تونس - الصباح تنظر الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بقفصة قريبا في قضية قتل عمدا ارتكبها شاب من مواليد 1980، عامل يومي، متزوج واب ل3 ابناء قاطن بمنطقة زاوية بوليفة بتوزر، والضحية هو والده البالغ من العمر 66 عاما فهما اصيلا ولاية القصرين. انطلق البحث في هذه القضية على اثر ورود مكالمة هاتفية تفيد مصرع شيخ اثر اصابته بطعنة بآلة حادة في ظهره سددها له ابنه وذلك يوم 18 افريل 2008 على الساعة الثامنة مساء. وباستنطاق المتهم ذكر انه يوم الواقعة خرج صباحا للعمل في تلقيح النخيل وعاد الى منزله في حدود الساعة الرابعة بعد الزوال تقريبا فسأل زوجته ان كان والده قد اعاد التيار الكهربائي للمنزل فاعلمته ان ذلك لم يقع فغضب اذ انه سبق ان سلم والده 20 دينارا كمساهمة في الاستهلاك باعتبار ان الابن كان يسكن مع عائلته في منزل والده، فتوجه نحو والده يؤنبه ويلومه فلم يعره الاب اي اهمية فثارت ثائرة الابن خاصة وانه كان بحالة سكر مطبق ودخل في شجار مع والده لكن شقيقته ووالدته تدخلتا لفض الشجار وتهدئة الابن، فتوجه نحو منزله الا انه وبعد برهة زمنية علم ان والده توجه نحو مركز الحرس الوطني لتقديم شكوى ضده وما هي الا لحظات حتى قدم معه عون حرس لفض النزاع بالحسنى، غير ان الاب اصر على طرد ابنه من المنزل في نفس ذلك اليوم ورفض رفضا قاطعا اعطاءه مهلة زمنية.. ونظرا لحالة السكر والغضب التي كان عليها قرر الابن قطع اسلاك الكهرباء تماما نكالة في والده فتسلح بسكين وتوجه نحو العداد الكهربائي لقطع الأسلاك فتسلح والده بدوره بعصا وتصدى له واسقطه ارضا ثم جثم على صدره وواصل ضربه فتدخل شقيقاه ووالدته لفك الاشتباك فما كان من الابن الا ان وجه نصل السكين نحو والده وطعنه بها في ظهره فتدفقت الدماء بغزارة على يد الجاني الذي اصيب بهالة هلع فترك المكان وفر الى ان تم القاء القبض عليه فيما بعد وقد ورد في تقرير الطبيب الشرعي ان الوفاة ناتجة عن جرح عميق بالجهة الجانبية اليسرى للظهر بواسطة آلة حادة ويبلغ طول الجرح 6 صنتمتمرات من ناحية العمود الفقري والفقرات الجانبية. خفايا الجريمة وذكر الجاني في استنطاقه ان السبب الحقيقي للخلافات هو زاوجه من زوجته الحالية حيث عارض والداه هذا الزواج معارضة كبيرة ثم اصبح يعتبر انه سبب الحال الصعب الذي آل اليها ابنه الذي كان تلميذا متميزا في دراسته حيث كان يدرس بالمعهد النموذجي بقفصة وسنة تعرفه على زوجته الحالية فشل في الحصول على الباكالوريا بالمعهد المذكور. وكانت عائلته دائمة الشك والريبة في تصرفات زوجته رغم انه كن مقتنعا بحسن سلوكها وعفتها خاصة وانها انجبت منه ابناء ونظرا لهذه الظروف انحدر الى الافراط في شرب المسكرات (مشروبات كحولية، قيشم...) زيادة على ذلك كان يشعر بانه مرتهن لوالده الذي وهبه منزلا بجانبه ولا يعطيه حرية التصرف فيه رغم انه عرض على والده شراءه منه لكنه رفض، وقد نال المتهم حكما ابتدائيا بالسجن المؤبد في انتظار الى ما ستؤول اليه القضية لدى الاستئناف.