تونس - الصباح: افادنا 8 من المهندسين الفلاحيين المالكين لمقاسم فلاحية بمنطقة اولاد يوسف من معتمدية جبنيانة بولاية صفاقس ان حصولهم على هذه المقاسم الفلاحية مكنهم من العمل والانتاج الفلاحي في احسن الظروف وفي تعاون مع سكان المنطقة وعمالها منذ سنة 1996.. لكن خلال السنوات الاخيرة داهمتهم جملة من السرقات والاعتداءات الوحشية على ممتلكاتهم وحراسهم من طرف 3 اشقاء من سكان المنطقة المشار اليها آنفا. وقد تمثلت اعتدءات هؤلاء المجرمين في سرقة صابة الزيتون وقطع اصول الزيتون وهي محملة بثمارها، وذلك في اطار تهديدات لعرض خدماتهم في مجال الحراسة على اصحاب هذه المقاطع الفلاحية رغما عنهم. وعلى الرغم من الاضرار الفادحة التي الحقتها هذه العصابة بممتلكاتهم، والتشكيات، تمادت هذه العصابة في اعتداءاتها الصارخة واتصلت في مرحلة ثانية بسرقة جملة من المعدات الخاصة بالري وبالمحركات التي تتولى ضخ المياه المعدة للمناطق السقوية. وقد اعتبر هؤلاء المهندسون من اصحاب هذه المقاسم في البداية من استهدافهم للسرقة وقطع الاشجار صادر عن بعض السراق العرضيين الاتين من اماكن بعيدة، لكن وبمرور الايام وتوالي الاحداث تبين لهم ان السراق عصابة تتكون من ثلاثة اشقاء من سكان المنطقة. وقد تبين ان اعمالهم الشنيعة الخاصة بقطع اشجار الزيتون وسرقة المعدات تهدف الى مضايقة اصحاب المقاسم لحملهم على تشغيلهم في مجال الحراسة، وان من يدعون الرغبة في العمل هم من نوع حاميها حراميها. وضوح الرؤية زاد في عمليات الانتقام وافاد المهندسون اصحاب المقاسم الفلاحية انه بتفطنهم الكامل للجناة تولوا جلب حراس من خارج المنطقة، لكن لم ينفع ذلك مع هذه العصابة، وكلما تم جلب حارس جديد وغريب عن المنطقة الا ووقع الاعتداء عليه بشكل شنيع جدا يستخدم فيه افراد العصابة السكاكين. وامام هذا الواقع اضطر هؤلاء المهندسين للتصالح مع هذه العصابة املا في تفادي اعتداءاتهم وتجنبا للاضرار التي لحقت بالممتلكات والى مطالب العصابة التي بلغت حد المطالبة ب10 و15 الف دينار مقابل حراسة المقاسم الفلاحية لموسم واحد من الزيتون من طرف ثالوث الاشقاء الذين يكونون العصابة. لكن امام صلف العصابة ومغالاتها في طلب الاموال افادنا هؤلاء المهندسين الى تقديم قضية جماعية في الغرض، واعلام كافة السلط المحلية والجهوية وحتى الوطنية بالاضرار التي لحقت بهم وبممتلكاتهم التي فاقت كل التصورات. وعملا على تحصين املاكهم من هذه العصابة تولوا جلب حراس جدد من شمال البلاد، لكن وعلى الرغم من هذا تمادت العصابة في ترويعهم، وعادت لمهاجمة الحراس والاعتداء عليهم في مناسبتين الاولى يوم 19 ديسمبر، حيث كادت تودي بحياة حارس لا يزال الى اليوم محتفظ به في المستشفى والثانية كانت حصلت نهاية الاسبوع الفارط، وتم خلالها التنكيل بحارس آخر لا يزال رهن العناية المركزة بمستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس. وبناء على جملة التطورات الحاصلة في القضية وما حصل فيها من اعتداءات على حارسين، تظافرت جهود الامن وتم القبض على اثنين من افراد العصابة، في حين بقي شقيقهم الثالث متحصنا بالفرار، ومواصلا لاعتداءاته وتهديده وتكوين عصابة اخرى يصل عدد افرادها حسب رواية المهندسين الى حد ال10 اشخاص من ابناء المنطقة. وقد تولت العصابة بعناصرها الجديدة الاعتداء على الحرّاس الثلاثة للضيعة بشكل مبرح وحيواني، وتواصلت الاعتداءات حد التهديد بالقتل لاصحاب المقاسم من المهندسين باعتماد الاسلحة البيضاء المتنوعة الاشكال وببندقية صيد. واشار المهندسون الى ان الشقيق الثالث المتحصن لحد الان بالفرار والذي كون عصابة اخرى هي ايضا قيد البحث والتفتيش من طرف منطقة الحرس الوطني بجبنيانة وكذلك وحدات الامن بصفاقس يواصل تهديداته واعمال السرقة وقطع الاشجار بشكل شنيع. مما حال دون تمكن اصحاب المقاسم من دخول ضيعاتهم وجني صابة الزيتون التي مازالت على رؤوس اشجارها. ولعل الاغرب من هذا ان الشقيق الثالث من افراد العصابة بات يساوم الجميع في التخلي عن القضية مقابل الكف عن تهديدهم ، والاعتداء عن ممتلكاتهم. لكن تظافر الجهود الامنية وتعقب حركات العصابة، وتولي السلط المحلية تسخير كل الجهود للقبض على الجناة جار على قدم وساق لوضع حد لهؤلاء المجرمين وتقديمهم للعدالة.