تجلس في أي مقهى أو صالون شاي أو منتدى سياسي وثقافي فتسمع "جلدا" يوميا من قبل السياسيين والمثقفين لبعضهم.. "جلد بسلاح اللسان " لكنه اخطر واكثر ألما وأشد بؤسا من جلد العصي والسياط.. لا تكاد تسمع زعيما حزبيا او ناشطا سياسيا ينوه بخصومه ومخالفيه.. في المقابل تنتشر المحاكمات " الغيابية " بالجملة دون حجج وفي حالات كثيرة دون مبررات.. الكل "يضرب" الكل..والجميع يشتم الجميع.. اتهامات مجانية في حالات كثيرة للخصم بالخيانة والغدر والكفر والرجعية وبالانتماء الى "عصابات العلمانية والشلائكية " حينا او "للمتطرفين دينيا وللاخوامجية" حينا آخر.. وبعد الصالونات يوظف بعضهم "الفايسبوك " ووسائل الاعلام الالكترونية والتقليدية ل"تدمير" العدو.. و"القضاء عليه".. ويجد العلماء والمثقفون النزهاء انفسهم مخيرين بين امرين أحلاهما مر: الصمت على الاذى.. او الرد مع مايعنيه ذلك من مخاطر السقوط في فخ " المرامدية ".. المختصين في توظيف اجهزة الهاتف المحمول وآلات التصوير الالكترونية ل"فبركة" مشاهد و"اخبار" وترويجها في بعض الشبكات الاجتماعية و"الصحف الالكترونية".. فمتى يفهم الساسة والمثقفون والاعلاميون في بلدنا ان السياسة اخلاق او لا تكون.. وانه لابد من معالجة معضلات خطيرة استفحلتا منذ مدة بسبب "أزمة الاخلاق والازمة الثقافية" المنتشرتين بشكل غريب في بعض الاوساط؟ انما الامم الاخلاق ما بقيت، فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا...