سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسّسنا مشروعنا الحضاري في تونس على جملة من القيم والمبادئ الهادفة إلى النهوض بالإنسان كلمة الرئيس بن علي عند تقبّل أوراق اعتماد مجموعة من السّفراء الجدد بتونس:
قرطاج (وات) تقبل الرئيس زين العابدين بن علي خلال موكب رسمي انتظم أمس الاثنين اوراق اعتماد سفراء جدد لعدد من الدول الشقيقة والصديقة بتونس وهم على التوالي: السادة والسيدات: - توماس انطوان سفير المملكة البلجيكية - خوان رامون مرتيناز سلازار سفير المملكة الاسبانية - لوي فيكتور سفير جمهورية الكامرون - احمد شفيق اسماعيل عبد المعطى سفير جمهورية مصر العربية - كرزيستوف اولوندزكي سفير جمهورية بولونيا - غبريال تيال كابوتي سفير جمهورية كوبا - يوسف يوسفي سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية - كريستوفر بول اوكنور سفير المملكة المتحدة - اتشارا سريبوترا سفيرة مملكة تايلندا - احمد حاجي سيديمي سفير جمهورية التشاد - عصمان بادجي سفير جمهورية غمبيا - موزيس كيواي سيبونيا سفير جمهورية اوغندا - ايميل كاكالا نغوسي سفير جمهورية الغابون - دنيال اوشيانغ ماكدوالو سفير جمهورية كينيا - كلار ان ماري دياراور سفيرة مملكة السويد - عبد الله موسى حسين سفير دولة ارتريا - بريكليس نيركو سفير جمهورية قبرص - ابراهيم صاحيب انصار سفير جمهورية سري لانكا - ستيفاني انا شوابسكي سفيرة استراليا ورحب رئيس الجمهورية بالسفراء الجدد متوجها بالكلمة التالية: "بسم الله الرحمان الرحيم أصحاب السعادة يطيب لي بمناسبة تقبلي اوراق اعتمادكم سفراء لبلدانكم الشقيقة والصديقة بتونس ان ارحب بكم متمنيا لكم طيب الاقامة بيننا ووافر النجاح والتوفيق في مهامكم كما يسعدني ان اتوجه إلى قادة دولكم ببالغ الشكر وفائق التقدير لما يكنونه لتونس وشعبها من مشاعر المودة والصداقة راجيا لهم دوام السعادة والتوفيق ولبلدانكم اطراد التقدم والرقي. أصحاب السعادة لقد اسسنا مشروعنا الحضاري في تونس على جملة من القيم والمبادئ الهادفة الى النهوض بالانسان وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة وحرصنا على ترسيخ المسار الديمقراطي التعددي وتوسيع مجال الحريات العامة وتعزيز منظومة حماية حقوق الانسان والمشاركة السياسية وتثبيت اركان النظام الجمهوري ودولة القانون والمؤسسات ونشر قيم التسامح والاعتدال وتكريس ثقافة التضامن والتازر وسخرنا كل طاقاتنا وجهودنا الوطنية من اجل تعميق مسيرة الاصلاح والتطوير والتحديث وتحقيق التنمية العادلة والمتوازنة بين سائر الفئات والجهات والارتقاء بتونس إلى مصاف الدول المتقدمة. وان ما قطعته بلادنا من خطوات شاسعة على درب التنمية والمناعة كان محل اشادة من لدن مختلف المنظمات والهياكل الاممية والدولية المختصة لاسيما فيما يتعلق بمؤشرات التنمية البشرية وحقوق الانسان والاداء الاقتصادي والقدرة التنافسية وتطور الادارة والاستقرار الاجتماعي. وهو خير حافز لنا إلى مزيد العمل والمثابرة من اجل تعزيز هذه المكاسب واثراء تجربتنا الديمقراطية وتحقيق اهدافنا التنموية بمشاركة كل الاحزاب والمنظمات وسائر مكونات مجتمعنا المدني معولين في ذلك على امكانياتنا الذاتية وعلى علاقاتنا المتميزة مع الدول الشقيقة والصديقة وما تتمتع به بلادنا من ثقة ومصداقية على الصعيد الدولي. أصحاب السعادة ان التحديات الناجمة عن التحولات العالمية والازمة المالية التي طالت معظم الدول ولاسيما النامية منها تقتضي الاسراع بارساء علاقات دولية اكثر تضامنا وتوازنا وقد سبق لبلادنا ان دعت في عديد المناسبات إلى تكريس قيم التضامن والتكافل في العلاقات الدولية. وهي التي بادرت في هذا المجال باقتراح انشاء الصندوق العالمي للتضامن الذي اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة في شهر ديسمبر من سنة 2002. كما دعت تونس إلى الحد من مظاهر التوتر والعنف وإلى فض النزاعات بالطرق السلمية والاحتكام للشرعية الدولية في حل القضايا العالقة. وتعزيزا لهذا التوجه ثابرت تونس على تكريس حوار الثقافات والحضارات والاديان ورفض كل اشكال الانغلاق والتطرف محذرة من مخاطر الارهاب وداعية الى مكافحتها والقضاء على اسبابها في اطار مقاربة دولية شاملة. وسعيا إلى ترسيخ القيم الكونية المشتركة والتاسيس لغد افضل للاجيال القادمة بادرنا بالدعوة إلى ان تكون سنة 2010 سنة اممية للشباب تعقد خلالها ندوة دولية تحت اشراف الاممالمتحدة لاعتماد ميثاق عالمي للشباب مستندين في ذلك إلى نجاح تجربة الحوار الشامل التي اجريناها مع شبابنا في سنة الحوار مع الشباب والتي توجت بالتوقيع على ميثاق للشباب التونسي. أصحاب السعادة لقد حرصت تونس على الاندماج في محيطها الاقليمي والدولي على الصعيدين الثنائي ومتعدد الاطراف لمزيد الارتقاء بعلاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة إلى مستوى الشراكة الفاعلة علاوة على تاكيد حضورها وتعزيز دورها على الساحة الدولية في نطاق التمسك بسيادتها الوطنية وخصوصياتها الثقافية والحضارية. وفي هذا السياق ما فتئت بلادنا تعمل بالتنسيق مع بقية الدول المغاربية على دفع مسيرة الاتحاد المغاربي واستكمال بناء مؤسساته وتركيز هياكله باعتباره خيارا استراتيجيا ومطمحا تاريخيا لشعوب المنطقة كافة. كما اننا نواصل العمل على تعزيز اواصر الاخاء والتعاون والتضامن مع الدول العربية الشقيقة وتفعيل اليات العمل العربي المشترك في مختلف الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وانطلاقا من ايماننا بعدالة القضية الفلسطينية ودعمنا الثابت للشعب الفلسطيني الشقيق من اجل استرداد حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة تبذل تونس جهودا متواصلة لا سيما لدى الاطراف المؤثرة وعلى راسها اللجنة الرباعية لحمل اسرائيل على وقف سياستها الاستيطانية ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عنه وتكثيف الجهود لتفعيل خيار السلام واستئناف المفاوضات على اساس المرجعيات الدولية والمبادرة العربية للسلام من اجل التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية من شانه ان يعزز مقومات الامن والاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط ويحفز شعوبها الى التفرغ للاعمار والتنمية. أصحاب السعادة لقد بلغت علاقاتنا مع الاتحاد الاوروبي درجة متميزة يعكسها حجم مبادلاتنا مع هذا الفضاء الحيوي وما حققته اتفاقية الشراكة التونسية الاوروبية من نجاحات في شتى المجالات. اما في الاطار المتوسطي فقد سعت تونس إلى الانخراط الفاعل في مختلف مبادرات التعاون الاورومتوسطي وعملت على الارتقاء بعلاقات التعاون بين ضفتي المتوسط تعزيزا لمقومات الامن والتنمية في هذه المنطقة. واما فيما يخص قارتنا الافريقية فان تونس تعمل على مزيد توطيد علاقات التعاون مع مختلف دول الاتحاد الافريقي وتفعيل دور هذا الاتحاد في فض النزاعات بالطرق السلمية والاسهام في نشر الاستقرار والتنمية في بلدان القارة كما اننا نسعى الى مزيد تطوير علاقات بلادنا مع اقطار القارتين الامريكية والاسيوية وتوظيف كل الامكانيات المتاحة لتنويع مجالات التعاون والشراكة معها. أصحاب السعادة اننا على ثقة بان اعتمادكم سفراء بتونس سيسهم في تعميق التشاور والتنسيق مع بلدانكم الشقيقة والصديقة وسنحرص على توفير الظروف الملائمة لاداء مهامكم وتيسير سبل التواصل والحوار معكم بما يدعم علاقات التعاون القائمة بين تونس وبلدانكم. اجدد الترحيب بكم واتمني لكم الاقامة الطيبة ببلادنا والنجاح والتوفيق في مهامكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"