دعيت مع عدد من الزملاء العرب والأفارقة مرارا للمشاركة في ندوات ودورات تدريب نظمت في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عن " السلطة الرابعة " ودور الإعلام الحر في البلدان الديمقراطية الغربية.. واستمعنا إلى شهادات مهمة عن قداسة الخبر وحرية التعليق ونجاح الصحافة الحرة في كشف الفضائح السياسية والجنسية.. ودورها في الإطاحة برؤساء الدول مثلما حصل بعد فضيحة واترغيت بالنسبة للرئيس الامريكي خلال السبعينات ريتشارد نكسون.. × × قيل لنا الكثير من الكلام الجميل عن الاعلام خلال زياراتنا الى عدد من مقرات كبرى القنوات التلفزية والاذاعية والصحف مثل سي ان ان CNN وبي بي سي BBCوتي.ف TF1وراديو فرنسا الدولية RFI ووكالات الانباء المصورة الدولية مثل رويترز وفرانس براس وأسوشايتد براس... وقد صدقنا ذلك الكلام المعسول.. وصدقته أكثر لما رأيت وسائل الاعلام الامريكية تنقل على الهواء مباشرة استجوابا كان أعضاء من الكنغرس يجرونه مع الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون بسبب تهمتي الكذب والتحرّش بموظفة البيت الابيض مونيكا لوفنسكي.. وصدقت ما يقال عن دور وسائل الاعلام الغربية لما تكشف الصحافة البريطانية فضيحة استغلال بعض المسؤولين البريطانيين أموال الدولة لشراء أشرطة اباحية وأفلام جنسية؟؟ ++ لكني بصراحة بدأت أشك في قوة وسائل الاعلام الغربية ونفوذها الحقيقي.. لأني أراها تنقل أخبار انهيار امبراطوريات اقتصادية ومالية عالمية عملاقة مثل جنرال موتورز General Motors وبنوك متعددة الجنسيات وبورصة نيويورك.. دون محاسبة المسؤولين عن الافلاس والانهيار الذي تسبب في كوارث وخسائر الى العالم أجمع.. فهل يعني هذا أن حرية الصحافة تقف عند الفضائح الجنسية وسوء التصرف في عشرات من الدولارات أنفقت على أشرطة اباحية..ولا تشمل تبديد بوش الابن وفريقه مئات المليارات في الحروب الكارثية في العراق وافغانستان بما ساهم في إنهاك اقتصاديات بلده؟ لم لا تحاسب الصحافة البريطانية والامريكية بلير وبوش وعشرات المسؤولين عن كبرى المؤسسات الاقتصادية المتعددة الجنسيات التي تسببوا في افلاسها.. وجر العالم الى ازمة اقتصادية غير مسبوقة؟