تبدأ الحملة الانتخابية للمجلس التأسيسي يوم 1 أكتوبر المقبل وسط تجاذبات سياسية وإيديولوجية و"معارك" كلامية بين الفينة والأخرى تبعث على التساؤل حول أجواء الحملات الانتخابية لمختلف القائمات وكيف سيكون تحرك رؤساء القائمات المستقلة أكثر منها الحزبية خاصة وأن هذه الأخيرة لها من الإمكانيات والتجربة والحنكة السياسية ما يجعل الحملات الانتخابية معتركا لا يبعث، ولو نسبيا، على الخوف. ثم إنّ بروز بعض الأحزاب في المشهد التونسي السياسي واليومي لتوخيها منطق "الإشهار السياسي" كل على حسب إديولوجياته وإمكانياته إضافة إلى المنابر التلفزية والإذاعية والندوات الصحفية والاجتماعات التي ملأت أخبارها الصحف التونسية الورقية والإلكترونية يحيل إلى الاستفسار عن مدى حظوظ القائمات المستقلة في هذه الانتخابات خاصة التي لا تضمّ شخصيات وطنية ووجوها معروفة، وأي إستراتيجية ستعتمدها خلال الحملة الانتخابية للإقناع والتعريف بأفكارها ومخططاتها في ظل التشكيك المتواصل والزخم الحزبي وتسجيل مظاهر من الانفلاتات على جميع الأصعدة الأمنية والإدارية وغيرها.
رصيد نضالي
أكثر من 700 قائمة مستقلة ستخوض غمار التجربة الانتخابية، وإن رُصدت لها اعتمادات مادية تراها الأغلبية غير كافية، فإن المسار الذي ستتوخاه خلال الحملة الانتخابية في فترة زمنية تعدّ وجيزة للتمكن من كسب ثقة الناس وإقناعهم بالتصويت لفائدتهم وبالتالي فان أغلب القائمات المستقلة ستعتمد منهج "طرق الأبواب" والحديث المباشر مع سكان أحياء المدن والقرى وغيرها بالإضافة إلى البيانات والمعلقات الانتخابية "إلى من استطاع إليها سبيلا". فقد أكّد محمد خليل رئيس قائمة "أصحاب الشعب" المترشحة بدائرة تونس1 فحسب أن "ضعف الإمكانيات سيجعل أعضاء القائمة يتوجهون مباشرة إلى سكان المنطقة وطرق الأبواب لمزيد التعريف بالأعضاء وبمبادئهم وأهدافهم التي يعملون على تبليغها والدفاع عنها صلب المجلس الوطني التأسيسي" وأضاف أن "الرصيد البشري والمعرفة المسبقة بالناس ستساعد على خوض المعترك الانتخابي بإمكانيات بسيطة". ومن جهته بيّن وديع بن مفتاح رئيس قائمة "من أجل جبهة وطنية تونسية" بدائرة نابل1 أن "الحملة الانتخابية ستكون ميدانية وبالاتصال مباشرة بالناس في الأحياء والقرى في ظل قلة الإمكانيات المادية معوّلين في ذلك على الرصيد البشري والإشعاع السابق ونضالية أعضاء القائمة المضطهدة في النظام السابق".