ارتفاع نسبة السياح الألمان الوافدين على تونس خلال موسم 2008 بنسبة 5،1% تونس-الصباح: ناقش المشاركون في الملتقى الثاني التونسي الألماني حول السياحة الذي انعقد يوم أمس بنزل رامادا بلازا بقمرت، تحت محور "السوق السياحية الألمانية، في طريق العودة" والذي حضره أبرز المتدخلين في القطاع السياحي وأشرف على افتتاحه السيد خليل العجيمي وزير السياحة، الاستراتيجيات والأفكار والمقترحات الكفيلة بإعادة دفع السوق السياحية الألمانية إلى تونس بعد تراجعها خلال السنوات الماضية. وحسب مؤشرات الموسم السياحي لسنة 2007 فقد احتل السياح الألمان الوافدين على تونس المرتبة الثانية ب514 ألف سائح، بعد الفرنسيين. لكن رغم ذلك فإن عدد السياح الألمان عرف تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة. وكان ملتقى أول تونسي ألماني حول السياحة قد انعقد خلال سنة 2006 بهدف إعلام الناشطين في الحقل السياحي خصوصا أصحاب النزل ووكالات الأسفار حول التوجهات الحالية والمستقبلية للسوق الألمانية من أجل مضاعفة التموقع التنافسي للمتدخلين في الحقل السياحي ومزيد جلب السياح الألمان إلى تونس. من بين المشاركين في الملتقى رئيس الغرفة التونسية الألمانية للصناعة والتجارة، والسفير الألماني بتونس، والسيد زكريا الزقلي كاتب عام الجامعة التونسية للنزل. فضلا عن حضور مشاركين من تونسوألمانيا من أبرزهم ممثلون عن أهم الناقلات السياحية الألمانية وممثلين عن وكالات الأسفار الألمانية. وكان السيد رؤوف الجمني مدير عام الديوان الوطني للسياحة قد قدم خلال الجلسة الأولى للملتقى الذي تمحور حول واقع ومحفزات الوجهة التونسية للسوق الألمانية، مداخلة تعلقت بمفهوم التسويق الحالي المعتمد من قبل الديوان التونسي للسياحة للسوق الألمانية. وتحدث السيد رؤوف الجمني عن التوجهات الإستراتيجية للديوان في ما يهم دفع القطاع السياحي بشكل عام والسوق الألمانية بشكل خاص. والتي ترتكز أساسا على كسب رهان جودة الخدمات السياحية وتنويع المنتوج السياحي وتلبية تطلعات السياح، ومزيد الاهتمام بالسياحة العائلية والتوجه أكثر نحو تلبية حاجيات السياح من ذوي الدخل المرتفع. وذلك عبر مضاعفة مجالات التسويق السياحي اعتمادا على الإعلام والتكنولوجيات الحديثة للاتصال.. وأفاد مدير عام الديوان الوطني للسياحة في هذا الصدد أن نسبة السياح الالمان عادت للارتفاع خلال الموسم السياحي المنقضي لتسجل ارتفاعا ب1,5 بالمائة مقارنة بموسم 2007. كما ارتفعت العائدات السياحية من السوق الألمانية بنسبة 7 بالمائة، وعدد الليالي المقضاة بنسبة 14 بالمائة. كما قدم السيد وارنر سيلبارغ رئيس دائرة خبراء دراسات السوق والاحصائيات بالجمعية الألمانية للسفر، مداخلة حول نمو، وهيكلة السوق السياحية الألمانية الوافدة إلى تونس مقارنة مع الأسواق المنافسة. وبين خلالها أن تونس تأتي في المرتبة 11 من بين الوجهات المفضلة للسياح الألمان. وأوضح أن عدد الرحلات الجوية للسياح الألمان إلى تونس حققت تطورا سنة 2007 بنسبة 5،3 بالمائة ومن أكثر المطارات التونسية التي سجلت توافدا من السياح الألمان مطارا المنستير وجربة. لكن عدد الرحلات الجوية الألمانية إلى تونس ظل مستقرا منذ سنة 2002 رغم ارتفاعها بالنسبة للوجهات الاسبانية والتركية والبلغارية.. وبين أن التركيبة السكانية لألمانيا خلال السنوات القادمة ستتغير بصفة جذرية وسيكون لها انعكاس على الوجهات السياحية المختلفة وعلى معدل انفاق السائح الألماني بالخارج. إذ أن التوقعات تشير إلى نزوع عدد سكان ألمانيا إلى الانخفاض خلال السنوات القادمة حتى سنة 2050 مع تغير التركيبة السكانية نحو التهرم لترتفع نسبة الفئة العمرية من أكثر من 60 سنة. ولاحظ أن الفئة العمرية من 40 إلى 60 سنة هي التي تحبذ أكثر الوجهة السياحية التونسية، علما وأن الفئات ذات الدخل المتوسط هي الأكثر توافدا حاليا على تونس، لكن في السنوات المقبلة الفئة العمرية أكثر من 50 عاما والأكثر دخلا هي التي سيكون لها شأن كبير في اختيار الوجهات السياحية. وحسب احصائيات 2007 فإن أغلبية السياح الألمان الوافدين على تونس جاؤوا خلال أشهر الصيف بنسبة تفوق 78 بالمائة، في حين أن معدل انفاق السائح الألماني يرتفع خصوصا خلال أشهر الشتاء. كما تشير الاحصائيات إلى أن قرابة 50 بالمائة من السياح الوافدين على تونس يقضون معدل بين 11 و14 يوما و6،4 بالمائة منهم يقضون أكثر من 29 يوما. وأشار المحاضر أن معدل الحجوزات بالنسبة للوجهة التونسية للأشهر القادمة سجل ارتفاعا ب2،5 بالمائة، لكن تظل رغم ذلك الوجهات لكل من اسبانيا وتركيا وفرنسا تحتل نصيب الأسد ب80 بالمائة من نسبة الحجوزات. كما أن مؤشر الأسعار يبرز أن تونس من بين الوجهات السياحية الأقل انخفاضا مقارنة بالوجهات المنافسة. وخلص المحاضر بأن من بين أبرز متطلبات السائح الألماني هي الأمن والسلامة في مقام أول، ثم جودة الخدمات السياحية، وتنوعها. يذكر ان الملتقى شهد أيضا خلال الجلسة الثانية حوارا مفتوحا بين المتدخلين الفاعلين في الحقل السياحي خاصة من الجانب الألماني بخصوص آفاق الوجهة التونسية من وجهة نظر الناقلين وخبراء السياحة الألمان. كما تم بالمناسبة تنظيم جلسة تنشيطية حول محور "كيف يتم استعادة السوق السياحية الألمانية، النقائص والحلول المقترحة" وتنظيم ورشتي عمل تعلقت الأولى بالبحث حول الصيغ التي يجب اتخاذها لتجسيم مقترحات دفع السوق الألمانية، والثانية حول "أي علامة سياحية تونسية للسوق الألمانية والمنتوجات السياحية المحبذة"؟