تونس الصباح: تبلغ قيمة مشاريع النقل التي ستدخل حيز الاستغلال خلال شهر أكتوبر 2009 ما يناهز 3 مليارات دينار وقد تضاعفت الاعتمادات المخصصة لقطاع النقل ضمن المخطط الحادي عشر للتنمية (2007 2011) أربع مرات مقارنة بالمخطط العاشر حسب ما أكده السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل خلال لقاء صحفي. وتسعى تونس الى الارتقاء بجودة خدمات النقل الى المستويات العالمية وتطوير الخدمات اللوجستية والنهوض بالنقل متعدد الوسائط بالنظر الى مساهمته في تعزيز القدرة التنافسية للانتاج الوطني والتحكم في كلفة الطاقة. ويلعب قطاع النقل دورا هاما في تفعيل الاهداف والمخططات التنموية للبلاد حيث يوفر أكثر من 113 ألف فرصة عمل ويؤمن 97% من التجارة الخارجية للبلاد التونسية عبر النقل البحري، فهذه الانجازات مكنته من تبوء مكانة هامة لاسيما أنه يساهم بنسبة 7% من الناتج الداخلي الخام للبلاد. من ناحية أخرى فإن قيمة الاستثمارات في هذا القطاع تبلغ 15% من مجموع الاستثمارات الوطنية وقد تمت برمجة 27 مشروعا في المخطط الحادي عشر منها على سبيل المثال تعصير شبكة الخطوط الحديدية وتبلغ كلفة هذا المشروع 950 مليون دينار وبناء مطار النفيضة بكلفة 400 مليون دينار. ونظرا للمكانة الهامة لقطاع النقل في تونس فإن ميزانية الوزارة لسنة 2009 شهدت ارتفاعا بنسبة 87.4% وسعيا لتعزيز مكتسباته وتدعيم وتأكيد نجاح الدورة الاولى للصالون الدولي لخدمات ولوجستيك النقل، فإن الشركة العالمية لتنظيم المعارض تنظم تحت اشراف وزارة النقل بالتعاون مع الهياكل المتصلة بالقطاع الدورة الثانية للصالون بمركز المعارض والمؤتمرات بالشرقية. وأشرف على تدشين الصالون مساء أول أمس كل من السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل والسيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية وشكري مامغلي كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية. وسيتم بالمناسبة عرض مجموعة متنوعة من المنتوجات والخدمات المتصلة بالنقل البري والبحري والجوي، فضلا عن وجود شبكات مختصة في نقل المعلومات والبضائع والأشخاص كوكلاء السيارات وقطع الغيار، ويشارك في هذه الدورة ما يقارب 80 عارضا يمثلون أغلب مؤسسات النقل الوطنية والجهوية. ويمكن الصالون المهنيين والعموم من الاطلاع على انجازات وزارة النقل وبرامجها الطموحة والتعرف على الشبكات الجديدة لخطوط السكة الحديدية السريعة والامكانيات اللوجيستية المتوفرة لخدمة الاقتصاد والمواطن. وانتظمت على هامش الصالون ندوة حول أنظمة النقل الذكي: الاشكاليات والحلول وتناول المشاركون مسائل تتعلق بتعريفة التصرف الحضري والنظريات والتجربة ومزايا أنظمة النقل الذكي من خلال رؤية مندمجة للنقل بتونس وأنظمة النقل الذكي بأوروبا/ الواقع في أوروبا والآفاق في تونس فضلا عن طرح موضوع تكنولوجيا انظمة النقل الذكي. وسيتم اسناد العديد من الجوائز للزوار تتمثل في تذاكر سفر بالطائرة وسيارة. وأوضح مصدر مسؤول بالشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية أن جديد الشركة يتمثل في مشروع أول وهو عبارة عن اقتناء 10 قاطرات لنقل المسافرين بين المدن وقد وصلت الى حد الآن 5 قاطرات فقط في انتظار وصول البقية وذلك بهدف تأمين النقل بين تونس وسوسة وصفاقس والدهماني وقعفور. والمشروع الثاني هو مشروع كهربة الخطوط الحديدية التي تربط بين تونس وبرج السدرية مرورا برادس وحمام الأنف. وتبلغ تكلفته 268 مليون دينار ويتمثل في اقتناء 16 قطارا كهربائيا وقاطرات مكيفة مجهزة بمنظومة الاعلام السمعي يتسع كل منها ل1700 مسافر. والهدف الأساسي من اقتناء القطارات الكهربائية هو على المستوى البيئي التقليص من الضجيج والتلوث الهوائي واقتصاد في الطاقة ومصاريف الصيانة فضلا عن التقليص في مدة السفرة وتواتر في الحركة. ويدخل هذا المشروع طور الاستغلال في النصف الثاني من سنة 2010. وفي نفس السياق أشار مسؤول بشركة تونس للشبكة الحديدية السريعة أن الشركة تعمل حاليا على انجاز مشروع يضم 4 خطوط تتجمع في مستوى محطة برشلونة وساحة المنصف باي ومحطة تونس البحرية. وينطلق الخط الأول من برشلونة طوله 19كلم يمر عبر نفق جديد مواز لنفق السيدة المنوبية ويمتد الى باردو ومنوبة ويصل الى حدود المنيهلة. والخط الثاني ينطلق من برشلونة في جزء مشترك مع الخط الأول ويتفرع في اتجاه الزهروني والحرايرية ويصل الى جيارة ومحطة مايو، وبالنسبة لبداية انجاز الجزء الأول ستكون في أواخر السنة الحالية وتبلغ تكلفته 950 مليون دينار وتدوم مدة الانجاز المبرمجة 3 سنوات وسيقع في المخطط الثاني عشر انجاز بقية المشروع الذي يهدف الى الاقتصاد في الطاقة وحماية البيئة والمحافظة على الفضاء العمومي. ورغم تطور قطاع النقل وضخامة المشاريع المنجزة وتطوير الخدمات اللوجستية الذي ساهم في تعزيز القدرة التنافسية للانتاج الوطني الا أنه سجل تأخير في استغلال هذه المشاريع التي لم تنتهي في الآجال المحددة لها.وهو ما يفسر تواصل معاناة المواطن من تردي خدمات النقل العمومي، فمتى ترى هذه المشاريع النور حتى تساهم في تدعيم جودة الخدمات.