"أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية حقيقية وليست افتراضية" الصباح خاص تتعاقب التهديدات الغربية والاسرائيلية لايران بسبب مشروعها النووي وشهد ملف علاقات طهران بملف الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطورات سريعة مؤخرا.. لمحاولة استقراء مستقبل العلاقات الايرانيةالغربية والملف النووي الايراني كان لنا حوار مع السيد نوبياكي تاناكا (Nobuaki Tanaka) الامين العام المساعد السابق للامم المتحدة المسؤول عن ملف نزع التسلح في العالم. توبياكي أورد في حديثه ل«الصباح» أن "من حق ايران وكل دول العالم امتلاك الطاقة النووية وتوظيفها في التنمية الاقتصادية وفي تلبية حاجيات شعوبها إلى الطاقة الحديثة والطاقة غير الملوثة".. وأورد الدبلوماسي والخبير الياباني الذي سبق له أن تولى ما بين 1994 و1997 خطة مديرعام مساعد لليونسكو الى جانب عدة حقائب دبلوماسية أن من بين الملفات التي تابعها خلال مسؤولياته في الاممالمتحدة على رأس المصالح المعنية بنزع التسلح "التناقضات الصارخة بين المواقف الصادرة عن بعض الدول في نظرتها إلى السياسة الدولية.. بما في ذلك فيما يتعلق بالمخاطر الامنية والتهديدات للسلم والامن العالميين بسبب سباق التسلح والنفقات العسكرية العالمية المتزايدة خاصة في مستوى بعض الدول والمناطق.. "بتشجيع من عدد من كبرى الدول المصنعة للسلاح عالميا".. تخوفات من سلاح افتراضي في نفس السياق سجل الامين العام المساعد السابق للامم المتحدة أنه تابع "عن قرب المشروع النووي الايراني والتخوفات الاسرائيلية والغربية من امتلاك ايران للقنبلة النووية ومن مشروع دخولها النادي النووي الدولي دون استئذان على غرار ما فعلت من قبل فرنسا والصين ثم اسرائيل والهند والباكستان".. وأورد المسؤول الاممي السابق أنه يتفهم التخوفات الاسرائيلية والغربية لكنه يستغربها في نفس الوقت.. وتساءل قائلا: "إذا كان من حق إسرائيل التفكير في أمنها على المدى البعيد والتخوف من الترسانة النووية الايرانية الافتراضية .. فكيف يمكن أن تقنع أصدقاءها وجيرانها بمنطقها المعارض لاي مشروع تسلح في المنطقة في وقت يعلم فيه الجميع أنها تمتلك ترسانة هائلة من أسلحة الدمار الشامل بينها أسلحة نووية متطورة جدا.. والملفت للانتباه أن بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن تساهم منذ عقود في دعم البرنامج النووي وبقية برامج التسلح في اسرائيل ماليا وفنيا وعسكريا.. رغم إعلان حرصها على دعم جهود مكافحة التسلح عالميا..". ضغوطات على العواصم العربية لكن ماذا عن المستجدات في الملف النووي الايراني في علاقته بالاممالمتحدة والدول العظمى؟ المسؤول السابق عن نزع التسلح في الاممالمتحدةالياباني تاناكا اعتبر أن تناقضات جوهرية قائمة حاليا في سياسات بعض الدول الاعضاء في مجلس الامن في علاقتها بايران.. فهي من جهة بصدد تطوير علاقاتها الثنائية اقتصاديا مع ايران بنسق سريع.. وفي نفس الوقت فان قادة بعض تلك الدول يدلون بتصريحات متناقضة من المشروع النووي الايراني.. فهم يعلنون حينا أنهم يساندون التفاوض مع طهران لمساعدتها على توفير حاجياتها من الطاقة البديلة ثم تصدر عن بعضهم تهديدات باستعمال القوة ضد ايران.. في وقت يمارسون فيه ضغوطات على العواصم العربية والاسلامية لمحاصرة النظام الايراني والتنديد ببرنامجه النووي؟ وتساءل مخاطبنا قائلا: " كيف يعقل أن تطالب دول يمكن أن تصل إليها في أي لحظة الصواريخ الاسرائيلية أن تندد بخطر افتراضي عن دولة شقيقة وجارة تعلن أنها لا تزال في الطور الاول من مرحلة تخصيب الاورانيوم لاغراض سلمية"؟ ثم أورد أن "من بين التهديدات التي تواجه دول المنطقة أيضا أنها تحت خطر أسلحة دمار شامل منتشرة كذلك في الهند وباكستان والدول الاوربية".. اليابان قوة نووية؟ وماذا عن امتلاك دول "مسالمة" مثل اليابان لقدرات نووية؟ الخبير الاممي والدبلوماسي الياباني أكد ل«الصباح» أن "اليابان وكثيرا من الدول الصناعية المتقدمة مثل ألمانيا وايطاليا لها قدرات نووية سلمية هائلة.. وقد ساهمت الدول الصناعية النووية التقليدية في بناء مفاعلاتها النووية السلمية.. التي تستخدم في توفير حاجياتها من الطاقة.. كما تستغلها في مجالات أخرى مثل الطب".. المستقبل؟ وكيف الخروج من الوضعية المتازمة الحالية في ظل تراوح العلاقات بين طهران والغرب بين الدعوات للحوار والتهديدات بالحرب؟ المخرج حسب المسؤول الاممي السابق "يبدأ بالتخلي عن سياسة المكيالين في التعامل مع جهود نزع الاسلحة من منطقة الشرق الاوسط الكبير.. فاذا كانت ايران ستطالب بوقف برنامجها النووي العسكري فلا يمكن غض الطرف عن الترسانة الحربية والنووية الاسرائيلية الحالية.. كما لا يمكن الصمت على اسلحة الدمار الشامل التي يصل مداها الى كل المنطقة ومن بينها أسلحة الهند والباكستان واوروبا وكوريا الشمالية..". كما دعا الخبير الياباني الدول الغربية الى فتح حوار جدي مع طهران حول مشاريع ملموسة لتوظيف الطاقة النووية لاغراض سلمية.. وسجل أن اليابان والصين والهند وتركيا وكثيرا من الدول العربية تربطها علاقات اقتصادية مهمة جدا بايران ولن توافق على ضربها.. فضلا عن المخاطر التي تهدد المنطقة والعالم أجمع في صورة شن اسرائيل أو الولاياتالمتحدة هجوما عسكريا على ايران"..