اشتكى الطفل المريض ب" الحساسية " من الهواء " الفاسد" الذي يتسلل من نافذة السيارة المغلقة اثناء عبورها الطريق الحزامية الرابطة بين قابس ومارث ..وطلب من والده ان يحكم غلقها ..لأنه يشعر بالاختناق ..الاختناق ..الاختناق .. نفس المشهد تكرر لدى اقتراب السيارة من عاصمة الجنوب صفاقس.. سجلت هذه الحادثة ..بعد مفاجآت غير سارة في شواطئ الجنوب الشرقي وأسواقه .. لقد خامرت صاحبنا فكرة الجلوس قبل الشروق و الغروب في الهواء الطلق أمام مسكن أبويه في خليج قابس لينعم بمشهد بزوغ الشمس أو غروبها فصعقته روائح المواد الكيمياوية ..وداهمه الهواء " الفاسد" .. نفس الحادث تكرر..بما في ذلك عندما كان بعيدا عن منطقة غنوش الصناعية في ضواحي قابس ..و في الجانب الآخر من البحر ..أي على شواطئ جزيرة جربة السياحية ..؟؟ عندما تكون الرياح شمالية غربية فإنها أصبحت تنقل للأسف روائح المصانع الكيماوية ..التي تزايد ازعاجها للانسان والحيوان والشجر ..من صفاقس التي فقدت منذ عقود شاطئ سيدي منصور ومياه بحرها الجميل بسبب التلوث ..إلى قابس وماراث وجربة .. ولا تسل عن مساحات الشجر الذي " مات " ( "الله يرحمو" ) بسبب الغازات التي تفوح من بعض المصانع الملوثة في ولايتي صفاقسوقابس ..؟؟ العدوى انتقلت إلى مياه البحر..فقد تسبب التلوث في نقص الحيتان .. بسبب نفايات المصانع والمدن والمؤسسات السياحية التي انتشرت كالفقاقيع حول سواحل الجنوب الجميل .. وما تبقى من واحاته وغابات زيتونه .. النتيجة أن ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من السمك " الكبير" (مثل الشلبة والورقة والقاروص ..) ليتراوح بين 20 و40 دينارا ..فيما يتحدث صائدو الاسماك عن " اندثار أنواع عديدة من الحيتان الاصلية "..من بينها " صبارص " رمضان ..