عبّر لنا العديد من أهالي وشباب ولاية المهدية عن استيائهم واستنكارهم لما أسموه باستمرار ظاهرة التهميش التي تعيشها هذه الولاية العريقة والقديمة قدم الزمن رغم ما تزخر به من تراث وتاريخ مجيد عرفت به المهدية عبر القرون وهي التي توجد بها آثار الجم ومدينة سلقطة المعروفة ببرج الراس وهو رأس إفريقيا إلى جانب دورها التاريخي في النضال ضد الاستعمار. أبناء هذه الجهة استغربوا بشدّة حرمانهم المتواصل من المشاريع الكبرى رغم أنها تعتبر منطقة سياحية وساحلية إلا أنها لا تحظى بما تحظى مناطق أخرى من الساحل التونسي. تاج الساحل وقد ازداد غضب الأهالي بعد أن علموا بحرمان ولايتهم دون غيرها من ولايات الأجوار من حقها في إذاعة جهوية تعبر عن مشاغل المنطقة وتعرّف بمخزونها الثقافي والتراثي ناهيك وأن هذه الجهة ملقّبة بتاج الساحل وتعتبر العاصمة التاريخية الثالثة بعد قرطاج والقيروان. كما استغرب من المثقفين في الجهة من هذا الاقصاء أو الاستثناء السالب لحقهم من طرف اللجنة المكلّفة بإسناد التراخيص لبعث الإذاعات. فبعد أن علموا بقرار توزيع التراخيص والذي شمل أغلب الولايات وكل ولايات الساحل دون أن يشملهم القرار ازداد شعورهم بالغبن واليأس بسبب المقاييس المزدوجة والمعايير التي لا تنبني على العدل والمساواة. تطوع لكن والمتأمل في الخارطة الإذاعية يجد أن كل الجهات الساحلية تتمتّع بإذاعة على الأقل: سوسة - المنستير - صفاقس - وأخيرا قابس (جديدة) - نابل (جديدة) - بنزرت (جديدة) - قفصة - توزر (جديدة) - تطاوين - الكاف.. وتونس الزاخرة بالإذاعات تتمتع بالمزيد على حساب بقية المناطق وخاصة ولاية المهدية التي استبشرت بتطوّع رجل أعمال من أبناء الجهة لبعث هذا المشروع ليكون مرآة لهذه الربوع وينمّي فيها الحركية الإعلامية والثقافية والسياحية ولكن خاب أملهم. مقاييس ولمزيد معرفة الأسباب اتصلنا بالناطق الرسمي لمشروع إذاعة المهدية FM الأستاذ محمد حواص فأوضح لنا بأنه فوجئ بدوره مثلما تفاجأ أهالي الجهة بعدم إدراج المهدية ضمن الدفعة الأولى من هذه التراخيص وإدراج جهات أخرى توجد بها إذاعة جهوية أو أكثر إذ قال «ما يحدث يثير الاستغراب ويثير أيضا سؤالا حول المقاييس التي اعتمدتها اللجنة عند منحها التراخيص ل12 إذاعة جديدة والحال أن الثورة قامت على التخلي عن مظاهر الاقصاء والتهميش وإعادة الاعتبار للمناطق الداخلية ونحن من بينه،ا فجهتنا عانت من التهميش في عهد النظام السابق رغم تواجدنا على الخط الساحلي». كما يأمل الأستاذ محمد حواص أن تكون العملية غير مقصودة.