استاذ عبد الجليل البدوي هل صحيح ان حزبكم هو" الجناح السياسي" للاتحاد العام التونسي للشغل ؟ لسنا جناح الاتحاد ولا فخذه ولا ذراعه.. نحن حزب سياسي وطني مفتوح على العمال والفلاحين والموظفين ورجال الاعمال وعلى كل الفئات رغم اهتمامنا الكبير بالمشاغل الاجتماعية والاقتصادية للشغالبين بالفكروالساعد ورغم مطالبتنا بتنمية اجتماعية تضمن حق الشغل والحقوق الاجتماعية للجميع للمساهمة في معالجة حقيقية لمشاكل الشباب والبلاد المتراكمة وعلى راسها البطالة والفقر والخلل في التوازن بين الجهات والقطاعات.. اي للاسباب العميقة التي ادت الى الثورة.. في نفس الوقت نعتز ان من بين مؤسسي الحزب ورموزه قياديون بارزون في الاتحاد العام التونسي للشغل عرفوا بنزاهتهم واشعاهم مثل الأخوين علي بن رمضان ومحمد الطرابلسي.. وبالنسبة لي فقد استقلت من المكتب التنفيذي للاتحاد منذ تاسيس الحزب.. في نفس الوقت اعتقد ان 70 بالمائة من النقابيين مستقلون عن كل الاحزاب وقد يختار كثير منهم الانضمام الينا..
هل تعتبر أن حزبكم الناشئ سيجد موقعا له بين اكثر من مائة حزب بعضها عريق وله رصيد واشعاع كبيرين؟
نحن نثق في المواطن التونسي.. ونعتقد أن ما لايقل عن 70 بالمائة من التونسيين والتونسيات من بين المستقلين عن كل الاحزاب.. والدليل ان اكثر من 80 بالمائة من الناخبين لم يرسموا انفسهم قبل 2 اوت.. ومع ذلك فان برنامجنا السياسي واولوياتنا الاجتماعية والاقتصادية وانحيازنا الى الثورة والى الشباب والعاطلين عن العمل والى الجهات المحرومة من بين العوامل التي ستدعم حظوظ حزبنا انتخابيا وسياسيا.. بالرغم من كوننا لا نزال في مرحلة التأسيس وتركيز الفروع..
سياسات الولاء مقابل الامتيازات
عمليا ماالذي يميزكم عن بقية الاحزاب ؟
نختلف عن جل الاحزاب القائمة في كوننا نعطي اولوية مطلقة للملفات التي فجرت الثورة اي الملفات الاجتماعية والاقتصادية وليس الى الجوانب السياسية والدستورية والقانونية. كما نختلف عن بقية الاحزاب في كون حزبنا يطمح ان يعتمد على قادة جماهيرية انطلاقا من فئة اجتماعية شعبية وهي العمال والفلاحين بخلاف الاحزاب النخبوية.. ثالثا نحن لا ننطلق من فراغ عند تقديم بدائلنا بل من تشخيص دقيق للوضع وللنمط الاقتصادي والتنموي السائد سابقا.. في نفس الوقت نتميز باطرنا المرجعية التي تعطي اولوية ل3 ملفات : الديمقراطية الاجتماعية والديمقراطية المحلية والجهوية ثم لبناء اقتصاد المعرفة. ولدينا حاليا 17 لجنة مختصة لاعداد البديل الاجتماعي والاقتصادي المتكامل.. من جهة اخرى نحن نؤمن كحزب ببناء علاقات تعاقدية على كل المستويات وبين كل الاطراف عوضا عن علاقات "الوصاية والولاء مقابل الامتيازات " التي كانت سائدة والتي ينبغي القطع معها..
لا لقطع الطرقات والفوضى
كيف تنظر الى الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس الان في ظل تعاقب الاضرابات القانونية والعشوائية والاعتصامات وقطع الطرقات والسكك الحديدية ؟
اولا لابد من الاعتراف بان اعمال العنف والفوضى ناجمة عن تراكم مشاكل اقتصادية واجتماعية بالجملة من بينها البطالة والتهميش والمحسوبية بسبب عقود من السياسات الاقتصادية والاجتماعية الفاشلة.. واذ ركزت الهيئة العليا لحماية الثورة وغالبية الاحزاب والحكومة على الملفات السياسية فاننا نعتقد انها مخطئة في ذلك لان الشعب يريد معالجة المشاكل التي ادت الى الثورة وهي اساسا اجتماعية واقتصادية.. لكننا مع ذلك نرفض بقوة الاعتصامات والتحركات العشوائية وقطع خطوط سكك الحديد والطرقات ونعتبر ان قوى الردة المعادية للثورة تغذيها لاجهاض المسار الاصلاحي ولعرقلة تفعيل شعارات الثورة ومن بينها محاسبة رموز الفساد والاستبداد وانصاف المظلومين ثم تحقيق مصالحة وطنية على اسس جديدة.. ونحن نتساءل لماذا لم تتدخل قوات الامن لتفريق الاعتصامات الفوضوية واعادة فتح الطرقات وخطوط السكك الحديدية وهي التي رأينا انها قمعت بقوة محاولات تنظيم اعتصامات " القصبة 3" وتحركات سياسية مماثلة في العاصمة؟
الانصاف والمصالحة
وما هو رأيكم في أداء القضاء والحكومة في تعاملهما مع محاكمات رموز النظام السابق المتهمين في قضايا فساد مالي وسياسي؟ وهل تعتبرون أن بدء مسار الافراج عن عدد منهم جزء من خيار الانصاف والمصالحة ؟
المصالحة ضرورية لكنها لن تنجح اذا لم تسبقها محاسبة واضحة للمورطين في المظالم وفي الاستبداد السياسي والامني وفي قضايا فساد مالي ولا بد من انصاف المظلومين واعادة الاعتبار الى الضحايا قبل الاعلان عن المصالحة تكريسا للخيار الذي اعتمدته ثورات وتجارب سابقة ناجحة مثل جنوب افريقيا واسبانيا وامريكا الجنوبية هو خيار العدالة الانتقالية والانصاف والمصالحة.. واعتقد ان الافراج عن بعض رموز الفساد الان قبل محاكمتهم سيؤجج العنف والفوضى عوض ان يحد منهما لان ضحاياهم ينتظرون انصافهم واعادة الحقوق الى اصحابها والراي العام يتطلع الى محاكمات عادلة لتلك الرموز..