ليس ثمة دخان دون ان تكون وراءه نار متأججة، هذه النار تلتهب تحت الرماد، ان الوضع بالنادي الصفاقسي شبيه تماما بذلك، فهو يوحي بتعكر الاجواء من حين الى آخر ان لم تجتث «جذور العلة» من منابتها.. يحدث ذلك في غياب الحوار بين مختلف الاطراف والتكتم الشديد على ما يجري داخل هيئة النادي الصفاقسي حول تحديد المسؤوليات وضبطها وحول نفوذ مختلف اعضاء التشكيلة في مستوى التسيير وحول التصرف المالي والاداري فالبعض يرضى البقاء داخل الهيئة ولو صوريا في حين ان البعض الآخر يرفض ذلك ويسعى الى تطبيق مبدا: «to be or not to be» اكون او لا أكون، هذا الشق يرفض تطبيق توجيهات الآخرين دون تفكير ودون ان يترك بصمة من بصماته ليس هذا فقط فشق يريد مناقشة مردود الاطار الفني لكرة القدم الذي لاحظ فيه تراجعا واضحا وذلك منذ الموسم الماضي لكن ذلك لم تتم بخصوصه مناقشة معمقة وصريحة بشكل جديد لتعديل الاوتار دون نسيان الاحباء الذين اصبح لهم وزن ثقيل لانهم اضحوا قادرين على الضغط بقوة على هيئة الزحاف فجمهور النادي تغير كثيرا في السنوات الاخيرة لكن هذا الضغط لا بد ان يكون مشروعا ولن يكون كذلك من قبل احباء الفريق الا اذا اقتطعوا اشتراكاتهم ليستمدوا منها مشروعية النقاش والحوار والنقد والاحتجاج عند الحاجة. هدوء العاصفة لا يعني عودة الهدوء الى النادي الصفاقسي لان ادنى هزيمة جديدة لاكابر كرة القدم ستأزم الوضع من جديد فموجة الاستقالات في صفوف الهيئة المديرة المعلنة وغير المعلنة تدل بوضوح كبير على ان الامور لا تسير على الوجه المرضي داخل الجمعية.. اسئلة كثيرة باتت تؤرق الانصار حيثما كانوا وتبحث عن اجوبة شافية. قادرة على تبديد حيرتهم منها: لماذا نجح الفريق في تحقيق نتائج ايجابية في كأس الاتحاد الافربقي في حين اخفق في ذلك في بطولة هذا الموسم والحال ان اللاعبين هم انفسهم والاطار الفني هو نفسه..؟ في اعتقادنا الوضع في النادي الصفاقسي بالرغم من حصاده لعديد الالقاب خلال السنوات الاخيرة يحتاج الى مراجعة جذرية، قبل ذلك لا بد من خلاص اجور العملة والموظفين في الابان دون تأخير لان وراءهم عائلات تحتاج الى القوت ثم السعي الى تعصير الادارة مواكبة للعصر وحرصا على تحقيق الجودة في الخدمات والمعاملات واسترجاع ثقة كل الاطراف التي تتعامل معها الجمعية سواء كانت جمعيات او هياكل او مؤسسات اواشخاصا فضلا عن اعتماد لغة الحوار بين رئيس الجمعية واعضاء الهيئة من جهة والمسؤولين عموما في النادي وفي مقدمتهم رئيسه والمنخرطين في الجمعية الذين لهم حق التعرف على ما يجري في النادي بكل شفافية وذلك بضبط لقاءات شهرية او كل شهرين للحوار والنقاش. كما انه حان الوقت لبعث الحياة في اللجنة العليا للدعم التي تغط في سبات عميق منذ زمن طويل فكأنه لم يعد لها وجود. من الضروري اعادة هيكلتها من جديد حتى تنفض الغبار على كل المسائل العالقة، فهي التي اتخذت قرارات قبل حوالي سنتين لكنها لم تنفذها، هذه القرارات ذهبت ادراج الرياح لذا فانها مدعوة الى القيام بدورها على احسن وجه حتى لا يبقى وجودها حبرا على ورق. النادي الصفاقسي سيبلغ الثمانين من عمره بعد بضعة اشهر فمن المخجل ان تسير فيه الامور وفق الاهواء، فهو ناد عريق لا يتوقف تسييره وبروزه ونجاحه على شخص معين دون غيره.. النادي الصفاقسي مدرسة كروية، عريقة من الضروري ان تثبت وجودها وتقدمها وتألقها في خضم خطاب رياضي تغير كثيرا عما كان عليه.