يوم لقاء الجولة الثانية ضد الموزمبيق، وفي مقال أدرجناه في هذا الركن بالذات تحت عنوان «لتغلق مخبر التجارب!» كنّا منّينا النفس بأن يضع المدرب كويلهو حدّا للتغييرات المستمرة التي دأب على إدخالها على التشكيلة إلى درجة أنّ المنتخب أصبح يخوض كل مباراة بتشكيلة مغايرة التي قبلها، ولكن هيهات فقد خابت آمالنا وكنا أشبه شيء بمن يلاحق السراب، إذ تمادى كويلهو في تجاربه وتحويراته المتلاحقة، وكانت النتيجة أننا حققنا يومها انتصارا بشق الأنفس، وكدنا نخرج بتعادل قاتل ضد الموزمبيق في رادس بالذات. ثم جاء اللقاء الذي كنا مطالبين بكسبه ضد أخطر منافس لنا في التصفيات المزدوجة ألا وهو المنتخب النيجيري، وكنا نظن أنّ كويلهو قد اتّعض بدروس الماضي واستخلص العبرة من المباريات السابقة سواء الرسمية أو الودية، ولكن ما راعنا إلاّ ودار لقمان على حالها، حيث تواصلت التغييرات والتحويرات وبقي مخبر التجارب يشتغل بلا هوادة. وكانت النتيجة مرة أخرى مخيّبة للآمال، حيث خرجنا بتعادل مرّ رغم السيطرة الجلية التي فرضناها على مجرى اللعب في معظم فترات المباراة. وهذا التعادل ناتج علاوة على عدم المجازفة بالهجوم، عن غياب ما نسمّيه بالفرنسية وبلغة «الكوّارجية» ب«لوتوماتيزم» الذي يتولّد عن التعوّد على اللعب جنبا إلى جنب في عديد المباريات أي ضمن نفس التشكيلة التي تكتسب عناصرها بحكم هذا التآلف ما تحتاجه من انسجام وتناسق وتناغم. ف«الأوتوماتيزم» هو الحلقة المفقودة في منتخبنا تحت قيادة المدرّب كويلهو! أليس كذلك؟