تونس-الصباح :رصدت للمرأة الريفية في بلادنا الكثير من البرامج والآليات والخطط المتتالية للنهوض بواقعها الاجتماعي والاقتصادي والعمل على ادماجها في مسار التنمية وتدعيم فرص مشاركتها في مختلف أوجه الحياة العامة. ولئن تبرز العديد من المؤشرات تسجيل تحولات إيجابية في حياة المرأة الريفية ساهمت في تحقيقها الخطة الوطنية للنهوض بالمراة الريفية وذلك في المجالات المتعلقة بصحة الأم والطفل والتكوين المهني والتربية وتعليم الكبار وكذلك المجال الاقتصادي والاجتماعي... ،إلا أن إدماج المرأة الريفية في التنمية لا يزال يواجه جملة من العوائق والرواسب ذات الصلة بتعليم المرأة وتأهيلها ونقص الوعي لدى المرأة الريفية بأهمية مشاركتها في الحياة الاقتصادية والجماعية وتعويلها على نفسها للانخراط في المنظومة الاقتصادية المتطورة. عوائق ورواسب نلاحظ اليوم أن المرأة الريفية لا تزال تشكو من ارتفاع الأمية لديها ورغم تراجع الأمية لدى الاناث بالريف بحوالي 7 نقاط منذ سنة 99 لتبلغ 46 بالمائة سنة 2004 إلا أن النسبة لا تزال مرتفعة. ونشير في هذا الإطار إلى تمركز الأمية لدى الاناث في كل من اقليم الشمال الغربي وإقليم الوسط الغربي. عامل آخر يساهم في تخلف المرأة الريفية عن المسار التنموي وهو الانقطاع المبكر عن الدراسة لدى البنت الريفية في بعض المناطق حيث نجد أن ما يوافق 72 بالمائة من المنقطعات عن الدراسة دون سن 14 سنة ينتمين إلى ولايات ذات طابع ريفي (10700 فتاة من مجموع 14719 فتاة منقطعة عن الدراسة). جانب آخر من العوائق التي تواجه منظومة النهوض بالمرأة الريفية يتصل بعدم توفر إحصائيات دقيقة تخص نشاط المرأة الريفية في القطاعات غير المنظمة على غرار نشاطها في القطاع الفلاحي وهذا الأمر يحد من نسب استفادتها من مختلف البرامج المرصودة في هذا الغرض.نجد كذلك تواصل محدودية تمثيلية المرأة الريفية في الهياكل المحلية ومحدودية مساهمتها في العمل الجمعياتي ونقص في المهارات والقدرات في مجال التصرف وتسيير المشاريع... مشاريع مستقبلية تفيد مصادر وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين أنه في اتجاه مزيد الإحاطة بالمرأة الريفية ضبطت الوزارة على امتداد المخطط الحالي للتنمية جملة من المشاريع في الغرض نذكر من بينها مواصلة إحداث أقطاب الإشعاع لفائدة المرأة الريفية ببلوغ 20 قطبا بحلول 2009 مع العمل على تطوير هذه الأقطاب وتعميمها بصفة تدريجية على سائر الولايات ويذكر أن التفكير في إحداث أقطاب الإشعاع في مراحله الأولى كانت تهدف لتقريب الخدمات من المرأة الريفية خاصة وأن هذه الأقطاب تعتبر من آليات تنفيذ الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة الريفية ومن بين أهدافها الأخرى نذكر تيسير تبادل المعلومات والتجارب والتنسيق بين مختلف المتدخلين في ما يتعلق بتلبية احتياجات وتطلعات السكان المحليين مع تمكين الجمعيات المحلية من تنسيق جهودها التنموية داخل المناطق الريفية. ينتظر كذلك متابعة تنفيذ خطة تأهيل مراكز الفتاة الريفية بجميع أنحاء الجمهورية وذلك بتهيئة وصيانة هذه المراكز وتجهيزها بالمعدات الضرورية لتكون قادرة على تأمين تكوين عصري مؤهل يستجيب لحاجيات المحيط الاقتصادي المتطور ويمكن المرأة الريفية من الاندماج في سوق الشغل سواء عن طريق العمل المؤجر أو من خلال الانتصاب للحساب الخاص. وستعمل الوزارة أيضا على دراسة واقع تشغيل المرأة في القطاع غير المنظم إلى جانب تدعيم الشراكة مع الجمعيات العاملة في الحقل التنموي بتمكين هذه الجمعيات من دعم فني ومادي يؤهلها للإحاطة بالمرأة الريفية وتنشيطها وتشريكها في ديناميكية التنمية المحلية مع العلم أنه تم أنجاز دراسة حول واقع وآفاق العمل الجمعياتي في الريف الهدف منها وضع خطة متكاملة لتفعيل دور الجمعيات في تنشيط الريف وفي بلوغ أهداف الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة الريفية.