بقلم: زياد بنعبد الحفيظ لاحظنا خلال الفترة السابقة كيف أن وسائل الإعلام سعت جاهدة إلى التحريض للانقلاب على النظم الاستبدادية ،رافعة شعار الحرية والكرامة مستغلة الوضع الكارثي للشعوب العربية في غياب نظام اقتصادي يضمن الرفاهية وتفشي ظاهرة الرشوة والمحسوبية والسرقات , كما لاحظنا وقوف كل الدول الغربية في صف الشعوب وكأنها لم تكن تعلم بما يحصل لها وليست على علم بالأرصدة التي يهربها الرؤساء وأتباعهم وتسعى في المقابل إلى الإعانات والقروض. في الحقيقة أثار استغرابي طرق التعامل السياسي لهذه الدول تجاه هذه الأزمات . صحيح أننا نجحنا في اقتلاع رمز الدكتاتورية والفساد ولكن لم نشر إلى هذه الدول بأنها هي التي ساهمت في ذلك سواء بالدعم المادي أو السياسي والسكوت عن الانتهاكات التي تحصل وكان أحرى بها أن توقف ذلك منذ البداية اعتمادا على تقارير منظمات حقوقية دولية والطرق سهلة بالنسبة لها من خلال وقف الإعانات والقروض الدولية ومحاصرة الدولة ككل حتى يتنحى الرئيس أو المسؤولون عن الفساد برمتهم . فلا يجب أن نخادع أنفسنا بأن الدول الصديقة والتي لها تأثير عالمي لا تعتبرنا إلى حد الآن من مستعمراتها ومناطق نفوذها. لقد ساهمت في إسكات الإعلام في أحيان كثيرة وتحركها متى شاءت والدول العربية في مقدمتها وأخص بالذكر دولة قطر التي تلعب هذا الدور بكل حرفية من خلال قناة الجزيرة والثمن السيطرة على التظاهرات العالمية الرياضية ومن خلالها التمعش من كبريات الشركات العالمية. ولعل آخر المكافآت التي تحصلت عليها قطر هي تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 وبعد تنظيم هذه التظاهرة سيأتي الدور عليها لإرجاعها إلى العصر الحجري ومؤشرات ذلك واضحة فليس للدولة مشروع لتطوير التعليم والاستثمار المعرفي الذي يتوجه نحو المواطن القطري ومنه إلى المواطن الخليجي ، ففي الخليج إلى الآن نجد انجازات عملاقة من حيث البنية التحتية وبعقول وأياد أجنبية في غياب البنية الذهنية ، حتى الإعلام لا نلاحظ فيه كفاءات قطرية . هل مازلنا لم نفهم المخطط الغربي ؟