توفر مخزونات هامة من دواء «التاميفلو» وبرمجة طلبات إضافية لم يباغت اعلان المنظمة العالمية للصحة حالة الوباء العالمية بالنسبة لانفلونزا الخنازير الجهات الصحية المسؤولة في تونس التي تحسبت لهذا التطور في مراحل انتشار الفيروس منذ نحو الشهر وتأهبت للتعاطي مع طبيعة الظرف بما يلزم من اجراءات.. جاء هذا التأكيد على لسان الدكتور المنجي الحمروني مدير عام ادارة الصحة الأساسية المواكب بصفة لصيقة لهذا الملف الصحي العابر للقارات.. باعتباره المشغل الصحي الأبرز وطنيا وعالميا.. وفي رصد لطبيعة الاستعدادات المتخذة في مستوى وزارة الصحة العمومية ومدى مسايرتها وتكيفها مع مستجدات الوضع الحالي واستباق أية تطورات قد تحدث مستقبلا.. أعلن الدكتور الحمروني أن كل الاحتمالات والسيناريوهات الواردة تم التحسب لها منذ فترة ويجري حاليا تكثيف المتابعة لمزيد بلورة التوقي والمكافحة لكل الفرضيات حسب ما يمليه الظرف.. وللغرض لم تنقطع لجنة المتابعة والترصد المحدثة منذ ظهور بوادر المرض في العالم عن الاجتماع بصفة يومية في اطار ملازمة اليقظة والحيطة واحكام التأهب لكل مرحلة وضبط ما يلزم من اجراءات للوقاية أو للتدخل العلاجي عند الاقتضاء. تونس الصباح أشار الدكتور الى أن مرحلة الوقاية تستوجب التركيز والتحسيس والتوعية بقواعد الثقافة الصحية التي يتعين ترسيخها لدى المواطن في حياته اليومية من غسل اليدين واحترام قواعد الصحة وتوخي الحذر من الشخص المصاب بأي نوع من «الفريب» لتجنب عدوى غيره من أي وسط كان.. وتبسيط المعلومة العلمية المتعلقة بطبيعة مرض انفلونزا الخنازير وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج منه من خلال تركيز رقم هاتفي أخضر انطلق في العمل منذ أسابيع الى جانب الترفيع في درجة التأهب بتعزيز المراقبة بالمطارات والموانئ ونقاط العبور البرية والمتابعة الجادة لكل الحالات التي تظهر عليها أعراض «الفريب» في صفوف الوافد من البلدان الموبوءة عبر تركيز أجهزة التقاط الحرارة. كما تم بالتوازي تخصيص أجنحة خاصة بالمستشفيات لاستقبال المصابين عند الضرورة واتخاذ كل الاجراءات الوقائية لعزلهم.. وبادرت ادارة رعاية الصحة الأساسية في مرحلة سابقة بتوخي اجراءات احتياطية، منها تكوين الأعوان للتعاطي الجيد مع الحالات المصابة عند النقل والاستقبال والمتابعة، الى جانب تكوين الإطار الصحي المؤهل للتعامل مع الحالات. وتم على صعيد آخر تأهيل واعداد أقسام الاستعجالي والاسعاف الاستعجالي للتهيؤ لكل المستجدات. سابق لأوانه وحول المرحلة الحالية وما قد تستوجبه من اعداد اجراءات خاصة في مستوى حركة التنقل والسفر درءا لكل المخاطر.. استبعد محدثنا هذا التوجه الذي لا يوجد ما يبرره على حد قوله مستدلا بموقف منظمة الصحة العالمية التي لم تطالب بفرض قيود على حركة السفر والتنقل الى حد الآن.. مقللا من نجاعة هذا الاجراء باعتبار أن انتشار الفيروس أصبح ضاربا في معظم البلدان.. وفي مقارنة بين ما خلفه فيروس انفلونزا الخنازير من حالات وفاة في صفوف المصابين وبين الحصيلة الراهنة للفيروس استند مصدرنا الى لغة الأرقام التي تشير الى أن نسب الوفيات لم تتجاوز 0.1% جراء فيروس انفلونزا الخنازير (H1-N1) مقابل ما بين 50 الى 60% عند الاصابة بانفلونزا الطيور.. الحذر واجب.. وأضاف د. المنجي الحمروني في جانب آخر من حديثه الى أن عدم طرح الفيروس حاليا اشكالا أو خطورة حادة لا يعني المهادنة أو الاطمئنان الكلي، بل لا بد من الحذر والحيطة وتركيز المتابعة والمراقبة على مختلف حالات الاصابات ب«الفريب» مهما كان مصدرها ونوعها، رغم أننا في موسم الحرارة وهي فترة تقل فيها حدة العدوى والاصابات بصفة طبيعية ومواصلة اليقظة في انتظار ما سيؤول اليه الوضع الصحي العالمي وفي انتظار جاهزية اللقاح الذي سيكون متوفرا خلال شهر سبتمبر، وقد تقدم وزارة الصحة العمومية بطلبيات للتزود منه. الأدوية والأقنعة على ذكر اللقاح الذي يعد وسيلة وقائية سألنا محدثنا عن مدى استعدادات الوزارة لتأمين الحاجيات من دواء «التاميفلو» الذي يعتبر الأنجع حاليا لمقاومة اعراض المرض عند الاصابة.. أورد أن كل الاحتياطات تم اتخاذها، فالى جانب المخزون المتوفر من هذا الدواء والمقدر بنحو 120 ألف علبة تم منذ فترة توجيه طلبات اضافية بنحو 250 ألف علبة تحسبا لكل طارئ، كذلك الشأن بالنسبة للأقنعة الواقية التي يتوفر منها حاليا 100 ألف قناع وبرمجة طلبيات اضافية لتأمين الحاجيات اللازمة عند الاقتضاء.