليوم الجمعة لتسلم ملف الحادثة الى السيد قاضي التحقيق المتعهد بالملف وعلى ضوء ذلك سيقوم بإصدار القرارات والبطاقات اللازمة سواء بطاقة إيداع بالسجن أو الإفراج أو الإذن بمواصلة تعميق الأبحاث». العائلة تتهم.. شكوك كبيرة رافقت حادثة موت المصور التلفزي عبد الرزاق الزرقي بطريقة مسترابة..»الصباح» كان لها لقاء مع شقيق الهالك البحري الزرقي الذي تحدث بحرقة عن حادثة وفاة شقيقه وقال إنه بعد إعادة النظر في كل ما حصل واسترجاع ما عاشه مع شقيقه في اليوم السابق من ساعات يومه قبل الأخير ثم مشاهدة مقطع الفيديو الذي وثق الدقائق الأخيرة التي سبقت عملية « الانتحار» ومشاهدته أكثر من مرة تبين له ان «رزوقة» (كما يحلو له ان يناديه) وقع الغدر به وإشعال النار في جسده، مضيفا انه ليلة الحادثة تناول العشاء مع شقيقه الراحل وسهرا معا الى الرابعة فجرا، وكان عاديا جدا ولم يحدثه بالمرة عن فكرة الانتحار بل انه أبدا سعادته بكونه (أي الفقيد) سيسافر قريبا الى فرنسا للعمل هناك، وبالتالي لم يكن يعاني من حالة يأس أو غضب أو توتر قد تدفعه إلى التفكير في الانتحار. وقال شقيق «رزوقة» ان عائلتهم ليست فقيرة بل هي متوسطة الحال ولا تشكو من اية ظروف مادية صعبة، نافيا خلافا ما تردد من حصول مشاكل لشقيقه مع والي الجهة او انه تعرض في اليوم السابق للضرب والاعتداء من طرف الأمن، وبيّن بالاعتماد على كل المعطيات السابقة ان تحليله لها يرجح ان عصابة من أصدقاء شقيقه الراحل حرّضته على إعداد «سيناريو» محاولة انتحار للتهديد به فقط من اجل «تحريك» الشارع بالقصرين وللفت الانظار الى معاناة أهلها وخاصة شبابها العاطل، واستغلوا طيبته وحبه للجهة وأقنعوه بالاكتفاء بسكب البنزين على جسده والتهديد بحرق نفسه، بعد ان سجلوا له مقطعا في الغرض من اجل تمرير رسالة الى الرأي العام، لكنهم غدروا به وقسموا أنفسهم الى مجموعتين واحدة تتولى تصوير الواقعة والثانية تتظاهر بإقناعه بعدم حرق نفسه، وفي الأثناء يتسلل احد من ورائه ويشعل فيه النار بولاعة حتى يكون المشهد متكاملا من اجل تأجيج الاحتجاجات و»إشعال» القصرين، وأضاف الشقيق المكلوم ان «فيديو» الواقعة يشير الى ان هناك شخصا أشعل النار في جسد شقيقه من الخلف لأنه لم تكن بيده أية ولاعة. القضاء والأمن.. شقيق الفقيد قال أيضا ان أفراد العصابة التي غررت وحرضت وغدرت بشقيقه يعرفهم واحدا واحدا والتقى باثنين منهم في المستشفى بعد نقل شقيقه إليه وقد أمد الأمن بأسمائهم ونظرا لسرية الأبحاث فانه لا يستطيع ذكر المزيد من التفاصيل . وعبر في خاتمة حديثه إلينا عن ثقته في القضاء وفي الفرقة الأمنية التي عهد لها البحث في الحادثة لكشف حقيقتها مؤكدا انها فرقة تعمل بحرفية كبيرة.. وختم شقيق الفقيد كلامه بتوجيه نداء الى شباب القصرين دعاهم فيه الى ان لا يكونوا سذّجا وحطبا لمحرقة تريد بعض الأطراف «إشعال» القصرين بها، و ان الاحتجاج على الوضع الاجتماعي المتردي بالجهة حق، لكن يجب ان يكون بطرق سلمية بعيدا عن العنف والفوضى حتى لا تبقى القصرين كل مرة تدفع ثمنا من دماء أبنائها دون ان تستفيد بشيء .