توقع المعهد الوطني للرصد الجوي في آخر تحيين له عودة مؤشرات الاضطرابات الجوية بداية من الليلة، رغم انخفاضها يوم أمس الأحد، مع وصول بعض التسربات الهوائية الباردة. وسيتميز الطقس وفق التوقعات الجوية ببعض الأمطار بالشمال ومحليا الوسط وتكون فاعليتها أكبر اليوم الإثنين بمناطق الشمال حيث تكون أحيانا غزيرة وتشمل محليا الجنوب ويصاحبها انخفاض في الحرارة وعودة الشمس والدفء بعد سلسلة تقلبات جوية شديدة الفاعلية خلال الفترة الماضية. تأتي هذه التوقعات وتحيينها من وقت إلى آخر في إطار المتابعات لوضعية المناطق المتضررة من موجة البرد الشديدة وتهاطل الأمطار وتساقط الثلوج التي اجتاحت بعض الجهات من البلاد الأسبوع الماضي تطلبت التدخلات العاجلة من اللجان الجهوية والوطنية لمجابهة الكوارث. ورغم هذه المساعي عاشت العديد من ولايات الشمال الغربي والجنوب حالات من الخوف وطلب النجدة والتدخل العاجل بعد دخول بعض المناطق في عزلة تامة. حصيلة موجة البرد هذه لا تبدو هيّنة وفق تصريحات عدد من المسؤولين الجهويين والوزراء تنقلوا على عين المكان لمعاينة الأضرار، في هذا السياق أكّد المتحدث باسم الوحدات الميدانية للشرطة البيئية في الشمال الغربي الحبيب كربول أنّ السلط الجهوية وجّهت نداء للمواطنين القاطنين على ضفاف وادي مجردة وبالقرب من سد ملاق في الشمال الغربي للتوجه إلى مراكز الإيواء حفاظا على سلامتهم وتوقيا من كل طارئ، وذلك إثر ارتفاع منسوب المياه بكل من سد ملاق ووادي مجردة. من جانبها، وجّهت الإدارة الجهوية للحماية المدنية في باجة بإعلام وتحذير الى متساكني سيدي إسماعيل ومستوتة من ارتفاع محتمل لمنسوب المياه بوادي مجردة، داعية الفلاحين القريبين من ضفاف الوادي المذكور إلى ابعاد مواشيهم وتأمين تجهيزاتهم الفلاحية في أماكن بعيدة عن الوادي . كما غمرت مياه وادي مجردة عشرات الهكتارات من الأراضي الفلاحية في معتمديات جندوبة الجنوبية والشمالية ووادي مليز وفرنانة وبوسالم جراء الأمطار الغزيرة. ما دفع بالفلاحين إلى توجيه نداء استغاثة للسلطات المعنية للتدخّل خشية تضرّر الحقول وتراجع مردوديتها. يُذكر أيضا أنّ حوالي 15 منزلا في حي الزغادية من مدينة جندوبة تضرّرت بسبب تسرب كميات كبيرة من المياه من وادي مجردة مما أدّى إلى وضعية كارثية بسبب بطء التدخلات. في ذات الاتجاه أكد والي سليانة علي سعيد في تصريحات إعلامية أن اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث تواصل السعي لفتح عديد المسالك الفلاحية المنقطعة نتيجة الثلوج مما تسبب في عزل عديد التجمعات السكنية بكل من معتمديات الروحية ومكثر وكسرى، لافتا إلى أن كافة الطرقات الوطنية والجهوية والمحلية مفتوحة في ولاية سليانة. وأكّد رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة والصيد البحري في مكثر طارق المخزومي في تصريح إعلامي أنّ الثلوج التي تساقطت على الجهة تسبّبت في خسائر جسيمة للفلاحة شملت المواشي والأشجار المثمرة والزراعات الكبرى. وحسب الإحصاءات الأولية، أكّد المخزومي أنه تم تسجيل نفوق رؤوس أغنام وأبقار، إلى جانب تلف حوالي 2 هكتار من الشباك الواقية لكروم العنب، مشيرا في ذات السياق أنّ عمليات حصر الخسائر ما تزال متواصلة. أما بولايات الجنوب فقد تواصل انقطاع الماء الصالح الشراب بمعتمدية تالة من ولاية القصرين لعدة أيام على التوالي بعد العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة. وقال أكد معتمد تالة جوهر الشعباني أنه سيتم توفير مولد كهربائي لإعادة عمل المياه في الجهة في الساعات القليلة القادمة. كما قال الرئيس المدير العام للستاغ منصف الهرابي إنّ أكثر من 350 عمود ضغط كهربائي عال تهاوت بسبب سرعة الريح التي بلغت 150 كم في الساعة بالقصرين. وأكّد عودة الكهرباء لجل المناطق التي شهدت اضطرابات في الكهرباء، حيث تم استعمال المحولات كحل وقتي، في معتمدية حيدرة إلى حين استكمال الأشغال بالمنطقة.