احيل على انظار الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس متهم موقوف لمحاكمته من اجل تهمة قتل نفس بشرية عمدا طبق الفصل 205 من ق.ج واحيل المتهم الاخر وهو طفل على الدائرة المختصة للاطفال. انطلقت معطيات القضية بتاريخ 24 ديسمبر 2007 حيث وردت على ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس مكالمة هاتفية صادرة عن مركز الاستمرار بسيدي البشير مفادها العثور على جثة الهالك وهو من مواليد 1954 وقاطن بجهة الكبارية وكانت تلك الجثة تحمل اثار اعتداء، فانطلقت التحريات ليتبين تورط طفل افرد بالتتبع والمتهم في قضية الحال في قتل المجني عليه حيث صرح الطفل الحدث امام الباحث انه بتاريخ الواقعة عقد والمتهم الثاني جلسة خمرية وفي حدود الساعة الرابعة مساء توجها الى جهة الكبارية وقد استوليا من داخل بعض المنازل على سكاكين ويد (مهراس) وكذلك استوليا على دراجتين ناريتين ثم بقيا يستريحان امام منزل الهالك وكان ذلك في ساعة متأخرة من الليل. وبخروج الهالك من منزله وطلبهما بالكف عن الضجيج والتشويش اعتديا عليه بسكين على فخذه الايسر وكذلك بمقص وبقدوم شقيق المجني عليه الى مسرح الواقعة اعتدى عليه هو بسكين على جبينه واكد ان نيته لم تتجه لقتل الهالك. واما المتهم في قضية الحال فقد انكر التهمة الموجهة اليه وتمسك بعدم مشاركته للطفل الحدث في عملية القتل واضاف انه في مساء يوم 23 ديسمبر 2007 التقى بالطفل الحدث وتناولا كمية من الخمر، وفي حدود الساعة الرابعة مساء توجها الى جهة الكبارية وقد تولى مرافقه سرقة بعض المنازل. واضاف انهما بعد ذلك بقيا يستريحان امام منزل الهالك وبقدوم هذا الاخير اعتدى عليه مرافقه بسكين. وباحالة القضية على المحكمة حضر المتهم موقوفا وبعد تلاوة القاضي لقرار دائرة الاتهام، ذكر المتهم بالفصل 205 مفاده انه يعاقب بالسجن بقية العمر كل من يقتل نفس بشرية عمدا. تم شرع قاضي الدائرة الجنائية الرابعة في استنطاق المتهم فصرح هذا الاخير انه يعمل بتونس ولا مأوى له بالعاصمة، وانه تعرف على الطفل المفرد بالتتبع والمورط كذلك معه في قضية الحال قبل ثلاثة ايام من تاريخ الواقعة، وانكر احتساء الخمر معه وتمسك بكون ذلك الطفل تولى قتل الهالك بمفرده ونفى مشاركته السرقة، وانه بقي خارج المنازل التي تمت سرقتها. وبالنسبة للدراجتين الناريتين ذكر ان مرافقه دخل احد المنازل وجلبهما وسلمه واحدة. وبمجابهة القاضي له بكونهما اي هو ومرافقه بقيا يرتاحان امام منزل الهالك ذكر كون مرافقه هو الذي بقي اما هو فقد تولى القاء الدراجة النارية العادية التي كانت بحوزته وفر ونفى الاعتداء على الهالك او اسقاطه ارضا او طعنه. واضاف انه تحصن بالفرار قبل ان يسلم نفسه لاعوان الامن لانه لم يعلم ان الهالك قد توفي وتمسك بالبراءة. وباحالة الكلمة لممثل النيابة العمومية طلب المحاكمة طبق قرار دائرة الاتهام. ورافع محامي المتهم وطلب اعتماد تراجع الطفل المفرد بالتتبع لدى قلم التحقيق في تصريحاته كاعتماد كذلك تراجع شقيق الهالك في التعرف على منوبه عند المكافحة المجراة لدى قاضي التحقيق وهي ادلة نفي وشك وطلب اصليا الحكم بعدم سماع الدعوى واحتياطيا طلب المحامي احضار الطفل وكذلك الشاهد في القضية وهو شقيق الهالك واجراء مكافحة بينهما، وقدم تقريرا ضمنه مرافعته. وباعذار المتهم طلب البراءة. وقد حجزت المحكمة القضية للتصريح بالحكم.