أهالي الخذايرية من عمادة بازينة من معتمدية جومين بولاية بنزرت، يعتقدون أن الرئيس الاسبق الحبيب بورقيبة بعده في الحكم، ولم يسمعوا بسنوات العهد الجديد للرئيس زين العابدين بن علي لم تأتهم رياح الثورة.. ففي اذهانهم الامر يرتبط بعين الماء التي جاءت لهم بحياة جديدة واتت في سنة 1964 عبر قرار رئاسي وعلى ما يقطعونه يوميا من مسافات لورد الماء لا يشتكون. وفي عمادة قصر اولاد سلطان من معتمدية رمادة بولاية تطاوين، تجف شبكة قنوات الماء الصالح للشراب ويبقى المتساكنون لاشهر دون ماء(اخر انقطاع تواصل ل3 اشهر ) فيبدوا ان طول المسافة التي يقطعها «الماء» ياتي من مدنين للوصول لتلك المنازلة الموزعة في صحراء الجنوب التونسي تتطلب مراجعة واعادة ترتيب.. في عمادة سقدود من معتمدية الرديف من ولاية قفصة، القصة تكون عكسية فالاراضي الفلاحية هناك تعاني من فائض من الماء يتسبب في كل مرة في «موت» نخيل ويؤدي الى تكبد الفلاحين لخسائر كبيرة وفي غياب خطة تصرف في الموارد المائية يصبح الماء نقمة على المنطقة. وبالوصول الى سد سعد المتواجد ما بين معتمديتي نصر الله وحاجب العيون من ولاية القيروان، تتحول القصة الى مشكل تلوث للماء تسبب في تحويل اكثر من 20 بحارا الى البطالة القسرية، فبعد أن تسبب السكب الصناعي في تلوث مياه السد ونفوق الاسماك، قررت منذ سنتين وزارة الفلاحة غلقه امام الصيادة وإيقاف عمليات ترتبية الاسماك هناك الى اشعار آخر.. قصص وحكايات قدمها المخرج التونسي رضا تليلي في 15 فلما وثائقي قام باخراجهم في اطار مشروع لجمعية «نوماد 08» بالشراكة مع منظمة «روزا لوكسمبورغ – مكتب شمال إفريقيا»، روت ونقلت تفاصل معاناة مع الماء يعيشها تونسيون لم يسمع بهم ساسة البلاد ولا نواب مجلس الشعب، سقطوا من المخططات الرسمية وبرامج الربط بشبكة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه.. وعبر السينما وتحت عنوان «عطاشى تونس» اختارت جمعية «نوماد 08» عرض موضوع الحقّ في الماء من خلال شهادات لمواطنين من مختلف جهات البلاد بدات بعرض الفيلم في عدد من الجهات لتنهي الجولة بتقديم الفيلم في قاعة الريو بتونس العاصمة. وتأتي سلسلة الأفلام حسب رئيس جمعية «نوماد 08» احمد الطبابي، في اطار تصور جديد للجمعية لايصال اصوات المواطن الذي يعاني من اشكالية في التزود او التصرف في الماء. وتناولت الافلام عدد من مناطق الجمهورية التي يمكن تصنيفها حسب نتائج رصد المرصد التونسي للمياه خلال ثلاث سنوات مضت كنقاط سوداء مثل الماء مشكل اساسي فيها. وتناولت الافلام التي تراوحت مدتها بين ال5 و10 دقائق، قصص من منطقة قصر اولاد سلطان من ولاية تطاوين ودخيلة توجان من ولاية قابس ومعتمدية نفطة من ولاية توزر ومنطقة العيياشة وسقدود من ولاية قفصة والوسلاتية وسد سيدي سعد من ولاية القيروان وزغوان المدينة ومنزل بوزلفة من ولاية نابل وجومين من ولاية بنزرت وبلطة بوعوان من جندوبة والجديدة وطبربة من ولاية منوبة. وفي كل حكاية كان طرح المشكل مختلفا عن سابقتها، سعى خلالها فريق جمعية نوماد 08 والمخرج رضا التليلي والمحامي ايوب الغدامسي، تقديم تكوين قانوني للإشكاليات المطروحة في تلك الجهات ومحاولة بناء ثقافة حقوقية في علاقة بالماء تضمن الحد الأدنى التي يتمكن عبرها المواطن من المطالبة بحقه. وبين علاء مرزوقي منسق المرصد التونسي للمياه لجمعية «نوماد08» ان مشاكل الماء المطروحة اليوم في تونس ما انفكت تؤكد السياسة الخاطئة للدولة، فنجد مناطق مثل جومين ببنزرت يحيط بها 3 سدود ومتساكنوها غير مربوطين بشبكة المياه ويعانون العطش وفي نفس الوقت نجد في نفطة مثلا قنوات تم تجديدها منذ الثمانينات لكن في نفس الوقت وحسب المعطيات المقدمة من المواطنين تم الإبقاء على تسرب الماء عبر القنوات القديمة ما تسبب في انهيارات لعدد من المنازل هناك. واكد مرزوقي على ان جمعية «نوماد08» تريد عبر ما قامت به من افلام وما ستواصل القيام به في توثيق لاوضاع حالات مواطنين يتنزل في اطار مسار لتغيير وعي وتكوين ثقافة جديدة في علاقة بالماء. كما افاد ان الجمعية قد ارسلت دعاوي لكل من وزير الفلاحة سمير الطيب وكاتب الدولة للموارد المائية عبد الله الرابحي ورئيس مدير عام الشركة الوطنية لتوزيع واستغلال الماء مصباح الهلالي من اجل حضور العرض الخاص بالافلام الوثائقي والمشاركة في النقاش حول قضية الماء. واعتبر حضورهم سيكون له الاثر الجيد في النقاش والعمل المشترك بين منظمات المجتمع المدني والهياكل الرسمية.