تونس - الصباح: شدد التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، على حقه في ربط علاقات بغيره من الأحزاب والمنظّمات داخل البلاد وخارجها، سواء بحُكْمِ علاقات تونس التقليديّة مع بلدان الاتحاد الأوروبي، أو باعتبار عضويّة الحزب الكاملة في منظّمة الاشتراكيّة الدوليّة.. وأوضح الحزب في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه، أن للتّكتّل الديمقراطي علاقات تقليديّة مع هذه الأطراف، ومن الطبيعي جدّا أن يساهم ممثّلوه، وفي مقدمتهم الأمين العام للحزب، مصطفى بن جعفر، في الندوات السياسيّة داخل البلاد وخارجها، وأن تكون لديه اتصالات ومشاورات معها.. ويأتي موقف المكتب السياسي للحزب في أعقاب البيان الذي أصدره جلال الحبيب، عضو المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي المكلف بالثقافة والإعلام، ورئيس تحرير الصحيفة، الناطقة بلسان الحزب، عندما أعرب عن استيائه من "سلوك السيد مصطفى بن جعفر، الذي عقد ندوة سياسية بجنيف، وأجرى لقاءات مع أطراف في البرلمان الأوروبي والاشتراكية الدولية، دون استشارة أو إعلام المكتب السياسي للحزب"، معتبرا ذلك "تنكّرا صارخا للممارسة الديمقراطية داخل الحزب"، على حدّ تعبيره.. واعتبر الحبيب أن بن جعفر "ارتكب خطأ فادحا بإهماله الاستعداد لإنجاز المؤتمر الأوّل للحزب، مفضّلا الاتصال بدوائر البرلمان الأوروبي، لصياغة موقف الحزب عوضا عن الاتصال بقواعده وهياكله من خلال جولته الأخيرة في عدد من العواصم الأوروبية"، وفق ما جاء في نص البيان.. ودعا مناضلي الحزب إلى اتخاذ "موقف جدي وواضح" من سلوك الأمين العام والنضال من أجل "إعادة مسار الحزب إلى خطه الوطني وتوضيح طبيعة العلاقة بالاشتراكية الدولية"، قائلا في هذا السياق، "يجب أن تكون العلاقة بالاشتراكية الدولية، علاقة شراكة نديّة على مستوى المبادئ والقناعات لا علاقة وصاية خارجية وتدخّل في الشأن الوطني".. لكن قيادة الحزب، وصفت مضمون بيان رئيس تحرير صحيفتها ب "الادّعاءات الغريبة" و "الافتراءات" و "الأراجيف"، واعتبر السيد جلال الحبيب "قد وضع نفسه بنفسه نهائيا خارج أُطُرِ الحزب، بشذوذه عن أسلوب الحوار الداخلي، وفقدانه للثقة التي وضعها الحزب فيه، وبتصريحاته ومواقفه المتنكّرة والمتعارضة مع الأخلاقيّات الحزبيّة" وفق ما جاء في نص بيان المكتب السياسي للتكتل.. واستغرب الحزب لجوء الحبيب جلال إلى إصدار بيان "تحوّل من خلاله فجأة إلى دُمْية في أيادٍ تحرّكه كما تشاء، وكان بإمكانه أن يثير أيّ نقد وأيّ اعتراض داخل أُطُر الحزب، واصفا هذا التحول ب " الانقلاب المفاجئ".. ويعكس هذا التباين في وجهات النظر بين السيد الحبيب جلال وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات جزءا من النقاش والجدل صلب النخب والسياسيين في تونس، حول العلاقة بالخارج، بين من يعتبرها جزءا من علاقات الأحزاب ومجالات تعاونها السياسي، بعيدا عن أي توظيف، وبين الذين يعتبرون ذلك جزءا من أجندات خارجية تريد أن تؤثر في الفعل السياسي الوطني، بالإضافة إلى كونه تعبير عن ارتهان بعض النخب لبرامج ومشاريع سياسية.