تونس الاسبوعي أصدر وزراء الصحة العمومية والتربية والتكوين والشؤون الإجتماعية منشورا مشتركا منذ ثلاثة أشهر وجه للمديرين الجهويين للتربية والتكوين والمديرين الجهويين للشؤون الإجتماعية والمديرين الجهويين للصحة العمومية حول تسجيل الأطفال المعوقين بالمسار التعليمي العادي بالنسبة الى السنة الدراسية 2009 .2010 مقاصد ويذكر أنه جاء بالمنشور ضرورة فتح 50 قسما تحضيريا لإحتضان أطفال معوقين داخل المدارس الإبتدائية الدامجة التي شملها البرنامج منذ انطلاقته (2003 2004) وذلك بالتنسيق بين كافة الأطراف المتدخلة.. والعمل على توسيع خارطة المدارس الدامجة في مفتتح السنة الدراسية 2009 2010 بإضافة 50 مدرسة دامجة بمعدل مدرستين بكل إدارة جهوية للتربية والتكوين وخاصة بالمعتمديات التي لا توجد بها مدارس دامجة.. وذكر المنشور بالعمل في نطاق إنجاز هذه العملية بمختلف التراتيب الخاصة بفتح أقسام السنة التحضيرية أمام الأطفال المعوقين وتسجيل الأطفال المعوقين بالمدارس الإبتدائية غير أنه وعلى المستوى العملي لاحظنا أن المنشور المذكور يفتقد لبعض الآليات التي من شأنها أن تكسبه النجاعة المرجوة والمطلوبة. بيداغوجيا من المعلوم أن التراتيب المشار إليها دعت الى مواكبة الدروس التي تتلقاها الفئات صعبة الإدماج بحضور أخصائيي تقويم النطق.. ولكن هؤلاء الأخصائيين غير متمكنين من الطرق البيداغوجية لتقييم مدى استفادة المعوقين من الدروس.. لذلك كان على وزارة التربية والتكوين تخصيص ميزانية لتكوين الاخصائيين في بيداغوجيا تعليم الصغار.. وبذلك لايذهبون للأقسام الدراسية كملاحظين فقط بل كمشاركين في العملية التربوية. تحسيس كما يصطدم العديد من حاملي الإعاقة بتهكم وسخرية زملائهم وأقرانهم من نفس الشريحة العمرية وهو أمر مفهوم بالنظر لصغر سن هؤلاء الأطفال... الأمر الذي يترك أثرا بليغا في نفوس الأطفال المعوقين وقد يدفعهم الى النفور من مقاعد الدراسة وهجر المدرسة هربا من سخرية الأقران.. ولذلك نرى من البديهي أن تبادر الوزارات الثلاث الى إطلاق حملة للتحسيس على أوسع نطاق ممكن لتوعية بقية الأطفال.. فمثلما زرعنا فيهم مفاهيم التضامن وحب الوطن واحترام النشيد الرسمي والعلم الوطني.. لابد من إفهامهم أن زميلهم المعوق هو مريض لا ينبغي أن يكون موضوعا للسخرية او التندر بل عليهم مساعدته وتقبله بلا إقصاء. رسكلة وبالإضافة لكل ما سبق ذكره ينبغي على مديري المدارس الإعدادية والمربين عدم استعمال العنف مع هؤلاء المعوقين لأن ذلك يعني بكل بساطة هروبهم بصفة نهائية.. فهم يتعاملون مع حالات اجتماعية خاصة مثلما يجوز التساؤل لماذا لا تتم رسكلة المربين الذين يباشرون مثل هذه الحالات يوميا. تعميم وما يلاحظ كذلك أن هذا الإجراء بقي مقتصرا على أماكن ومناطق معيّنة.. والسؤال هو لماذا لا يتم تعميمه على كل المناطق.. مثلما يمكن التساؤل لماذا لا تعمل وزارة الصحة على اعتماد أخصائي في علم النفس بكل هيكل صحي إضافة لأخصائي تقويم النطق لمتابعة الحالات والتنسيق بين مختلف الأطراف بهدف تعويد الطفل المعوق على النطق بكل يسر. خير الدين العماري للتعليق على هذا الموضوع: