يكتبه كمال بن يونس التصريحات العنصرية الصادرة عن زعيم اليمين الفرنسي المتطرف "المتقاعد" جون ماري لوبان.. وتصريحات "وريثته" على راس حزبه "ملة ورثه" ماريون ان برين لوبان "مضحكة ومستفزة في نفس الوقت" في نظر كثير من المراقبين.. خاصة عندما تعلق "بسذاجة" على نتائج اول انتخابات تعددية وديمقراطية نزيهة في تونس.. وعلى خيارات الناخبين التونسيين في فرنسا..؟؟ لكن تلك التصريحات "مهمة جدا" توحي بان لوبان "حرقها الحليب" على تونس..؟؟ ++ ولا اعتقد ان كثيرا من الساسة الفرنسيين -من اليسار واليمين- سيقبلون تدخل "الوريثة" في شؤون الشعب التونسي.. الذي يحق له وحده انتقاد من انتخبهم.. ويحق لساسة فرنسا وحدهم التهكم على السيدة لوبان "التي اورثها والدها حزبا عنصريا".. ++ لكن عندما تصدر تصريحات مماثلة عن الرئيس ساركوزي وعن وزيره للخارجية جوبيه -وكلاهما من "اليميني المعتدل"- فالامر يدعو للغرابة.؟؟. فهل يحق لهما توظيف انتخابات تونس لاغراض انتخابية فرنسية بحتة عبر ملفات سياسية تونسية داخلية بحتة من بينها "فزاعة الاسلام السياسي"؟ هل من حقهما "تسجيل نقاط" ضد خصومهم الاشتراكيين الفرنسيين في انتخابات 2012 عبر الايحاء بان تونس قد تصبح بلدا ينتهك حقوق الانسان وخاصة حقوق النساء؟ لقد قالها منصف المرزوقي بوضوح اول امس في مؤتمره الصحفي باسم الفريق الفائز في الانتخابات: "لا خوف اليوم على الحداثة ومكاسب الدولة الحديثة في تونس.. وحقوق الانسان خط احمر لن يتسامح الحقوقيون والسياسيون التونسيون مع من ينتهكه مهما كان وزنه ونفوذه ولونه".. لماذا يكرربعض الساسة الفرنسيين اخطاء الامس التي كلفت وزيرة الخارجية السابقة منصبها بعد ثورة 14 جانفي؟ عسى ان يفتح ساسة باريس والعواصم الغربية صفحة جديدة في علاقاتهم بجيرانهم واصدقائهم.. وخاصة بالشعب التونسي ونخبه.. لان غالبيتها الساحقة ستظل دوما معتزة بالعلاقاته الثقافية والانسانية والاجتماعية والسياسية المميزة مع المجتمع الفرنسي وعلمائه وكثير من ساسته... رغم صفحة الاستعمار التي قررت غالبية التونسيات والتونسيين طيها دون رجعة منذ 57عاما..