- ما يقدمه عبد النور يفرض عودته إلى المنتخب قد لا تتسع المساحة للحديث عن المسيرة الطويلة لأمين الشرميطي ولكن يكفي التذكير بأن ضيف "الصباح" هذه المرة مهاجم سريع ولاعب بديع، صنع مجده في الملاعب منذ نشأته بشبيبة القيروان الولادة مرورا بواحد من أكبر أندية تونس، وهو النجم الساحلي، الذي فتح له أبواب الاحتراف في المانيا وفي عدة فرق خليجية وفي فرنسا وسويرا والهند اضافة الى ما جمعه من القاب مع النجم الساحلي ومنها رابطة الابطال الافريقية والمشاركة في كاس العالم للأندية.. هي مسيرة طويلة رغم صغر سن الشرميطي، من مواليد 1987، ورغم أنه بمقدوره مواصلة اللعب، بفضل انضباطه داخل وخارج الميدان، إلا انه خير الابتعاد عن الميادين للحفاظ على رصيد الحب الذي جمعه في مسيرة متنوعة ولان كل شيء تغير ايضا في الملاعب والشارع التونسي ككل.. عن هذه المسائل وعدة أمور أخرى تحدث الشرميطي مع "الصباح" بطلاقته المعهودة في الحديث التالي: *كيف تقيم مردود النجم الرياضي الساحلي مع قدوم المدرب لسعد الدريدي؟ الركود الذي مر به النجم الرياضي الساحلي، خاصة في بداية الموسم، جعل العديد يشككون في قدرات الفريق فما طرأ من تغييرات على المستوى الفني خلق رجة نفسية. لكن لا يمكننا سوى الثناء على المجهودات التي قدمها المدرب لسعد الدريدي وخاصة مع هذه النتائج الايجابية التي حققها بمعية بقية الإطار الفني. ما تحسن يكمن خاصة على مستوى الحالة النفسية للاعبين وروح القتال التي غابت عنهم قبل قدوم الدريدي.. أتمنى أن تكون هذه النتائج الإيجابية بمثابة انطلاقة موسم جديد للنجم الرياضي الساحلي حتى ينجح في إسعاد جماهيره. *بهذه التشكيلة إلى أي مدى ترى تقدم النجم الساحلي في البطولة التونسية وبطولة كاس إفريقيا؟ يضم النجم الرياضي الساحلي في صفوفه رصيدا بشريا محترما، وهذا الخليط الهائل من الخبرة والطموح يتمتع بإمكانيات كبيرة، تجعله قادرا على ضمان مكانة جيدة مستقبلا في البطولة التونسية.. أما البطولة الإفريقية فلا يمكننا أن نحكم فيها على الفريق منذ المباريات الاولى فنحن ما نزال في منتصف الموسم، كما أن كل مباراة يجب التعامل معها بطريقة خاصة وكل مباراة لها اهميتها وشيئا فشيئا سيشرع الفريق في متابعة النقاط الايجابية وتفادي الاخطاء للمضي قدما في المسابقة وبالتالي اكتساب الثقة التامة وتحقيق الاهداف التي رسمها المدرب سواء فنيا او في عقلية اللاعبين واعتقد ان النجم الساحلي سيحقق نتائج جد ايجابية ويذهب بعيدا في كأس الاتحاد الافريقي. *ما رأيك في الاتحاد المنستيري هذا الموسم، على مستوى كاس الاتحاد الافريقي خاصة، والى أي حد يمكن ان يصل في هذه المسابقة؟ يعتبر ما وصل إليه الاتحاد الرياضي المنستيري الان, انجازا تاريخيا، فهذه المشاركة تعد الأولى من نوعها، وخلالها نجح الفريق في تقديم مردود محترم. الاتحاد الذي قدم أداء رائعا في الموسم الماضي، تعرض إلى بعض الصعوبات في بداية الموسم وهذا أمر طبيعي لفريق وجد نفسه وعلى غير عادته مقسما بين البطولة المحلية والمسابقة القارية. هذا الانقسام بين المسابقتين من شأنه ان يصيب اللاعبين بالإرهاق البدني خصوصا، لكن لا خوف على الاتحاد الذي يشرف على حظوظه مدرب تعود على أجواء الفريق ويعرف جيدا إمكانيات لاعبيه، وهذه التجربة ستعود بكل تأكيد بالنفع على فريق الاتحاد المنستيري. *إلى أي حد يمكن ان يصل النادي الصفاقسي في المسابقة الأفريقية؟ النادي الصفاقسي متعود على هذا النوع من المسابقات الافريقية. فهو يبلغ دائما أدوارا متقدمة، لكن التاريخ وحده غير كاف، فللميدان والواقع حقيقة مختلفة، أبناء النادي الصفاقسي أمام فرصة سانحة للذهاب بعيدا، وعلى اللاعبين عدم الاهتمام بالمشاكل الإدارية التي قد تؤثر أحيانا على أداء اللاعبين وتشتت أذهانهم. جماهير النادي الصفاقسي من حقها أن تشاهد فريقها ينافس على الألقاب المحلية والقارية، وعلى اللاعبين إثبات ذلك وتحقيق هذه الأهداف لإعادة الثقة بين الفريق وجماهيره. . *كيف تقيم البطولة من خلال مرحلة الذهاب وخاصة مباريات الدربي والكلاسيكو؟ المشاكل الادارية التي تمر بها عدة فرق جعلت البطولة التونسية مريضة، وتعيش تراجعا كبيرا على المستوى الفني فمن النادر أن تشاهد أو تتذكر هذا الموسم مباراة نالت إعجاب الجماهير باستثناء بعض المباريات التي تعد على أصابع اليد الواحدة، فلا مباريات مثيرة ولا نسق مرتفع ولا أداء يرتقي لدرجة الامتياز. علينا أن ننتظر مرحلة الإياب والتي ستكون نقاط مبارياتها ذات تأثير كبير على الاندية التي تصارع من أجل تفادي النزول او حتى الفرق التي تتنافس من اجل المراتب الاولى، وبالتالي ستشتد المنافسة ويرتفع النسق، ونحن نامل ان نتابع مستوى مباريات كرة القدم تليق بحجم وسمعة كرة القدم التونسية وفي مستوى تطلعات الجماهير الرياضية . *وهل ثمة فرق في البطولة التونسية أثارت اهتمامك؟ يعجبني كثيرا ما يقدمه فريق اتحاد بن قردان منذ بداية الموسم وبات واضحا للعيان التناغم الموجود بين الإطار الفني واللاعبين بالإضافة إلى إدارة ساهرة على توفير كل ممهدات النجاح. *ماهو انطباعك حول وضعية شبيبة القيروان الحالية؟ اشكالية الشبيبة الان هي التراكمات الإدارية وعدم الاستقرار المالي. حتى بتغيير المدربين بقيت الوضعية على حالها. فغياب الاستمرارية وعدم الاستقرار على مستوى الإطار الفني والزاد البشري، اثر على نتائج الفريق. لقد تأسف جميع متابعي كرة القدم على الحال الذي وصلت اليه الشبيبة والتي تعتبر من اكبر مدارس كرة القدم التونسية وأنجبت أجيالا وأجيالا ودعمت المنتخب الوطني بعديد النجوم. عديد المسؤولين الذين تداولوا على تسيير الفريق لا علاقة لهم باللعبة بالإضافة إلى غياب مركز تكوين للشبان، والذي يعد المحضنة التي تكشف المواهب، كما تراجعت القيمة الفنية للاعبين في السنوات الاخيرة، كلها أسباب زادت في تعميق الأزمة. الحل الان في اعتقادي يكمن في الدعم المعنوي والمادي من الجمهور والمحبين والالتفات قليلا للمجموعة ومنح الثقة للاعبين نظرا للنتيجة التي اختتمت بها الشبيبة مرحلة الذهاب بحصولها على نقطتين فقط على امل ان يستعيد الفريق مكانته. القرار الاول والاخير لدى اللاعبين فبتحسن نفسيتهم يتحسن المردود. أما الاطار الفني فعليه ان يستخدم اسلوبا محفزا يعيد الثقة للاعبين ففوز واحد قادر على ان يرجع الشبيبة في المسابقة. *كيف ترى مرحلة إياب البطولة التونسية وهل ثمة فرق قادرة على منافسة الترجي؟ في كرة القدم كل شيء جائز ,فبقاء فريق في المرتبة الاولى والمحافظة عليها يجعله يفكر تارة في الفوز وتارة اخرى توخي الحذر من الفرق الأخرى. هذه الفرق بدورها ستقدم افضل ما لديها. اعتقد ان حسم البطولة سيكون في الجولات الاخيرة سواء بالنسبة للفرق التي تنافس على اولى المراتب أو تفادي النزول. *من هو اللاعب الذي يستحق ان يكون حاليا في المنتخب ولم توجه اليه الدعوة بعد؟ المنتخب الوطني بوابة مفتوحة لجميع اللاعبين, فأي لاعب يمر بفترة منتعشة يتم استدعاؤه لتعزيز صفوف المنتخب لتقديم الإضافة. كما لا يجوز لنا أن نغفل عن أبناء المنتخب الذين يمرون أحيانا بفترات حرجة، ونحن مطالبون بالوقوف إلى جانبهم ودعمهم معنوياتهم لأننا إذا تجاهلنا أحدهم فذلك يضر أكثر مما ينفع المجموعة. في الآونة الأخيرة أعتقد أن ايمن عبد النور ما انفك يقدم مردودا جيد مع فريقه نادي ام صلال القطري، اعتقد انه سيكون ضمن القائمة المستقبلية للمنتخب الوطني. *ماهو سبب ابتعادك عن الميدان رغم مشوارك الكبير الذي حققته، وهل يوجد احتمال لعودتك إلى الملاعب؟ الوضع العام في البلاد جعلني ابتعد عن الاضواء. المشهد الرياضي أضحى مترديا. لقد عشت لمدة طويلة في مجال كرة القدم والملاعب لذلك افتقد احيانا الاجواء الكروية ويمكن ان اعود اليها من بوابة التحليل في انتظار تحسن الاوضاع. أريد الحفاظ على المكانة التي كسبتها في قلوب الجماهير الرياضية وعلاقاتي المميزة مع مختلف العاملين في الرياضة وهذا في حد ذاته كسب ليس من السهل تحقيقه.