«اذا كنا نحمد الله على خروجنا سالمين من المحنة التي عشنا على وقعها طوال ثلاثة اسابيع من القصف الاسرائيلي الهمجي فاننا اليوم لم نعد قادرين على الاحتمال و لاندري ما الذي يمكن ان يحدث صور الموت والدمار والخراب تطوقنا ولا نرى املا من حولنا بعد ان سدت امامنا كل المنافذ...» بكلمات حزينة متقطعة جاءنا صوتها من غزة عبر الهاتف لتطلق صرخة فزع مناشدة مساعدة عائلتها الاسيرة بين انقاض غزة للعودة الى تونس تقول ليلى العياري الهدمي وهي ام لاربعة اطفال "اوجه ندائي اليوم ومن منبركم هذا الى فخامة الرئيس زين العابدين بن علي لمساعدتنا على الخروج وكلنا امل وثقة انه سيلبي نداءنا كما عهدناه دوما في مثل هذه الازمات" وتضيف ليلى العياري التي كانت تتوقف مجهشة بالبكاء ان حالتها الصحية والنفسية لا تسمح لها بالبقاء اكثروان اطفالها لم يعد بامكانهم حتى النوم بسبب حالة الخوف والرعب التي لا تفارقهم اما عن حالة الخراب والدمار في غزة فهي تقول ان المشهد لا يصدق وانه يفوق كل الوصف وان رائحة الموت في كل مكان فلا ماء ولا دواء ولاكهرباء وعن الاسابيع الثلاثة من الحرب المفتوحة التي مرت عليهم تقول محدثتنا انها كانت اشبه بالجحيم فقد كانوا ثلاث عائلات تقتسم ممرا في احد البيوت وانهم كانوا يتابعون طائرات ال«اف16 » تحلق فوق رؤوسهم وانهم في كل مرة كانوا يستفيقون ليتحسسوا اجساد اطفالهم ونبضاتهم وهم يتحسبون للاسوا... وتضيف ان كل الجهود والاتصالات مع السفارة التونسية في مصر لم تنجح في مساعدتهم على الخروج وانه بالامس فقط تمكنت اربعون عائلة جزائرية من المغادرة بعد ان وصلت مناشداتها السلطات الجزائرية عبر مختلف الصحف الجزائرية وانه بفضل التنسيق مع الهلال الاحمرتمت مساعدتهم على العبور مكرمين معززين ليجدوا في انتظارهم طائرة جزائرية نقلتهم الى بلدهم وقالت ليلى انها لا تكاد تصدق انها لا تزال على قيد الحياة وانها وبقية افراد عائلتها مهددون من كل الجهات وقد بدات الروائح الكريهة تنتشر مؤذنة بانتشار وشيك للامراض والاوبئة وان حالتها النفسية على درجة كبيرة من الانهيار الا ان املها كان ولايزال في ان تتدخل السلطات التونسية لانهاء الجحيم الذي يعيشونه حتى وان كان ابنها الذي يستعد للباكالوريا سيظطر للتوقف عن الدراسة في غزة... ليلى التي انقطعت مكالمتها وهي تردد "كلنا امل و ثقة في الرئيس بن علي" وقد امكن لنا الحصول على رقم هاتف ليلى العياري الهدمي الشخصي للاتصال بها اذا امكن وهي التي ينتظر عودتها وعودة اخوته بشوق ابنها الرابع المقيم في تونس...