يبدو أنّ الوضع داخل مجلس الهيئة الوطنية للمحامين عاد إلى التوتّر من جديد بعد التصريحات الصحفية التي أدلى بها العميد البشير الصيد واتّهم فيها أعضاء الهيئة الوطنية للمحامين باغتصاب صلاحيّاته كعميد وخرق القانون وأن «لا صفة لهم» وهو ما أثار حفيظة أعضاء مجلس الهيئة وغضبهم ليعود الصراع من جديد بعد هدوء نسبي، كما يواصل العميد جولاته المكوكيّة في مختلف أنحاء البلاد مستخدما كلّ وسائل الدفاع حتى أنّه قال في بعض الاجتماعات الجهوية «بدأت مشواري معكم ممتطيا سيارات الأجرة وها أنا أعود إليكم عبر سيارات الأجرة بعد أن سحبوا مني السيارة» وروّج في صفوف المحامين أنّ الأمر لا يتعلّق باختلافات في الرأي والتوجّهات حول قضايا المهنة بل هي «محاولة انقلاب عليه وتجاوز الشرعية والنيل من الهياكل» لكن ما يكون قد غاب عن ذهن العميد البشير الصيد أنّ الإفراط في ردّ الفعل ونعت أعضاء المجلس بأنّه لا صفة لهم ووصفهم بالانقلابيين لن يزيد النيران إلا تأجّجا لأنّ الأمر إذا بلغ حدّه انقلب إلى ضدّه وأصدقاء الأمس قد يتحوّلون إلى أعداء في الغد. لا احترام للهياكل جدّت خلال اجتماع مجلس التأديب مؤخرا حادثة لم يسبق لها مثيل حين تطاول أحد المحامين، الذي جاء للترافع عن محام محال على التأديب، على أحد أعضاء مجلس الهيئة بحضور العميد وتراشق الاثنان بأبشع النعوت التي يندى لها الجبين فقرّر المجلس بالإجماع إحالة المحامي على التأديب وصدر في شأنه قرار بالإيقاف عن العمل مدة سنتين، وكما جرت العادة فإنّ المحامي الصادر في شأنه قرار الإيقاف سيلجأ إلى محكمة الاستئناف بتونس للطعن في قرار الهيئة وقد يسقط القرار في قمامة المهملات مثلما حدث لقرارات كثيرة صادرة عن الهيئة الوطنية للمحامين ومن بينها قرار سابق صدر ضدّ هذا المحامي يقضي بإيقافه عن العمل! الظريف يعود أصبح ترشح الأستاذ شرف الدين الظريف لانتخابات العمادة المقرّرة لشهر جوان المقبل شبه مؤكّد، فالرجل ينهمك منذ مدّة على إعداد العدّة وتفادي الأخطاء التي ارتكبها في الانتخابات الماضية ومن بينها تقصيره في تأطير المحامين الجدد والشبان وإقناعهم ببدائله خاصّة أنّ هؤلاء هم الذين حسموا نتيجة الانتخابات في الدور الثاني لصالح العميد البشير الصيد كما تنقص الأستاذ الظريف، الذي قضّى ثلاث مدد نيابية في مجلس الهيئة آخرها في خطة كاتب عام الهيئة المواجهة المباشرة للمحامين في اجتماعات عامّة والاكتفاء بالاتصالات القليلة. الأستاذ إبراهيم بودربالة هو الآخر يعتزم الترشح لانتخابات العمادة للمرة الثالثة ويأمل أن يظفر بهذا الكرسي ولو لمرة واحدة وكان على وشك أن يحقّق حلمه في انتخابات جوان 2001 حين انحصر الصراع بينه وبين العميد البشير الصيد في الدورة الثانية لتؤول العمادة إلى العميد الصيد. أين المراجعة؟ لم يشهد قطاع الخبراء العدليون أيّ تغيير خلافا لما وعدت به وزارة العدل من أنّ هذا القطاع سيخضع للمراجعة الجذرية وتعديل الإطار القانوني المنظم له باستثناء المراجعات الدورية لقائمة الخبراء وإعفاء البعض من مهامهم وكان الأحرى البدء مباشرة بمراجعة المقاييس المعتمدة في الاختبارات حتى تكون وسيلة إنارة للمحكمة وميسّرة لوصول الحق إلى أصحابه بعيدا عن المحاباة. مدرسة قضائية تحتضن ولاية القيروان يوم 5 ديسمبر المقبل ندوة عربية حول «القضاء في القيروان والمغرب الإسلامي» ستخصّص للحديث عن خصائص المدرسة القضائية القيروانية التي ذاع صيتها منذ القدم وأشعّت على بقية العالم الإسلامي وعرفت أوجها مع القاضي سحنون صاحب المدونة الكبرى والخط التجديدي والتحديثي، هذه البادرة تأتي في خضمّ ما تعيشه المدينة من أحداث على وقع اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية. للتعليق على هذا الموضوع: