شددت مصالح الأمن الداخلي والديوانة والجيش الوطني يوم امس عمليات المراقبة والتفتيش بمختلف مناطق الجمهورية وعلى الطرقات السيارة وخاصة بمدن الشمال الغربي بعد حادثة الروحية بحثا عن إرهابيين يحتمل وجودهم بالتراب التونسي أخطرهم المدعو نبيل السعداوي الذي وصف بانه عنصر إرهابي خطير جدا ومسلح، وبالتوازي وفي أجواء حزينة شيع بعد ظهر أمس أهالي أريانة جثمان الشهيد المقدم بالجيش الوطني الطاهر العياري إلى مثواه الأخير بمقبرة حدائق العوينة فيما شيع أهالي الروحية جثمان الشهيد الرقيب أول وليد الحاجي إلى مثواه الأخير بمقبرة الهرية مسقط رأسه. إلى ذلك كشفت معطيات أمنية هامة تحصلت عليها"الصباح" علاقة الإرهابيين الثلاثة الذين يحملون الجنسية التونسية (قتيلان وفار) بأحداث عين طبرنق بأحواز قرمبالية وسليمان التي جدت بتونس بين نهاية العام 2006 وبداية العام 2007 .."الصباح" واصلت متابعة الموضوع من مختلف جوانبه من خلال هذه الورقات. صابر المكشر
تسلّلوا إلى تونس وعملية سليمان في البال كشفت التحريات الامنية المجراة في ملف حادثة الروحية أن الإرهابيين الثلاثة الذين شاركوا في حادثة الروحية يحملون الجنسية التونسية وهم عبد الوهاب بن حميد(قتل) وسفيان بن عمر(قتل) ونبيل السعداوي(فار) المنتمون إلى ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقد تسللوا إلى التراب التونسي وتحديدا إلى ولاية القصرين انطلاقا من الجزائر رفقة عدد آخر من الإرهابيين لإحباط الثورة وتكوين خلايا للنشاط بغاية بث الرعب والفتنة وضرب مصالح ومنشآت مختلفة بعضها حيوية، وذكرت مصادر أمنية أن الإرهابيين الثلاثة هربوا من القصرين باتجاه العاصمة ولكن بعد تفطنهم لتشديد الرقابة الأمنية حولوا وجهتهم نحو الروحية للتوجه لاحقا إلى العاصمة ومنها إلى بنزرت غير أن وحدات الجيش الوطني والأمن الداخلي بالتعاون مع المواطنين تمكنت من الكشف عنهم وقتل اثنين منهم فيما تتواصل المجهودات للقبض على ثالثهم الذي تحصن بالفرار إلى حد كتابة هذه الأسطر. وحسب مصادر خاصة ب"الصباح" فإن الإرهابيين الثلاثة لهم علاقة بمجموعة سليمان التي تزعمها في تلك الفترة المدعو لسعد ساسي الذي تلقى تدريبات في أفغانستانوالجزائر قبل أن يلقى حتفه متأثرا بجراحه أثناء معركة سليمان، وقد تسللت تلك المجموعة من ضمنها عبد الوهاب بن حميد وسفيان بن عمر ونبيل السعداوي وستة آخرون أحدهم موريتاني الجنسية حينها من الجزائر إلى التراب التونسي قصد ارتكاب أعمال إرهابية ضد بعض السفارات الأجنبية واغتيالات لعدد من الديبلوماسيين الأجانب المقيمين بتونس، ولئن توجهت مجموعة الستة إلى عين طبرنق حيث انضم لها 21 نفرا آخرين فإن الثلاثي بن حميد وبن عمر والسعداوي عادوا أدراجهم إلى الجزائر. ويبدو أنه بعد أحداث سليمان التي جدت بين يومي 23 ديسمبر 2006 و3 جانفي 2007- وانتهت باستشهاد عوني أمن وإصابة ثلاثة آخرين ومقتل 12 إرهابيا واعتقال 15 آخرين وحجز رسوم موقعية لبعض السفارات الأجنبية ووثائق تتضمن أسماء عدد من الديبلوماسيين الأجانب المقيمين بتونس وكمية من المتفجرات من صنع تقليدي محلي وأسلحة رشاشة متطورة من نوع كلاشينكوف والتي تبناها حينها شباب التوحيد والجهاد بتونس غير المعروف- قررت مجموعة الأمير عبد الوهاب بن حميد على الأرجح الانتقام ل"شهدائها" في عملية سليمان بضرب منشآت مختلفة بتونس وتكوين أو تنشيط خلايا لها لبث العنف والرعب والفتنة. وفعلا قد تسلل عدد من الإرهابيين أغلبهم تونسيون وليبيون وجزائريون إلى التراب التونسي ثم توجه البعض نحو مدن الجنوب والبعض نحو الشمال غير أن وحدات الجيش والأمن الداخلي وبالتعاون مع المواطنين ألقت القبض على عدد منهم وقتلت آخريْن فيما تتواصل المجهودات للإيقاع بنبيل السعداوي وربما عدد آخر غير محدد من الإرهابيين.
بحضور كبير للعسكريين والسياسيين تشييع جثمان الشهيد المقدم الطاهر العياري تم أمس تشييع جثمان الشهيد المقدم الطاهر العياري -الذي استشهد أول أمس بمنطقة الروحية من ولاية سليانة وهو يؤدي واجبه الوطني فى الدفاع عن تونس ضد العصابة الارهابية المتطرفة - في موكب خاشع بمقبرة حدائق العوينة- دار فضال- طريق سكرة وسط حضور كثيف لأعوان وضباط الجيش الوطني اضافة الى حضور العديد من زعماء الاحزاب على غرار حزب النهضة وحزب الوفاق الجمهوري وحزب المجد والحزب الديمقراطي التقدمي الى جانب العديد من الوجوه السياسية وعدد غفير من المواطنين. "الصباح" واكبت تشييع جنازة الشهيد المقدم الطاهر العياري انطلاقا من منزله الكائن 5 نهج قرقنة وصولا الى مقبرة حدائق العوينة وقد بدا التأثر واضحا على كافة الحضور خاصة وان الفقيد كان محل احترام وتقدير من قبل كل الذين عايشوه من افراد عائلته وزملائه وأجواره ومعارفه. وقد خلفت حادثة استشهاده تأثرا وحزنا كبيرين خاصة في صفوف زملائه العسكريين بمختلف رتبهم حيث أكدوا ان المقدم الطاهر العياري كان مثالا يحتذى في الاستقامة والانضباط في العمل علاوة على استماتته في الدفاع عن الوطن سيما وانه يتمتع بتجربة وخبرة في المجال العسكري، وذكروا في هذا السياق ان الشهيد ضحى بحياته دفاعا عن الوطن باستبسال من أجل حماية تراب تونس من كل عمل ارهابي قد يزعزع أمن البلاد. نزار الدريدي
في يوم ممطر حزين الروحية تودع شهيدها الرقيب أول وليد الحاجي في يوم ممطر حزين شيعت بعد زوال يوم أمس مدينة الروحية جنازة شهيد الحرية الرقيب أول بالجيش الوطني وليد الحاجي الذي سقط شهيدا في معركة الشعب التونسي ضد فلول الإرهاب والإرهابيين في معركة الروحية.. المئات من أبناء الجهة وعدد كبير من إطارات وأعوان الجيش كانوا ضمن المودعين لشهيد تونس إلى مثواه الاخير.. بالدموع.. والورود ودعه الجميع في جنازة مشهودة من مقر سكناه بالروحية إلى مقبرة الهرية مسقط رأسه... هذا الشهيد ورغم انه كان في إجازة فقد لبى نداء الواجب نحو وطنه وشعبه عندما تفطن للإرهابيين فكان من أوائل المطاردين لهم ولكنه أصيب برصاص الغدر والإرهاب أثناء الاشتباكات قبل ان يستشهد متأثرا بجروحه البليغة. صابر