بقلم: المولدي الشاوش إن الشعوب العربية الثائرة على الطغاة، من اجل الكرامة ومقارعة الإستبداد والفساد، لا ولن تنسى الشعب الفلسطيني الصامد، ضد الصهيونية العالمية المدعومة من الغرب الكاسر. فكيف لنا أن ننام والشعب الفلسطيني يلاقي أسوأ أنواع الإبتزاز والإرهاب على البشر والحجر؟ والذي لا يزيد الثوار في بلداننا إلا تمسكا بالحقوق السليبة ومقاومة الأعداء، فكفانا تخاذلا مارسته علينا الأنظمة المنهارة والمنحازة إلى خرائط الطريق الغربية، التي لم تجلب لنا إلا مزيد الخيبات، بينما الشعار الذي يحمله ثوارنا اليوم في كل مكان من وطننا هو: ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فالرئيس أوباما الذي تفاءلنا بوصوله إلى البيت الأبيض الأمريكي، جاءت سياسته مخيبة للآمال العربية حيث لم يأت بجديد، بل رأيناه يكرر الفكر الأمريكي الذي ألفناه على مدى أكثر من نصف قرن، زد على ذلك أن مسألة حدود 1967 أصبحت عند الرئيس الأسمر محل بيع وشراء، إذ لم يراع حالة الشعوب العربية الغاضبة والتي تخوض الثورات العارمة على الأوضاع البائسة، التي تعيشها هذه الشعوب، تحت وطأة حكام مستبدين، صنعتهم الامبريالية. أما كان الأجدى « بأوباما « أن يتقدم بحلول من شأنها أن تسرع في إيجاد مخرج عادل وجيد للقضية الفلسطينية ؟ لكن خطابه زاد في تعميق هذه الأزمة وأدخلها في نفق مظلم ثان، مثل نفق « أوسلو « المقيت، الذي كرسته الإمبريالية، بمساعدة الدكتاتورية العربية التي كانت تحكم شعوبنا، وتقودها من سيء إلى أسوأ، في غياب فقيد العروبة جمال عبد الناصر الذي تحمل الهم العربي وعلى رأسه فلسطين التي يعاني شعبها صنوف القهر والطغيان، التي تأباها الشعوب المحبة للسلام. فعبد الناصر، آمن بأن سيادة العرب لا تتجزأ ولا تقبل المساومة، هذا هو عبد الناصر الذي حاربته الامبريالية بكل أسلحتها، حيا وميتا، لكنه عاش صامدا ومات بطلا. ولقد صدق نزار قباني حين قال : عد إلينا.. فان عصرك عصر ذهبي ونحن عصر ثان أنتَ أرضعتنا حليب التحدي فطحنا النجوم بالأسنان لكن الرئيس الأمريكي الأسمر، الذي تفاءلنا بانتخابه على رأس الولاياتالمتحدة، حيث كان يصدر التصريحات المعسولة قبل وبعد توليه الرئاسة، أكثر من الذين سبقوه في هذا المنصب، خيب آمالنا، وجعلنا نعتقد اعتقادا راسخا أننا مغفلون. أمريكا لم تعالج الأخطاء التي ترتكبها في حق العرب، وقضيتهم الأولى فلسطين حتى تجمل صورتها التي لحقتها القتامة منذ عقود وهي تدعم الجلاد على الضحية، الرئيس الأسمر، عوض أن يطبق أقواله السابقة إلى أفعال، للتخفيف من الأزمات المستحكمة بين العرب والولاياتالمتحدة. والتي خيبت آمالهم، جعل يطبق ايديولوجيا بوش الابن، الذي ضحك على ذقوننا باحتلاله للعراق، ولم يحقق شيئا مما كان يتغنى به على الأرض، سوى الدمار الذي لحق البلاد والعباد، بخلاف أمن إسرائيل، فهو شيء مقدس عنده، ولو كانت ظالمة !! هذه أمريكا التي تسوق لنفسها شعارا براقا كاذبا، بأنها زعيمة العالم الحر، والساعية لنشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، بينما هي تمارس ازدواجية المعايير، اذا كان الأمر يتعلق بالدولة العبرية المستبدة في فلسطين، وهذه الممارسات الأمريكية المشينة، ليس مردها قوة اللوبي الصهيوني المتغلغل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي لا هم له إلا التذكيرمن حين لآخر بالمجازر، والمحارق التي تعرض لها الملايين من اليهود وحدهم في الحرب العالمية الثانية،- حسب زعمهم -، إنما لأن إسرائيل هي شرطي حراسة بالشرق الأوسط، بينما الواقع التاريخي المر لا يشير إلى الضحايا الآخرين من العرب والمسلمين وغيرهم، الذين حصدتهم قنابل ومدافع «هتلر» المحرقة، في كل مكان من أرض الله، وبعشرات الملايين، ليس لهم وزن ثمين أمام ضحايا المحرقة، التي ضخموها لتكون دائما هي المحرك الوحيد لعطف الامبريالية الغربية عليها، وهكذا يبقى الامريكيون يمثلون الكابوس المخيف بالنسبة للعرب والفلسطينيين الذين سلبتهم الصهيونية أرضهم جزءا فجزءا. أليست الجامعة العربية لعقود عديدة، الحاضرة الغائبة في المشهد الدولي ؟ إذ ليس لها تأثير ايجابي في صنع القرار، خاصة اذا كان الأمر يتعلق بالعرب وفلسطين. فهل كان للجامعة العربية أي تأثير ايجابي، وهي تتابع سيناريو حرب الخليج الأولى والثانية، وما اقترفته الامبريالية الغربية من دمار في العراق ؟ حيث دمرت حضارته التي تمتد جذورها لآلاف السنين، علاوة على ملايين الضحايا الأبرياء، كل هذا باسم التنوير الغربي، ونحن عن هذا غافلون. الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من ستين سنة، يقاسي العسف الصهيوني بأنواعه، ونحن معشر العرب لم نقدم خطة حكيمة، نستطيع بواسطتها التأثير على الغرب الكاسر، ليعود إلى صوابه، رغم امتلاكنا لعديد الآليات التي تجعلنا مؤثرين على قراراته الجائرة، لأننا نملك الطاقة، علاوة على عديد المواد الأولية المنجمية بمختلف أنواعها، والغرب في حاجة ماسة إليها، لتحويلها وتصنيعها، لكننا للأسف، نشاهد في المقابل أن الصهاينة لهم اليد الطولى، والتأثير الايجابي في السياسات الغربية، وخاصة في الحزبين الأساسيين بالولاياتالمتحدة، الجمهوري والديمقراطي، وهذا يشعرنا بالمرارة وخيبة الأمل فيهما. اذ كان الأجدر بالولاياتالمتحدة ان ترسم سياسة غير ملتوية ودائمة نحو الشرق الأوسط، وقضية فلسطين خاصة، وتتولى بنفسها تطبيق العدالة على الأرض،، لكن أمريكا لا تريد أن تساير الواقع المعيش، وتقلع عن سياسة الغش في اللعبة السياسية، وفهم حقيقي لنفسية العرب، ولقضيتهم العادلة فلسطين. هذه هي الشرعية الدولية في القرن الواحد والعشرين !! شرعية الكيل بمكيالين، ودول العالم تنظر ولا تغير من الأمر شيئا، لأن محرقة اليهود لا تزال مشتعلة متأججة في عقول وقلوب كل الدول الامبريالية إلى ما لا نهاية، هذه هي الحقيقة الكونية التي فطروا عليها. وسوف لن تتغير، إلا اذا تبدلت المعايير العالمية بسقوط هذا وصعود ذاك.