عودة لتصريح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي المتضمن إعلانه رفض "دعوة رئيس الجمهورية لتعديل الدستور" و"مُبادرة المساواة في الميراث" بالإضافة إلى إعلان موقف النهضة من مسألة التوافقات والتحالفات في علاقة بنداء تونس، تحدثت "الصباح نيوز" مع القيادي بالنداء المنجي الحرباوي. وحول رفض الغنوشي "دعوة الرئيس الباجي قايد السبسي لتعديل الدستور من أجل تقليص صلاحيات رئيس الحكومة" واعتباره أنّ "الدساتير لا تبنى في يوم ولا تهدم في يوم"، قال المنجي الحرباوي إنّ "رئيس الجمهورية لم يدع لتعديل الدستور وإنما انتقد الدستور"، مُوضحا: "الدستور ليس مُقدسا أو فوق النقد.. فالدستور يحتوي إخلالات بشهادة عدد كبير من خبراء القانون الدستوري.. والدستور فيه إيجابيات ولكن به نقائص". وأشار الحرباوي إلى أنّ رئيس الجمهورية "دعا الى استكمال تحسين الدستور ليس حاليا وانما في فترات لاحقة"، مُضيفا: "رئيس الدولة نصح بتحسين الدستور والحد من النقائص.. وأعلن انه غير معني بتغيير الدستور". كما قال الحرباوي إنّ "ملاحظات الغنوشي في غير محلها"، مُتوجّها له بالحديث: "نقول لك أنّ رئيس الجمهورية رجل دولة بامتياز ربما هو أكثر من مارس الحكم والدولة في تونس وبالتالي يعلم ما يقول وما يفعل". حملة انتخابية مُغلفة بالدين أمّا عن موقف الغنوشي الصريح من "مبادرة المساواة في الإرث" والذي أفاد فيه: "نقبل ما نعتقد أن شعبنا يقبله، ونرفض ما لا يقبله، لا سيما وأننا في سنة انتخابية وقاعدتنا قاعدة محافظة. نحن نراعي اتجاه الشعب، فنسبة 70 وأحياناً حتى 90 في المئة ليس مرتاحاً لهذا المشروع"، ردّ المنجي الحرباوي: "المُبادرة تأتي في إطار ما نصّ عليه الدستور وهو الحريات الفردية والمساواة بين الجنسين.. والدستور الذي دافع الغنوشي عنه ويعتبر أنه لا يمكن المساس به هو من نصّ على مبدأ المساواة.. ومن أهم الاجراءات التي يجب اتخاذها المساواة في الميراث لأن هذا التمييز على اسس طبيعية جنسية". وبخصوص الانتقادات الموجهة للمبادرة على أساس أنها تمس من النص القراني والشريعة، قال الحرباوي: "لو تأملوا في فحوى نص المُبادرة لتبين لهم جليا أنه قد ترك مجال الاختيار للمعني في حياته" وفيما يتعلق بتوقيت الإعلان عن هذه المواقف، اعتبر المنجي الحرباوي أنّ "التوقيت ينمّ على شيء واحد وهو استعادة الصراع الايديولوجي والاسس الدينية في اطار حملة انتخابية مُغلفة بالدين لاستمالة قواعد النهضة الذين يطربهم هذا الخطاب من المرشد الاعلى لفرع الاخوان المسلمين بتونس"، وفق قوله. التوافق مع النهضة انتهى وفي سياق آخر، وبالنسبة لتأكيد الغنوشي أنّ "حركة النهضة لن تدخل في تحالفات انتخابية والأحزاب الكبيرة لا تحتاج إلى تحالفات وأنّ الحركة تبحث عن توافقات والجهة الأقرب هي نداء تونس وحزب تحيا تونس"، أكّد الحرباوي أنّ "التوافق مع النهضة انتهى"، مُضيفا: "الغنوشي وحزبه مُنافس سياسي لنداء تونس واكبر المنافسين للنداء وهذا حسمنا فيه في الانتخابات البلدية الأخيرة وتقدمنا فيها كمُنافسين بمختلف الدوائر الانتخابية". وواصل الحرباوي بالقول: "انتهت الشراكة الحكومية مع النهضة يوم أجهض الغنوشي وثيقة قرطاج 2 وانتقلت حكومة الوحدة الوطنية الى حكومة محاصصة حزبية بين النهضة والحالمين الجُدد من أمثال "تحيا تونس" و"مشروع تونس".. ولا شراكة في الحكم ولا توافق بمعنى التوافق السياسي الذي كُنّا عليه بداية سنة 2015.. وبالتالي الغنوشي وحديثه عن التوافقات لا يُريد منه إلا مزيد الاساءة لنداء تونس لأنه يعلم جيدا أن قواعد النداء اصبح من المحرمات لديها كلمة التوافق مع النهضة". "تحيا تونس" "صنيع النهضة" وفي ختام حديثه مع "الصباح نيوز" أكّد المنجي الحرباوي أنّ "تحيا تونس" "صنيع النهضة" وأنه "لولا النهضة لما كان "تحيا تونس""، قائلا: "بالتالي الحليف الاستراتيجي للنهضة والمُتوافقين الجدد معها هم حلفاؤها في حكومتها اليوم أي "تحيا تونس" و"مشروع تونس"".