هذه أهم المشاريع المستقبلية لتعزيز الإدارة الإلكترونية تونس الصباح يتعامل المواطن ومختلف شرائح المجتمع يوميا مع المصالح الادارية للحصول على الوثائق او لتسوية بعض الوضعيات او لاستخراج التراخيص او.. او.. او وفي النهاية فان قضاء اي شأن من الشؤون يضع الفرد في علاقة مباشرة او غير مباشرة مع الادارة. وتقييم المواطن لعمل الادارة رغم عديد الاجراءات المتخذة لتحسين عمل الادارة وتعصيرة تشوبه احيانا مآخذ في بعض الجوانب المتصلة بنسق وسرعة تقديم الخدمات الادارية حيث لا تزال مظاهر الطوابير امام شبابيك بعض المصالح على غرار المصالح البلدية (استخراج الوثائق والمضامين...) ولدى مصالح البريد لاسيما اثناء مواعيد صرف المنح والرواتب.. كما يلاحظ احيانا تباطؤا في اسداء بعض الخدمات الادارية. بعض النقائص الاخرى التي تسجل في مصالحنا الادارية تتصل بنوعية العلاقة بين الادارة والادارة في ظل غياب التنسيق المباشر بينها وقد يتحمل المواطن ضريبة غياب التنسيق هذه من خلال اثقال كاهله وجدول اوقاته لاستخراج بعض الوثائق من مصلحة ادارية لفائدة مصلحة ادارية اخرى ويتساءل البعض لماذا لا تطور ادارتنا مستوى ادائها في هذا الاطار ويصبح بامكان الادارة التي ترغب في الحصول على وثيقة معينة، كمضمون ولادة مثلا او شهادة وفاة.. الخ، ان تطلب ذلك مباشرة من المصلحة المعنية وتوفر العناء على المواطن وتخفف الضغط على ادارة اخرى كالبلديات مثلا لتتولى مهامها الاخرى الاكثر الحاحا وتعقيدا مثل العمل البلدي ومراقبة البناء الفوضوي.. الخ. المصالحة مع الادارة لقد مر الاطلاح الاداري في بلادنا بمراحل عديدة شملت المصالحة بين الادارة والمواطن عبر ارساء آليات مكاتب العلاقات مع المواطن والمواطن الرقيب والموفق الاداري مرورا بالعناية بجودة الخدمات ومحاولات تعصير الخدمات الادارية والتوجه ونحو الخدمات عن بعد. رغم ذلك لا تزال بعض المجالات في حاجة الى تدعيم على غرار السرعة في تقديم الخدمات وآجال الرد على عدد من الخدمات الادارية الى جانب مزيد دعم الخدمات الادارية عن بعد عن طريق وضع المزيد من المطبوعات الادارية الرسمية على الخط في المواقع العمومية للادارات. تجدر الاشارة في هذا الاطار إلى ان مواقع الواب للادارات والهياكل العمومية لا تزال بحاجة هي الاخرى الى عناية اكبر من حيث تحيينها واثرائها بكل ما بامكانه تجنيب المواطن عناء التنقل لهذه المصالح. لان الكثير من هذه المواقع غايتها شكلية اكثر من كونها عملية ويمكن الاستفادة منها. مشاريع مستقبلية تشير المصالح المعنية في هذا الاطار الى ان استراتيجية ارساء الادارة الالكترونية تحمل العديد من المشاريع الكفيلة بتحسين الخدمات الادارية وقد انطلقت بعض التجارب في مجال التجارة الخارجية والتصريح الجبائي عن بعد والتصريح بالاستثمار عن بعد اضافة الى تجربة التصرف في المواعيد الطبية في المستشفيات عن بعد واستخلاص الفواتير عن بعد.. الى جانب هذه البرامج التي تم الشروع في انجازها توجد مشاريع مستقبلية ضمن استراتيجية ارساء الادارة الالكترونية نذكر منها العمل على توفير بنك للمؤسسات الاقتصادية تلجأ اليه المؤسسة كلما ارادت الحصول على وثيقة او خدمة ادارية معينة. كما ينتظر استكمال التطبيقات المتعلقة بعلاقة المواطن بالادارة على غرار البطاقة الالكترونية للطالب التي ستمكن الطالب من قضاء جميع مستلزماته. تهدف البرامج المستقبلية كذلك الى تدعيم مبدأ «ادارة دون ورق» عن طريق اعتماد الوثائق الالكترونية حيث سيتم العمل على نشر كل المطبوعات والوثائق الضرورية ليستعملها المواطن ويحصل عليها دون الحاجة للاتصال المباشر بالادارة بالاضافة الى ذلك سيتم العمل على دعم التراسل الالكتروني بين الادارات. تتضمن استراتيجية ارساء الادارة الالكترونية جوانب تتعلق بتوفير التجهيزات الحديثة والحواسيب في الادارات والعمل على ضمان السلامة المعلوماتية وتكوين ورسكلة الاعوان حيث ان الادارة تخصص حاليا 5 مليارات للتكوين والرسكلة منها 500 الف دينار لتكوين الاعوان في مجال الادارة الالكترونية ستساهم في مزيد الارتقاء بجودة الخدمات الادارية عن بعد والارتقاء الى المؤشرات العالمية.
