توزر وات خلف الحريق الهائل الذي نشب يوم 3 سبتمبر الماضي بواحة توزر القديمة وامتد الى الفضاء الثقافي والسياحي (الشاق واق) خسائر مادية فادحة بهذا الفضاء الذي يعد من أهم المعالم السياحية والثقافية بتوزر. فالى جانب ما عرفه الفضاء منذ بداية العام الجاري من صعوبات ظرفية أدت الى تقلص عدد زواره والاستغناء عن بعض عماله فقد ادى هذا الحريق الى اغلاقه تماما الى أجل غير مسمى حسب ما أفاد به السيد السعيد العباسي متصرف بهذا الفضاء. فقد أتت ألسنة النار على جزء مهم من الفضاء ومنها ذلك المخصص لبيان بداية تاريخ الانسان وقصص الانبياء باعتبار أن الفضاء يضم مجموعة من الاقسام التي تبين تاريخ الانسانية وصولا الى تاريخ تونس الحديث. واحترق بصفة نهائية عدد كبير من المجسمات التاريخية لبعض الحيوانات والطيور وسفينة نوح واللوحات البيانية والتماثيل والجزء المخصص لقصة النبي موسى اضافة الى عدة بناءات وأبواب خشبية ومعدات مختلفة وتجهيزات سمعية بصرية وقفص كبير للحيوانات والطيور وسرق عدد اخر منها. والتهمت السنة اللهب كذلك حوالي 235 نخلة داخل هذا الفضاء. ويقدر السيد السعيد العباسي الخسائر الناجمة عن هذا الحريق بمليون دينار. من ناحية أخرى تتواصل الابحاث الأمنية للكشف عن ملابسات هذا الحريق وبينت تحريات فرقة الابحاث بالحرس الوطني أنه نتج عن حرق فضلات الواحة من أعشاب وجريد وغيرها ساهمت العوامل المناخية والاخطاء البشرية في سرعة انتشارها حيث امتد الحريق على طول ثلاثة كيلومترات. ورغم أن هذا الفضاء الثقافي الذي شكل منذ افتتاحه سنة 2003 متنفسا وفضاء لتنظيم أنشطة ثقافية وسياحية عديدة فأن الغموض يكتنف مستقبله حيث ما تزال عملية ترميمه واعادة فتحه من جديد غير مبرمجة حتى الان. كذلك من المنتظر أن تتم احالة عملته على البطالة الفنية وستتكفل الدولة بمرتباتهم مدة ستة أشهر.