سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الترخيص بصفة استثنائية وظرفية خلال شهر رمضان لكافة المخابز بانتاج الخبز الرفيع دون استعمال الفرينة المدعّمة بعد الانطلاق في تنفيذ برنامج تأهيل المخابز والتخصّص في الإنتاج:
تونس الصباح: يشهد شهر رمضان طفرة استهلاكية في مختلف المواد الغذائية باستثناء قد يكون الوحيد ويتعلق بالخبز العائلي بصنفيه الكبير والباقيت.. حيث تسجل هذه الأصناف تراجعا ملحوظا في مستوى الاستهلاك وذلك بالنظر الى السلوكيات الغذائية الخاصة بالتونسي في هذا الشهر والتي تجنح نحو الاقبال على الأصناف الرفيعة بمختلف تشكيلاتها وتقليعاتها ومكوناتها في ذلك، بل وبالأخص الخبز المبسّس الذي يصبح محل شهوة كبيرة من معشر المستهلكين الصائمين مفتكا من الخبز العادي الصدارة على مائدة الافطار. وقد حدد آخر مسح خاص بالاستهلاك العائلي نسبة تراجع الاستهلاك للخبز العائلي ب50%. هذه الظاهرة الاستهلاكية كانت تبدو عادية خلال السنوات الماضية ولا تثير أدنى اشكال امام اصحاب المخابز الذين يحولون قسطا هاما من نشاطهم لانتاج الخبز المبسّس لكن الوضع بات مغايرا هذه المرة بعد الشروع منذ مطلع الصائفة في تنفيذ البرنامج الاصلاحي لتأهيل المخابز واعتماد تصنيف المخابز حسب نظام صنع الخبز الذي تم اختياره من مهنيي القطاع وتخصص بمقتضاه الناشطون في المجال في صنع الخبز وفقا لاختباراتهم اما باعتماد نظام الخبز المدعم أو النظام المختلط او اختيار الاستغناء عن الدعم بانتاج الخبز الرفيع والمرطبات. هذه الوضعية الجديدة التي أفرزتها عملية التأهيل يبدو أنها لم تراع الخصوصيات الاستهلاكية الرمضانية ولم تتحسب لهذا الاشكال، مما دفع بالناشطين في القطاع بالتقدم بطلب تمكينهم من اجراء استثنائي يسمح لهم خاصة المخابز التي اختارت نظام انتاج الخبز الكبير والنظام المختلط (70% خبز كبير و30% باقات) بالترخيص لها بصنع الخبز المبسّس خاصة أنها تمثل ثقلا عدديا هاما في شبكة المخابز الناشطة وذلك 66.4% بالنسبة لمن اختار نظام صنع الخبز الكبير و25.9% للنظام المختلط. واعتبارا لخصوصية الوضع وظرفيته علمنا أن التوجه يسير نحو اقرار الترخيص بصنع الخبز الرفيع بصفة استثنائية خلال شهر رمضان لمختلف المخابز الناشطة شرط اعتمادها في انتاج هذا الصنف من الخبز على الفرينة الرفيعة دون سواها الى جانب الالتزام بالتخفيض بنسبة 30% في استعمال الفرينة المدعمة لانتاج الخبز العائلي مادام هذا الصنف يسجل بصفة آلية تراجعا ملحوظا في مستوى الاستهلاك في رمضان بما يجنب التبذير وتراكم الخبز «البايت»، على أن تستعيد كافة المخابز نشاطها المنظم مباشرة بعد شهر الصيام واحترام انظمة الانتاج المقرة ليبقى هذا الاجراء مجرد استثناء ظرفيا تمليه الطقوس الاستهلاكية للمواطن في رمضان.