اتصلت «الصباح» من السيد محمد فريد الشريف السفير، أستاذ بالمعهد الديبلوماسي برسالة موجهة الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تضمنت ما يلي: «إن الشعب التونسي يتوجه الى مقامكم السامي يا خادم الحرمين الشريفين بندائه هذا اليكم، والى الشعب السعودي الأبي ألا تتركوا الطاغية الفاسد في الأرض زين العابدين بن علي يحظى وأسرته بحمايتكم، وأنتم الذي منحكم الله الفضل والعزة والمجد باحتضان البيت العتيق الذي كرّمه الله والروضة النبوية الشريفة روضة محمد صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة. هذا الانسان وأسرته وأصهاره عاثوا في بلد عربي مسلم فسادا، استباحوا فيه كل المحرمات وباعوا دينهم ودنياهم بعمالتهم للعدو الصهيوني وسرقوا ونهبوا وهتكوا الأعراض وارتكبوا الكبائر وهرّبو الأموال وأقاموا لمدة 23 سنة هو وحزبه الحاكم دولة النفاق والفساد في الأرض والتزييف في كل ميدان من ميادين الحياة، وما ارتكبوه من جرائم في حق هذا الشعب، ولا تكاد تخلو ولاية (محافظة) من الاستيلاء على أراضي الغير ولا مؤسسة عمومية إلا ونهبوها، ولم تسلم من أياديهم الآثمة حتى الآثار التي تاجروا فيها وزينوا بها وبيوتهم، فضلا عن ممتلكات تحصى بالمئات والتي افتكوها ظلما وقهرا من أصحابها. ألا يكفي هذا لتسليمه ومن معه الى العدالة قبل أن ينال عقاب الآخرة؟ والله على ما نقوله وكيل. الشعب التونسي الذي يكنّ لكم التقدير والاحترام، ويعرف أن تقاليدكم العربية الأصيلة قد تجعل من الصعب تسليم من التجأ اليكم، ولكنه لا يمكنكم بأية حال منح اللجوء والحماية لانسان يداه ملطخة بدماء الأبرياء وعميل لاسرائيل وعدو للعرب والمسلمين، نشر الفساد في الأرض واعتدى على شعب مسلم ظلما وطغيانا طيلة ربع قرن. خادم الحرمين الشريفين عبد الله ابن عبد العزيز آل سعود، ألا يكفيكم هذا والشعب التونسي يستصرخ ضميركم الحي وينتظر إرادتكم السامية بتسليم المخلوع الى تونس لنصرة الحق وعدالة القضاء؟ أدامكم الله عونا للإنصاف والعدالة وذخرا للاسلام والعروبة». تونس في 18 ذو الحجة 1432 الموافق ل14/11/2011