بقلم: لطفي ساسي قرأت منذ فترة مقالات في بعض الجرائد عن معاناة طفلة صغيرة تدعي رانيا أصابها مرض عضال لا سبيل إلى مداواته إلا عبر عملية جراحية مكلفة وإن تسكين الآلام وحده يحتاج 1250 دينارا ثمن الحقنة الشهرية. كثيرا ما قرأت مثل هذه الأخبار وعاينت مثل هذه الوضعيات وينشر الخبر الواحد مرات عدة ولا من مجيب. وهنا لسائل أن يتساءل عن دور الأحزاب والجمعيات؟ فالأحزاب تعد الناس ببرامج اقتصادية واجتماعية وسياسية واعدة وحقيقية، وتحشر القائمات حشرا. وتبحث عن التمويل العمومي وتحض عليه، وتتوجس تواصله وانقطاعه، وتحاول الإقناع بجدواه لحسن عمل الأحزاب، ثم تعد ببرامج اجتماعية طوباوية، ومساعدات للنهوض بالفئات الضعيفة وغير ذلك... ويصل الأمر ببعضها إلى صرف مبالغ طائلة، في سبل إنفاق غير عادية: كإعطاء المال لأفراد أو جماعات للقيام بمظاهرة تندد بكذا أو تدعو إلى كذا أو لطلب اجتماعي في ظاهره، سياسي في باطنه. نتساءل اليوم أين هذه الأحزاب من المجتمع ولماذا لا نسمع لها هسيسا عندما تنشر حالات اجتماعية أو صحية عاجلة وأكيدة مثل حالة رانيا ؟ وهو لعمري خير دعوة لأي حزب. نحن نعي الصعوبات المالية لأحزابنا الجديدة ولسنا نطالبها بمداواة جراح الناس وصرف المال وإنما كان من السهل عليها المساهمة الاجتماعية ولو إعلاميا وبالتعاطف مع الناس والوقوف معهم ومشاركتهم مشاغلهم الحياتية اليومية وتقديم النصح والإرشاد وحث الإدارات على خدمتهم ومتابعتهم وحتى التقاضي في حقهم وتبني قضاياهم. لماذا ننتظر وعود هذه الأحزاب والواقع المعيش هو خير مختبر لها ؟ لماذا ننتظر وعودا مستقبلية والحال أننا نحتاج مجهودها في واقع هو خير مسبار للنوايا ؟ لماذا ننتخب قائمة حزبية، لم يسجل في رصيدها أي مشاركات اجتماعية لإنقاذ حياة أو لإرجاع جسد مريض أو معوق إلى عالم الأصحاء؟. الأجدر بنا أن لا نفعل ذلك وإذا كان لا بد من الانتخاب يكون انتخابنا موجها للاحزاب الناشطة اجتماعيا لا غير. لأن حزبا لم يقم بأي دور في معالجة قضايا اجتماعية وصحية، ليس جديرا بالتواجد على الساحة السياسية، فوعوده مفضوحة مهما قال، ومهما وعد، ما لم يقم بفعل ايجابي اليوم قبل الغد. فأين اذن ال 111 حزبا ؟ ما دورها ؟ ماذا تفعل الآن؟