1300 مكالمة تلقتها خلية الخط الأخضر في ظرف 5 أيام تونس - الصّباح: مع بلوغ وباء أنفلونزا الخنازير في العالم أسبوعه الثالث وعلى ايقاع تزايد عدد الاصابات أساسا بالمكسيك مهد ظهور الفيروس والولايات المتحدةالأمريكية مع تسجيل حالات متفرقة في أكثر من 24 بلدا... تتواصل في تونس جهود المراقبة والترصد وتفعيل آليات اليقظة والتأهب من خلال الشروع، منذ أيام في تشغيل أجهزة مراقبة الحرارة بالمطارات وبمختلف نقاط العبور الحدودية التي تشكل أهم المنافذ التي يمكن أن يتسرب منها فيروس A/H1N1 إلى داخل حدودنا الى جانب وضع مختلف آليات اليقظة واتخاذ الاجراءات اللازمة لما تقتضيه طبيعة الوضع وتطوراته المحتملة. ولأن المعلومات الرسمية الصادرة تؤكد سلامة بلادنا من أية اصابة الى يومنا هذا والحمد للّه فإنه على أهمية هذا المعطى الثابت حريّ بنا التساؤل عن مدى الاطمئنان الكلي الذي تؤمنه لنا عذرية سجل الاصابات على المستويين القريب والمتوسط وهل أننا في مأمن من تسربات الفيروس في ظل تصاعد وتيرة تفشيه في العالم وظهوره في عدد من البلدان الأوروبية التي لنا معها حركة تنقل مكثفة.. هذا علاوة على اقتراب الموسم السياحي الصيفي وكذلك موسم عودة مهاجرينا الى أرض الوطن. ...تفعيل اليقظة الدكتور نور الدين بن جمعة كاهية مدير بالمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمتجددة تفضل بالرد على مجمل التساؤلات مشددا على وجوب مواصلة اليقظة والتأهب باعتبار أنه وان لم نسجل أية اصابة الى الآن فإن ذلك لا يعني أن مخاطر الفيروس لا تهددنا وأننا في مأمن منه خصوصا وأن انتشار المرض وتفشيه في أمريكا والمكسيك سريع والأرقام الرسمية المصرح بها لا تخص مختلف الحالات التي تندرج تحت طائلة هذا الفيروس لأن هناك أشخاص حاملين لأعراض خفيفة للمرض لا يبادرون بتلقي العلاج بالهياكل الصحية ويمتنعون عن التصريح باصاباتهم. ولم يستبعد المتحدث تواصل تفشي المرض في فترة قادمة بأوروبا وانتشاره بسرعة بين المجموعات السكانية المتقاربة مما يحتم تشديد اليقظة والتحسب لكل طارئ مع الادراك بأنه مهما بلغ سقف اليقظة والاجراءات والوقاية والترصد من دقة ونجاعة...فإن انتشار المرض قد يشمل العالم كله. ...يرتع كما شاء...! واستنادا الى معطيات علمية بيّن الدكتور بن جمعة أن الموجة الاولى الحالية من فيروس أنفلونزا الخنازير ليست على درجة قوية من الحدة وعادة ما تكون الجانحات من هذا النوع أقل خطورة لكنها في مرحلة ثانية تتطور لتكون أكثر شراسة وصعوبة وانتقال الفيروس من انسان إلى آخر يعزز صلابته وحدته وقوة تفشيه. وتسير تحركات الفيروس حاليا بعد أن أوشك موسم الشتاء بالنصف الشمالي للكرة الأرضية على المغادرة في اتجاه النصف الجنوبي حيث سيحل الشتاء وهو الموسم الذي يشكل مناخا ملائما لانتعاشة الفيروس على أن يعاود الهجرة والاستيطان من جديد بالنصف الشمالي بداية من اكتوبر لتتحدد معه مخاطر تفشيه. بين الكر والفر باستفسار مصدرنا عن مدى طمأنة الأخبار السارة المتعلقة بامكانية التوصل الى تصنيع لقاح مضاد للفيروس مع حلول الخريف القادم بعد الاعلان عن توصل فريق طبي بكندا الى تحديد التسلسل الجيني لفيروس أنفلونزا الخنازير لم ينفي وجود احتمال كبير لتصنيع اللقاح لكنه أورد أن الاشكال الذي قد يعيق بلوغ هذا الهدف يكمن في القدرة الرهيبة للفيروس على التطور والتحول وعدم الاستقرار على شكل أو تسلسل جيني محدد ونهائي... وهو ما يجعل المخابر المختصة في سباق متواصل مع تشخيص التركيبة أو الهوية الجينية للفيروس. آلو دكتور... ...على صعيد آخر ومتابعة لحصيلة نشاط خلية الخط الأخضر المركزة داخل المرصد خلال الخمسة أيام الأولى من تشغيله لتقديم شتى المعلومات والارشادات التي يطلبها المواطن افاد د. نور الدين بن جمعة أنه تم تلقي نحو 1300 مكالمة هاتفية على الرقم - 80.100.340 - بمعدل 260 مكالمة يومية من كامل الجمهورية ويستفسر أصحابها أساسا عن تطورات الوضع في العالم وعما اذا تم تسجيل اصابات في تونس ويطلب بعض المواطنين الذين هم على أهبة السفر نصائح للتوقي من المرض خاصة اذا كانت وجهتهم البلدان المسجل بها اصابات مؤكدة. كما طالت الاستفسارات أعراض المرض وامكانية علاجه... وهناك من يشكو أعراضا عادية لنزلة برد ويريد الاطمئنان على حالته. كما استقبلت الفرق الطبية المتداولة على خلية الخط الأخضر مكالمات من بعض العاملين في القطاع السياحي تستفسر عن المخاطر التي يمكن ان تهددهم وكيفية التوقي منها..