لم يتم خزن إلا 40 مليون بيضة من مجمل 80 مليونا ينتظر أن تكون دخلت المخازن إنتاج الدواجن لن يحقق الاهداف المحددة له خلال أشهر الصيف.. وتراجع محسوس في منتوجات الغلال تونس - الاسبوعي يبدو أن كل المؤشرات تنذر بأشهر صعبة على المستهلك التونسي بدأت مؤشراتها تتضح منذ أسابيع حيث شاهدنا ارتفاعا في اسعار الغلال والسمك تبعه نقص في تزويد السوق بالدواجن وارتفاع في اسعاره.. يحدث كل هذا في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تستعد كل الهياكل من الان لشهر رمضان.. فهل معنى هذا أن حال التزويد في هذا الشهر سيكون أسوأ؟ هذا السؤال سعينا للبحث عن إجابات عنه لدى أكثر من مصدر. ضغوطات لم تخف مصادرنا ان هناك ضغوطات كبيرة في مجال استهلاك الدواجن يتوقع أن تزداد حدتها خلال الاشهر القادمة بسبب عدم تجسيم برنامج توريد بيض التفقيس اذ لم يتم الى حد الآن توريد الا 200 ألف بيضة من مجموع 4.5 مليون بيضة مبرمج توريدها ..ومن هذا المنطلق تتوقع مصادرنا أن تزداد الضغوطات خلال الاشهر القريبة القادمة التي تتزامن مع ذروة الاستهلاك صيفا بحلول السياح والمهاجرين باعداد غفيرة فالاهداف المبرمجة لاشهر جويلية - أوت - سبتمبر والتي قدرت توفير 8 آلاف طن شهريا لن يتسنى تجسيمها ..الازمة لن تندلع في الصيف بل ظهرت أولى شرارتها مؤخرا حيث أصبحنا نشاهد واجهات محلات العلامات المعروفة بالانتاج والبيع بالتفصيل فارغة بعد ساعات من عمليات التزود مع ارتفاع اسعار الدجاج الحي الى 2500 مليم والجاهز للطبخ الى ما بين 3600 و4400 مليم.. ورغم أنه تقرر توريد 700 طن من شرائح الديك الرومي وصل منها 60 طنا الى حد الآن فإن الحال لم تستقم فما بالك عند حلول شهر رمضان. أزمة تخزين والحديث عن الدجاج يجرنا للحديث عن البيض حيث بسؤال مصادرنا عن نسق الخزن استعدادا لرمضان لم تخف انه نسق بطيء اذ لم يتم تخزين الا 40 مليون بيضة من مجمل 80 مليون بيضة يفترض أن تكون قد دخلت مخازن التبريد اليوم.. الخزن بدوره لم يتم على الوجه المطلوب فيما يخص البطاطا لسبب بسيط وهو أن سعر التدخل الذي اقره مجمع الخضر والغلال وهو 300 مليم للكيلوغرام لم يجد صدى اذ يعرض على الفلاحين حاليا شراء البطاطا ب 350 مليما في المزرعة وسبب تراجع انتاج البطاطا يعود بالاساس الى اضطراب العوامل المناخية واصابة عدد من المساحات بفطر الميلديو الى جانب تراجع المساحات المزروعة من 11200 هكتار السنة المنقضية الى 9200 هكتار السنة الجارية.. وهو ما يعني ان ال 40 ألف طن من المخزونات التعديلات قد لا «يكتّب» جمعها بما أن سعر الكيلو في المزرعة بلغ كما سبق وذكرنا حدود 350 مليما اليوم. ماذا عن الحليب والغلال؟ لكن ما ورد لا يمنع من الذكر أن الاستعدادات جارية بشكل عادي في باب تخزين الحليب حيث تم الى حد الآن تخزين 35 مليون لتر من مجموع 45 مليون لتر مبرمجة للغرض.. وبما أن رمضان لا يمكن أن يمر دون دقلة فتعمل سلطة الاشراف بالتعاون مع المجمع المهني للتمور والمصدرين على تكوين مخزون احتياطي يقدر بألفي طن من التمور لشهر رمضان. اما فيما يخص الغلال فيتوقع تسجيل تراجع في محاصيل الاجاص وبدرجة أقل التفاح بما يعني ارتفاعا منتظرا لاسعارها ينضاف للارتفاع الحالي المسجل دون ان ننسى الاشارة الى الحالة التي اصبحت عليها اسعار الغلال اليوم من ارتفاع فسّرها مصدرنا بتراجع في حدود 20% في كميات المشمش والخوخ المعروضة مقارنة بنفس الكميات التي دخلت سوق الجملة ببئر القصعة خلال شهر ماي من سنة 2005 . مجهودات لتوفير الخضر الورقية اذا كانت هذه حال الغلال فكيف ترى ستكون حال الخضر خصوصا الورقية منها.. خصوصا أن اقتراب رمضان من الموسم الصيفي يفرض مجهودات اضافية لتوفير الخضر الورقية.. عن هذا تقول مصادرنا أنه تم اقرار بذر مساحات اضافية في حدود 2000 هكتار.. كذلك تم اقرار بذر 4500 هكتار أخرى من الطماطم الاخر فصلية بما يمكن من توفير هذا النوع من الخضر خلال رمضان.. ويبقى امر ما ورد رهن العوامل الطبيعية التي ان «عطفت» سارت الامور على أحسن ما يرام وإن غضبت فستزيد الطين بلة. ختاما تجدر الاشارة الى انه في اطار تخفيف الضغط عن الاستهلاك المحلي خلال الصيف القادم تقرر توريد ألفي طنا من لحوم الابقار المجمدة و500 طن من لحوم الخرفان المبردة لفائدة القطاع السياحي.. لكن اعتقادي أن مثل هذا القرار لن يخفف في شيء الارتفاع الصاروخي للاسعار والتي أصبحت محل تذمر المواطنين في جلساتهم العامة والخاصة.